أنحيا صقيعنا المألوف في مد الصعود الروسي..
التاريخ: السبت 10 تشرين الاول 2015
الموضوع: اخبار



إدريس بيران
 
كثرت التحليلات والأقاويل والاعتقادات, في الشأن السوري والمنطقة عموما ومن بعد التدخل الروسي المباشر في سوريا وعبر حلفها الرباعي المشكل في المنطقة من روسيا.. ايران.. العراق.. سوريا وبإسناد مباشر من وراء البحار ككوريا الشمالية وترسانتها النووية, إلا أن المسألة والأزمة السورية برمتها لا زالت تكتنفها الكثير من الغموض والتعقيدات على اختلافها وبالرغم من الاستئثار والتضليل والتجييش الإعلامي على اختلافه, من قبل الموالين بهواجسهم لصالح كل من كلى القطبين الدوليين بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية وصراعهما على النفوذ في المنطقة. 
حيث لوحظ أن الصعود الروسي المباشر في سوريا والمنطقة, جر ورائها الكثير من الاستئثار والتطبيل العلني للقوى المحلية الموالية لها وحتى تلك التي تقف في المنطقة الرمادية بمصالحها حيال الصراع على النفوذ بين القطبين وفي المنطقة؟. 


كما لا يخفى أن هذا الصعود الروسي في المنطقة وتدخلها المباشر في سوريا, يشكل خفوتا أمريكيا آنيا بشكل أو بآخر فيها ولربما شكلت الصدمة للكثيرين ومن حيث سيرورة وتيرة الأحداث على الأرض, كما يبدو أن ذلك يشير إلى عدم التقدير الصارخ في ظاهره وعلى الأقل, بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وعلى درب سيرورة المجرى العام للصراع والمفضي للتدخل الروسي المباشر في سوريا, إلا أن ذلك برمته لا يعني أن كلى القطبين الدوليين, لم يتابعا ويحركا سيرورة مجرى الأحداث ومن الخلف في سوريا والمنطقة وإن نجم ذلك عن صعود وخفوت هنا وهناك.
الخفوت الأمريكي جر ورائه اتصالات وحركة دبلوماسية متسارعة للإدارة الأمريكية مع روسيا حيال تدخلها المباشر في سوريا ولغاية خلق تفاهمات وعدم التجاوز على خاصيات النفوذ فيها وإذا ما جاز التعبير وكما لوحظ ذلك في وسائل الإعلام قبيل دخول روسيا المباشر في سوريا وما يتراءى من ذلك وعبر مجرى الأحداث اليومية حيالها.  
حيث أن الاعتقاد المبدئي, هو أن عدم التقدير الأمريكي وخفوته, ناجم من عدم تقديره لزمن البلورة وإيجاد البديل السياسي المقتدر على الأرض في المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش في سوريا, ذلك الفصيل القاعدي والإرهابي العالمي والمدار من قبل الاستخبارات العالمية والإقليمية ولخلق مناخات السياسات الاستراتيجية في مجمل ما يمس مناطق النفوذ والصراع في العالم, من هنا أن ضرب تنظيم داعش الإرهابي وتقليصه وإنهاء جبروته أو حتى إنهائه في سوريا ومن قبل روسيا الآن, ستجعل من أمريكا وبطبيعة الحال مكتوفة الأيدي حيالها وهذا إن لم تشارك في ذلك إلى جانب روسيا وحفظا لماء الوجه وكخدمة مجانية لسياساتها في سوريا, هذا ما لم تتدارك وتتفادى أمريكا السرعة في الموقف حيالها ومنها ما ينم عن عدم مراوغة الروس في الشأن السوري وتخطي الاكتفاء الإعلامي حيالها وكما يحيلنا الفهم في جزئية منها وعلى سبيل المثال وفي نحو ما وكما حدث في السياقات الإعلامية, على أن روسيا تضرب المدنيين وفصائل الحر, الأمر الذي بدأ وأدى بروسيا لضرب بعض مواقع داعش في تخوم مدينة الرقة, حيث نم عن عملية جر متسارعة لأمريكا وإلى تفاهمات