ضد الزيف والدجل الحلقة -5- أين كانت كل هذه الفاشيّة مختبئة؟!
التاريخ: الخميس 23 تموز 2015
الموضوع: اخبار



هوشنك أوسي

"معذرة على تكرار نشر هذه الحادثة التي جرت معي... حقيقةً، في هذه الأيّام، في شوارع مدينة قامشلو، يكثرُ نباح الكلاب اللاعقة العظام. الحمير ذات المؤخرات النتنة والجربانة، ترفس. الثعلب المخادع، رفع ذيله وجعله منتصباً. وثمة الكثير من البغال، يقرعون لها (الكلاب والحمير) الطبول والدفوف، ومشكلين حلقات الرقص والدبكة. والحال هذه، تعالوا وشاهدوا هذا البازار، وهذه المصيبة؟..
الخراء اليابس، لا يلتصق بثياب المرء..!!
أمس، وعبر اتصال هاتفي، أسدى صديقي العزيز الأستاذ الشاعر هادي بهلوي، لي نصيحة ثمينة وذات معنى، قائلاً: (عليك أخذ الحيطة والحذر... في مجتمعنا أناس كُثُر عديمي الثقة، حاسدين، وحاقدين، هم أكثر من البعوض. أنت رجل عالم وحاد الذكاء. وانا أحبك كثيراً. أنت تبذل مجهوداً كبيراً. لكن، يجب ان تكون حذراً. وحراكك هذا، شديد الوطأة والثقل على قلوب هؤلاء). فأجبته: أستاذي، الخراء اليابس، لا يلتصق بالمرء".


هذا الكلام الانيق والرشيق والمهذّب والمشذّب والمترع بالأدب والإبداع، لم يصدر عن شخص عادي، بل عن رئيس (اتحاد الكتّاب الكرد - سوريا)، الشاعر والباحث والناقد والمترجم، الاستاذ دلاور زنكي. 
ولأنني أعرف هذا الرجل، بحكم الجيرة التي كانت تجمعنا في حي ركن الدين، وبحكم أمور كثيرة، يضيق المقام بسرد تفاصيلها، وبحكم اللقاءات التي جمعتنا في مناسبات كثيرة، وهي بالعشرات، إن لم تكن بالمئات، لم أكن أتوقّع هكذا كلام بذيء وأكثر من سوقي، يصدره منه. لذا، صدمني هذا الكلام، وأثار في داخلي الذعر والفزع، نتيجة ارتفاع منسوب السوقيّة فيه!. وصرت أسائل نفسي: دلاور السياسي والكادر المتقدّم في حزب الوحدة، والمثقف والكاتب والاديب والشاعر...، وفوق كل ذلك، رئيس "اتحاد الكتّاب الكرد - سوريا"، والإنسان الدمث والمضياف، كيف يتفوّه بهذا الكلام المقزز؟!. وبحق من؟. بحق من ينتقدونه أو يعترضون على مواقفه؟!. والحقّ أنني لا أعرفهم. وأتمنّى ألاّ أعرفهم، لئلا تكون الصدمة أكبر وأشدْ!. كائن من كان هؤلاء المختلفين مع زنكي، من غير المعقول والمقبول، ومن المعيب والمؤسف جداً، أن يصدر هكذا كلام من دلاور زنكي، بحقهم.
لكن، ما خفف من وطأة وهول الصدمة من هكذا خطاب شتائمي، في وصف زنكي البشر المختلفين معه، بالحيوانات والبهائم والبعوض، في أبشع حالاتها (الحمير الجربانة مؤخّراتها) والخراء اليابس!، ما خفف من ذلك، هو البيان الصادر عن الاتحاد الذي يرأسه السيد زنكي. ذلك البيان الذي يتدخّل فيه هذا الاتحاد في شأن نقابة سورية أخرى، بشكل سافر ومضحك ومضلل، هي "رابطة الكتّاب السوريين"، التي اتخذت قرار تجميد عضويّة حليم يوسف، على خلفيّة خرق مسلكي، تنظيمي، وإفشاء معلومات عن اجتماع المكتب التنفيذي للرابطة، إلى الإعلام وجهات متعددة، قبل كشف الرابطة عن هذه المعلومات. ولقد أتى الصديق والزميل العزيز أحمد عمر على الكشف عن الكثير من التفاصيل حول هذه المسألة، في سياق مقاله المنشور في موقع "عربي"، وليس هنالك أي داعٍ لتكرير حيثيات وتفاصيلها مجدداً. 
