في الصلة بين أحداث تركيا والمخطط الايراني – الروسي
التاريخ: الأحد 13 ايلول 2015
الموضوع: اخبار



صلاح بدرالدين  

  لسنا بصدد المفاضلة بين واشنطن وموسكو ولايعنينا كثيرا ان تفوق أحدهما على الآخر نوويا واستراتيجيا واقتصاديا أو سياسيا فكلا النظامين من طينة انتهازية واحدة يبحثان عن المصالح والنفوذ والتجارة الرابحة حتى لو كان على حساب استقرار ومصائر الشعوب كما لسنا في موقع تصحيح المواقف الأمريكية تجاه القضية السورية أو تحذير واشنطن من مغبة الركون الى الوعود المعسولة الصادرة من حكام طهران أو الاطمئنان لعناوين التفاهمات مع الطغمة الروسية الحاكمة فأمريكا – العظمى – كما القارة – العجوز - أدرى بمصالحهما وكلاهما يعلمان ماذا يفعلان وماذا يريدان وليس سرا أن الهم الأساسي للأحزاب الحاكمة في تلك البلدان هو ارضاء الطبقات العليا المتحكمة بالاقتصاد وتروستات الصناعات الحربية والمرافق المالية وكم من العقود التجارية تستطيع ابرامها حتى لوكانت مع نظم استبدادية شمولية أما قضايا الشعوب وثورات الربيع ومخاطر ارهاب الدولة في المنطقة فخاضعة للخطط المرسومة والمشاريع المتبعة .