مبدئية, حيال ما يفضي إلى قضايا النفوذ ورعاية المصالح بين تحالفات القطبين, كذلك الأمر الذي يفضي إلى التفاهمات الضمنية بين القطبين في إيجاد التكافؤ على الأرض ولإشغال مناطق النفوذ ولما سيترافق مع إنهاء الدور للفصائل الإرهابية وتنظيم داعش على الأرض, حيث يكمن هنا مربط الفرس, فإن لم تتجاوب أمريكا لمبدأ التفاهمات وبالسرعة المطلوبة, مما سيجعل من روسيا القيام, ببناء وتشكيل قوة برية مؤلفة من جيش النظام السوري وحلفائه الإقليمين المتواجدين في سوريا ولإشغال كافة المناطق التي ستطالها القصف الروسي, الأمر الذي يزيد ويفاقم الأزمة أكثر مما عليه وليس في سوريا وحسب بل في الشرق الأوسط برمتها, إلا أن الوتيرة وسيرورة مجرى الأحداث لا تبدو أنها تتخذ هذا المنحى فيما بين القطبين وخلف كواليسهما.
إجمالا يبدو أن منحى ومجرى الأحداث وبشكلها العملي, يشير إلى أن أمريكا وفي وتيرة متسارعة لتفادي وتدارك الموقف وحيثياته الطارئة, بعد التدخل الروسي المباشر في سوريا وخدمة لرعاية استراتيجيتها في المنطقة ومصالحها ومصالح حلفائها الدوليين والإقليميين, حيث يبدو أنها تسارع في تشكيل جبهة مناهضة على الأرض, تتبع حلفها ومحققة بذلك التكافؤ على الأرض مع الصعود الروسي في سوريا والمنطقة, ولغاية اقتحام مناطق سيطرة تنظيم داعش الإرهابي برا وبمرافقة استعدادات التحالف الدولي بقيادة أمريكا من التدخل في سوريا بوتيرة أقوى وأكثر مباشرة من ما مضى.
كما أن الحيثيات لا تشير سوى إلى تشكيل تلك القوى البرية, من مناطق النفوذ الأمريكية المفترضة في الكعكة السورية وبشكل رئيسي في شمال وشمال شرق سوريا / روجافي كردستان /, تلك التي ساهمت وردعت عنها طيران التحالف الدولي, تقدم وتوغل تنظيم داعش حيالها وبدأً من تحرير ومقاومة كوباني, حيث لا خيار سوى أرجحية تشكل تلك القوات البرية, من وحدات الحماية الشعبية الكردستانية / Y P G / وقوات البيشمركة الكردستانية وفصائل من جيش الحر وبعض قوى العشائر المحلية في مناطق سيطرة تنظيم داعش حول تخوم منطقة الرقة وما حولها. 
هنا ما الدور المنوط والذي يلوح في الأفق, في لعب الفرصة الدبلوماسية المتاحة لقوى الشعب الكردستاني وحركته التحررية, من أجل حماية مكتسباتها وتحقيق الحرية والإعتاق المنشود للشعب الكردستاني في روجافي كردستان, حيث أن القوات الكردية الأكثر تنظيما وخبرة, صاحبة الثقل الأبرز وبالرغم من كونها لا تستحوذ سوى على الكلاشنكوف ولتاريخه وإذا ما جاز التعبير, ففي حال السير والإمضاء ونجاح وتشكل تلك القوات البرية والتحالفات الجديدة الآنفة الذكر, ثمة تساؤلات محقة وهي : ترى هل سيحقق الكرد مواثيق تضمن لهم الحماية الدولية وحظر للطيران على مناطقهم وحماية مكتسباتهم وبما ينم عن فك الحصار السياسي والاقتصادي والتنمية في روجافي كردستان وما يضمن مستقبلها وفي ظل مستقبل سوريا الجديدة, كدولة خاضعة فرضت عليها وعلى شعبها, نفوذ العديد من القوى الدولية والإقليمية, أم سيكون الكرد حصان طروادة للآخرين وعلى اختلافهم, أم سيباتون على صقيعهم وليبصموا في كتب التاريخ مهاباد أخرى.. تساؤلات قد تجيب عليها وعلى النسبية فيها, سيرورة مجرى الأحداث في غضونها العاجل والآجل. 
10/10/2015  
 







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=19767