ويقول البيان: "... و كان الأمل منذ بداية الثورة و حتى بعد عسكرتها أن تكون للطبقة المثقفة الواعية كلمتها الفصل في إخراج المجتمع من أزمته التي حصدت أرواح مئات الآلاف و شردت الملايين . بيد إن ما يؤسف له أن دوي المدافع و البراميل كان أقوى من أصوات الطبقة المتنورة و هذه حقيقة نستطيع إنكارها بيد إن بعض الأقلام رأى أن يصبح طرفا” في هذا الصراع الدامي و تخندق كما تخندقت القوة العسكرية على الأرض ، مما إدى إلى فقدان البوصلة. و تخلى القلم في أغلب الأحيان عن دوره المعرفي و التنويري الناقد للأخطاء ، و أصبح طرفا” يعمق الشرخ الذي أوجده تجار الحرب و متسلقوا الثورة".
أولاً: عدا الأخطاء الموجودة في البيان! وعدا عن تكرار "بيد أنّ"، حذفي لفقرتين من المقدّمة الطويلة والمملة، شأنها شأن مقدّمات البيانات السياسيّة الصادرة عن الأحزاب الكرديّة، لا أعرف، ماذا فعل هذا الاتحاد، حيال الاستبداد الذي مارسه ويمارسه حزب PYD؟ خاصّة بحق المثقفين والصحافيين وأصحاب الرأي من ساسة ونشطاء؟. هل أصدر هذا الاتحاد بياناً واحداً يدين مجزرة عامودا ومرتكبيها؟. بما أن البيان ينتقد المثقفين والكتّاب العرب، ويطالب بممارسة الدور التنويري النقدي؟. باختصار، فاقد الشيء، لا يعطيه.
ويستطرد البيان في مقدّمته: "ونال الشعب الكردي في سوريا أسوة بجميع السوريين نصيبه من القتل و التهجير و تدمير مدنه و كانت كوباني المثال المؤلم الذي لخص بشاعة العدوان الهمجي الذي شنّه داعش على هذه المدينة امنة التي كانت من أولى المدن التي خرجت في وجه االنظام السوري . و مع معركة كوباني أصبح الشعب الكردي في روجآفاي كردستان وجها” لوجه مع أعتى قوة إرهابية في العالم و استطاع الكرد كسر شوكة داعش و إلحاق الهزيمة به و تحرير كوباني" .
طبعاُ، المقدّمة طويلة جداً، وقد حذفت أجراء منها، كما أسلفت. ورغم ذلك، ثمّة إفراط في الإنشاء وإسهاب وتكرار وملل، ولم نصل بعد إلى بيت القصيد!.
يضيف البيان: "بيد أنه كلما حققت القوى الكردية و المتمثلة بوحدات حماية الشعب انتصارا”على الأرض في مواجهة إرهاب داعش تعرضت لحملة تشويه منظمة من قبل بعض المؤسسات و جهات تابعة للمعارضة السورية و لأقلام تدور في فلكها عربا” كانوا أم كردا”. حتى وصلت هذه الحملة السوداء لذروتها مع تحرير تل أبيض (كري سبي) بحيث سخر هؤلاء أنفسهم و أقلامهم للدفاع عن القوى الإرهابية ضد القوى الكردية وقامت بحملة تشويه بحق الشعب الكردي متهمة وحدات حماية الشعب بأنها تمارس تطهيرا” عرقيا” بحق العرب و التركمان و هذا ما أثبتت الوقائع و الشهادات كذبه و افتراءه على الأرض".