 أوردت هذه المقدمة الموجزة لفهم مايدور في بلادنا ومن حولنا فلم يكن الروس ليتمادوا أكثر بالتدخل العسكري على الأرض واطلاق التصريحات الى درجة الوقاحة لولا جملة من التفاهمات حول المبادىء الأساسية في عملية ادارة (الأزمة السورية) بحسب توصيفهما ولم يكن نظام جمهورية ايران الاسلامية ليقدم على تنفيذ جملة من الخطط العسكرية والأمنية والعملياتية في مختلف بلدان المنطقة بدءا من سوريا وانتهاء باليمن مرورا بالعراق ولبنان ولم يجف حبر الاتفاق النووي بعد منفردا وبالتكامل والتكافل مع الحليف الروسي من دون شراء سكوت الولايات المتحدة وتهافت دول أوربا ورضاها .
 لقد تم توزيع الأدوار مسبقا بين كل من ايران وروسيا في اطار نجدة النظام أولا الآيل للسقوط ومده بجرعات الاستمرارية ولو الى حين بلورة المشروع المشترك والتسويق له وفرضه كأمر واقع ذلك المشروع القديم – الجديد المعمول به منذ أكثر من ثلاثة أعوام والذي استوى في مطابخ موسكو وطهران ونال مباركة حفنة من (المعارضين) المعروفين لدى الثوار بالمتسلقين المدجنين الباحثين عن مواقع يقضي بالابقاء على أسس ومؤسسات النظام كما كانت من دون تفكيك أو اسقاط كما يريده السورييون كشعار رئيسي لثورتهم التي ذهب في سبيله مئات آلاف الشهداء ومن أجل التعجيل في تحقيق المشروع تم وضع خطط متشعبة متنوعة أهمها المتعلقة بالداخل بين زيادة الضغط العسكري ومضاعفة التدمير وتسهيل وسائل الهجرة والنزوح لافراغ المناطق من الفئات الشابة وخلق أجواء اليأس والاستسلام أمام سلطات الأمر الواقع في ظل تقاعس قيادة الائتلاف وعجزها عن التطوير واعادة البناء وهيكلة قوى الثورة والجيش الحر .
 على المستوى الاقليمي أطلق نظام طهران العنان لفيلق القدس المعني بالمنظمات والجماعات الارهابية والمذهبية للمضي قدما في ترسيخ النفوذ واثارة القلاقل أمام كل من يريد الخير للشعب السوري ويتعاطف معه في محنته أو لايسير في ركب المشروع الايراني – الروسي من دول وقوى وذلك اما بدفع الجماعات الموالية مثل حزب نصر الله لمزيد من التدخل العسكري لمصلحة نظام الأسد والتمهيد لاجراء التغيير الديموغرافي على أساس المذهب أو بمضاعفة الدعم للانقلابيين الحوثين ضد الشرعية ولوقف العملية السلمية واثارة القلاقل الأمنية في دول الخليج والاستمرار في تشجيع الانقسام الفلسطيني ومنع الاصلاحات والمصالحة الوطنية في العراق وزرع العراقيل أمام مسيرة التطور والنمو والعملية الديموقراطية في اقليم كردستان العراق الى درجة التدخل السافر في شؤونه والوقوف طرفا الى جانب التيارات المغامرة الهادفة الى تصفية مكاسب شعب كردستان .
  أحداث تركيا
  تنفرد وسائل اعلام كردية وعراقية موالية لنظام ولي الفقيه بطهران بادعاء حدوث ثورة قومية كردية يقودها حزب العمال الكردستاني ضد النظام التركي في مناطق شمذينان وهكاري وجزيرة متناسية الحقائق الموضوعية التي تؤسس للمشهد هناك وأولها حصول عملية حوار سلمي منذ أعوام بين زعيم – ب ك ك – والحكومة التركية رافقته خطوات فسرت أنها ايجابية بخصوص بعض الحقوق السياسية والثقافية وللمرة الأولى في تاريخ الجمهورية التركية ومع كل ملاحظاتنا على مضمون وآليات ذلك الحوار واعتبارنا أن حقوق شعب كردستان تركيا وبعكس ماتطرحه جماعات – ب ك ك - لاتقتصر على رزمة حقوق أو عبارات غامضة مثل – الأمة الديموقراطية - بل هي قضية حق تقرير المصير الا أن الحوار اياه حقق نوعا من السلام وأوقف النزيف اضافة الا أنه أنتج مشاركة كردية واسعة بالانتخابات الأخيرة توجت بفوز كاسح (80) نائب وكان المتوقع أن يستمر الحوار وبتوسط قيادة اقليم كردستان وقوى دولية من أجل استكماله الا أنه ظهر وجود مراكز قوى متعددة في – ب ك ك – حيث مركز زعيم الحزب الذي يقود عملية الحوار ومركز قيادة قنديل الموالية لايران ومركز آمد – ديار بكر – السائر ضمن شروط ونتائج الحوار والذي يؤمن به كطريق نحو تحقيق الحقوق والا لم يكن ليقرر المشاركة بالانتخابات ومن الواضح أن ماحصل من مواجهات دامية في بعض المناطق كان بقرار من قيادة قنديل تنفيذا لرغبة ايرانية لصالح مشروعها السوري بالضغط على تركيا التي تعتبر نفسها صديقة للثورة السورية وتأوي كل أطياف المعارضة ومكاتب الائتلاف والحكومة المؤقتة ومخيمات الجيش الحر وعوائله وأكثر من مليوني لاجىء بينهم مئات الآلاف من الكرد السوريين .
 هناك أهداف ايرانية عديدة ستتحقق اذا ما استمر قيادة قنديل في تأزيم الوضع خاصة في المثلث الحدودي التركي – العراقي – الايراني وعلى أطراف خط المواصلات الدولي ومن بينها وضع النهاية لعملية الحوار السلمي الكردي – التركي والعودة الى الحروب والتدمير وتجميد وساطة قيادة اقليم كردستان العراق ووقف الدورة الاقتصادية التي يعيش ضمنها شعب الاقليم للتحول الى خطوط التواصل مع ايران والتزود فقط بمواردها ثم التأثير على الوضع الداخلي التركي لمصلحة المعارضة وهي اما قومية عنصرية معادية للكرد (MHP) أو مذهبية علوية مناصرة لنظام الأسد (CHP) وسيكون من نتائج ذلك المزيد من التوتروالتجييش على الساحة الكردية السورية الملاصقة جغرافيا لمواقع الحدث مما يدعو كل ذلك الى القلق والحذر.
 على السوريين جميعا مواجهة هذا المشروع الايراني – الروسي الهادف الى تصفية ثورتنا واطالة عمر النظام وتغيير التركيب الديموغرافي لبلادنا والقضية باتت وطنية بكل المقاييس .
 






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=19660