ما أَدين به للدكتور عبدالحكيم بشّار
التاريخ: السبت 24 تشرين الاول 2015
الموضوع: اخبار



 ابراهيم محمود

أتحدث مباشرة هنا، عن الدكتور عبدالحكيم بشار خارج النطاق السياسي " الحزبي " الذي يعرَف به كردياً وخارجه، أي عما هو شخصي واجتماعي فيه تحديداً، والإنسان أكثر من كائن سياسي، أكثر من معرَّف به حزبياً في دائرة علاقاته الاجتماعية والثقافية ، قل الوجدانية أيضاً، حيث التقدير المتبادل وسم علاقتنا لزمن لم ينطو ِ، يجدر التنويه إليه ومن باب حفظ الود .
تعود علاقتي بالدكتور عبدالحكيم بشار إلى أكثر من عشرين عاماً، ورغم أن الفترة الزمنية هذه شهدت انقطاعات في العلاقة هذه بيننا لأسباب موصولة بالمستجدات وظروف عمل كل منا، إلا أنها لم تتوقف إطلاقاً، حيث كان هناك سلام وكلام واطمئنان على الصحة بين الحين والآخر. 


لقد كانت اللقاءات الشخصية تتم في عيادته الطبّية في مدينة " قامشلو " وخارجها بشكل دوري، ولعلها تكثفت حين كان يشرف على علاج ابنتي، بوصفه " اختصاصي طبيب أطفال "، وهي تشكو من لوزاتها، وحافظت هذه العلاقة على سويتها غير متأثرة بما يطرأ في الوسط من توترات في الجانب السياسي الحزبي الذي يعنيه كردياً مباشرة، وحيث كنا نتحدث في هذا المضمار، بقدر ما تتطرق أحاديثنا إلى أمور لها صلة بما هو عام: ثقافي واجتماعي وسياسي وكل منا إصغاء للآخر.
هذه العلاقة حملت بصمة وجدانية وتقدير وضع، حين انتقلت، كآخرين، إلى إقليم كُردستان العراق بصفة " لاجىء "  على خلفية من انفجار الأوضاع في سوريا، كما هو معلوم للجميع، ولم يدَّخر جهداً في تقديم مساعدات خاصة بتذليل " عقبات " إدارية من حيث الإقامة، والانتقال من وإلى قامشلو بين الفينة والأخرى، والسؤال المستمر عن الصحة الشخصية والوضع الوظيفي وحتى مؤاساتي رغم انشغالاته المختلفة داخل الإقليم وخارجه .
ما كتبته ليس مقالاً، ربما هو شبيهه، لكنه يشكّل عرفاناً بجميل شخص، كان يخاطبني، ولمّا يزل، في كل مرة بـ" الصديق "، ولعله بطريقة خطابه هذه، يفصل بنباهة بين أن يكون المرء متنفس سياسة، وأن يكون منخرطاً في علاقات اجتماعية مختلفة، وما هو وجداني فيها، لعله بطريقته هذه كان، ولما يزل ، يجمع بين ما هو خاص يعنيه ودائرة علاقاته الرفاقية وأسلوب تعامله مع رفاقه وخلافهم، وتلك الشخصية فيها بأبعادها الإنسانية، غير متأثر بما يتردد من تصورات وانطباعات جانبية لا تخفي حدتها أحياناً، رغم أنه المعني المباشر بها، سوى أنه كان " متحرراً " من هذا التأثير الجانبي ومردوده السلبي تماماً، ويبقي " ماء علاقتنا الشخصية " جارياً في مجراه دون إعاقة تُذكر، ولعله الماء الذي أنبت ثمار ود وصداقة طيبة .
لهذا وجدتني أأرشف لهذه العلاقة الحبّية المشتركة، وهي تكاد تكون استثنائية بأكثر من معنى، في موقعها الاجتماعي والإنساني الذي يستحق التنويه إليه، وجدتني أثبّت هذا التقدير الموسوم والمعلوم، مع خالص ودي، للصديق الدكتور عبدالحكيم بشار!
دهوك في 24 تشرين الأول 2015 






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=19825