بالعلم تبنى الأوطان
التاريخ: الأحد 13 ايلول 2015
الموضوع: اخبار



أحمد حسن - عفرين

منذ ظهور الخليقة على وجه الأرض والانسان يرغب في السيطرة على الطبيعة ومعرفة أسباب الظواهر الطبيعية ونتائجها ووضع الثروات الموجودة على الأرض وباطنها في خدمة بني البشر للارتقاء به بحركة لولبية من الأفضل الى الأفضل ومستقبل يسوده العلم والمعرفة في سبيل حياة حرة وسعيدة وما التطور العلمي والتكنولوجي الذي نشهده الآن إلا من نتاج وتراكمات آلاف بل ملايين السنين من الخبرات والمعارف فالثورة العلمية حتمية تاريخية نتيجة الحاجة الاقتصادية المستمرة التي رافقت حياة الانسان وحضارته ومن هنا بدأت النهضة العلمية في أوربا بفضل علمائها (ليوناردو دافنشي) العالم والفنان والرسام و(كوبرنيكوس وغاليلو غاليلي ونيوتن وكبلر) وغيرهم من العلماء العباقرة الذين وضعوا الركائز للكثير من النظريات العلمية حول الكون والفلك والطب والفنون والجغرافيا وغيرها من العلوم التي غيرت البشرية بأكملها.


 فالعلم أحد أهم الركائز الأساسية في بناء الأمم وتطورها وما كل الثورات الصناعية والزراعية والثقافية والاجتماعية .... الخ والتقدم والازدهار إلا بسبب العلم والتعليم.
والتعليم ضرورة من ضرورات الحياة التي تضع الأسس البنيوية للمجتمع ووعاء اجتماعي واقتصادي وثقافي .... الخ وهو الحامل الآمن والمركب الوحيد للوصول الى المستقبل الزاهر المشرق وبناء مجتمعات حضارية تسودها الإنسانية بكل ما تعنيها الكلمة من معنى. والتعليم من العمليات الصعبة والمعقدة والدقيقة التي تؤثر في بنية المجتمع سلبا أو إيجابا ومن هنا فلا بد أن تخضع عملية التعليم الى مؤسسات وهيئات تعليمية تخصصية وأكاديمية وتكنوقراطية نزيهة للارتقاء بالوطن والمواطن الى مراتب عليا من الرقي والتطور وتربية الأجيال بالثقافة العلمية التي ترتكز على التنوع الثقافي واحترام الاختلاف والتنوع والاستفادة منه فالتربية والتعليم صنوان لا ينفصلان وكل منهما يؤثر ويتأثر بالآخر بل يعززه ويطوره فالجيل المتعلم الواعي كفيل بتغيير الحاضر وبناء مستقبل أفضل لشعوبها وهو دائما المبادر والمقدام في كل الثورات كما قال البرزاني الخالد ((الطلبة رأس الرمح في كل الثورات والانتفاضات)) والتعليم السليم الذي يستند الى قواعد وأسس أكاديمية وتكنوقراطية وبإشراف مؤسسات وهيئات تعليمية مختصة يكون أساس الديمقراطية فتطبيق الديمقراطية تحتاج الى أناس مفعمين بالعلم والثقافة والمعرفة . ومن هنا فلا بد لنا العودة الى التعليم في المناطق الكردية في كردستان سوريا واتخاذ إدارة الكانتونات في عفرين وغيرها جملة من القرارات التي تهدف الى هدم وتخريب العملية التعليمية والتربوية في هذه المناطق وهذه القرارات هي :
1)   اغلاق المجمع التربوي: إن اغلاق المجمع التربوي الذي يرتبط به أكثر من ( 5000 ) معلم ومدرس ذوي الكفاءات والاختصاصات الأكاديمية من خريجي الجامعات والمعاهد والذين لهم خبرة وباع طويل في التدريس هذا الكم الهائل من الكفاءات ستكون خارج العملية التعليمية وهذا ضرر فادح تخص ركائز وبنية المجتمع . وعملية اغلاق المجمع هذه هي عملية تكتيكية من النظام وأدواته لصرف المدرسين والمعلمين من الخدمة لتخفيف الأعباء المادية عن النظام من جهة وفتح باب الهجرة والتهجير للكفاءات المتبقية من جهة أخرى وبالتالي يؤدي الى المزيد من التغيير الديمغرافي للمناطق الكردية التي باتت الأغلبية الساحقة فيها من المكون العربي .
2)   عدم وجود البديل من الكادر التعليمي والتدريسي ذو كفاءات اختصاصية واكاديمية لملئ هذا الفراغ وعزوف الكثير من التلاميذ والطلاب عن الدراسة والتفكير بالهجرة للأهالي بحثا عن مستقبل لأولادهم.
3)   تغيير المناهج بهذه الطريقة من الصف الأول وحتى الصف السادس بحجة التعليم باللغة الأم ((كلمة حق يراد بها باطل)) فالعملية التعليمية تعني الاستمرارية من المرحلة الابتدائية الى الإعدادية ثم الثانوية فالجامعة وبإشراف واعتراف مؤسسات وهيئات دولية معنية في هذا المجال وإلا فما فائدة الدراسة في المرحلة الابتدائية ومن ثم الذهاب الى المجهول .
4)   حشر السياسة الحزبية في التعليم من خلال كتابي (فلسفة أوجلان) و (الأمة الديمقراطية) أي اتباع سياسة الحزب الواحد والقائد الواحد الأحد التي اتبعتها حزب البعث لأكثر من خمسين سنة فالتعليم ملك للشعب ويجب فصلها عن الدين والسياسة بل تكون بإشراف هيئات ومؤسسات تعليمية تخصصية ومهنية بعيدة كل البعد عن الأدلجة والسياسة.
5)   أما بالنسبة للغة الكردية فهي اللغة الأم في المناطق الكردية ولابد من تدريسها كمادة واحدة ضمن المنهاج السوري القديم كما تقر وتعترف كل القوانين الدولية ومن حق أبنائنا تعلم لغتهم لغة (أحمدي خاني وملاي جزيري وجكرخوين).
إذا تطوير وتقدم أي مجتمع يعتمد أولا وأخيرا على التعليم والتربية اللتان تعتبران الركائز الأساسية والبنيوية للمجتمع ومن خلال تجارب الشعوب ثبت وبالدليل القاطع أن الأمم والشعوب التي أرادت الحياة السعيدة والتطور والتقدم لجأت الى العلم و التعليم حيث ألمانيا واليابان خير مثالين في هذا المجال فبعد الحرب الكونية الثانية خرجتا من الحرب منهمكتين مدمرتين فبلجوئهما الى العلم والتعليم أصبحتا في مصافي الدول الراقية والمتقدمة جدا علما بأنه في نفس العام أي في 1946 كان استقلال سوريا من الاحتلال الفرنسي. فبالعلم والتعليم ترتقي الشعوب وتبنى الأوطان.
 







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=19657