أولاً: معيب ومقرف هذا التخوين والتسطيح وإطلاق الأحكام ببلاهة، هكذا، كيفما اتفق، بغية إرضاء جهة أو سلطة سياسيّة حزبيّة، ممسكة بكل شيء، بكل مفاصل الحياة في المناطق الكرديّة السوريّة!. هذا التزلّف المقيت، ليس له ما يبرره، لا ثقافيّاً ولا سياسيّاً ولا وطنيّاً وقوميّاً، ولا أخلاقيّاً. وإذا كان اتحاد الكتّاب الكرد - سوريا، يقصد بيان "سورية للجميع"؟ فهذا البيان، لم يورد في متنه تعبير "التطهير العرقي" مطلقاً. وقد أدان داعش من أوّله لآخره. وبالتالي، أقل ما يقال في بيان اتحاد الكتّاب الكرد - سوريا، بأنه مفترٍ على الواقع والحقيقة، ومنزلق إلى درج التضليل والخداع والتسويف.
ثانياً، غالب الظنّ أن هذا التناغم بين هذا البيان، وبيان ما يسمّى باتحاد مثقفي غربي كردستان، الدائر في فلك حزب PYD، المنشور قبل فترة، وتتعلّق بالتضامن مع حليم يوسف وشتائمه وتخوينه، هذا التناغم والانسجام، مرّده ما ستشهده مدينة السليمانيّة من مؤتمر سيعقده اتحاد مثقفي غربي كردستان، وقد دعي إليه كثيرون من اتحاد الكتّاب الكرد - سوريا. زد على ذلك، ان هذا الاتحاد الذي كان يعاني من انشقاق، يقال أن سلطة حزب PYD، تقف وراء رأي الصدع والشقاق الحاصل فيه. مضافاً لما سلف، السيد زنكي المحسوب على حزب الوحدة (شيخ آلي) يسعى لترضية حزب PYD والانخراط في سلطته!. وعليه، هذا البيان، هو دفعة على حساب ذلك المؤتمر الذي سينعقد مطلع آب القادم، مضافاً إليه أسباب سياسيّة وحزبيّة وشخصيّة أخرى.
ويزيد البيان: " و لم تتوقف حملتهم هنا بل أصدروا بيانات و جمعوا لها الأسماء مما شكل سابقة هددت السلم الأهلي في سوريا. و كانت الأقلام الوطنية الكردية يقظة لهذه الفتنة مما جعلتها توفر جهدا”في تعرية هؤلاء و تنبيه المجتمع من خطرهم. وبيد أن التطور الذي أحدث شرخا” في المشهد و البنية الثقافية السورية هو تخندق رابطة الكتاب السوريين مع الذين إتهموا الشعب الكردي بممارسة التطهير العرقي بحق إخوته من باقي المكونات.".
اتهام رابطة الكتّاب السوريين بالتخندق السياسي لهذه الجهة ضد تلك، هو كذب وافتراء، لا قبله ولا بعده. في حين أن اتحاد الكتّاب الكرد، وببيانه السياسي - الحزبي، الاصطفافي هذا، ينزلق نحو عمق التخندق مع جهة سياسيّة، ومع ثقافة وذهنية الشتم والتخوين الذي مارسها حليم يوسف، ويندى لها جبين الأدب الكردي والأخلاق الكرديّة.
ويمعن البيان في ممارسه الضغط والترهيب الفكري والنفسي، على رابطة الكتّاب السوريين، وتشويه هذه الرابطة، عبر التلفيق والكذب والافتراء العار عن الصحّة، قائلاً: "و لم تتوقف هنا فقط بل أقدمت على تجميد عضوية كاتب كردي معروف بمواقفه الوطنية و بقلمه المعبر عن ضمير شعبه مما دفع بمجموعة من الكتاب و المثقفين الكرد و بعض أصدقائهم لأن يقدموا استقالة جماعية من رابطة الكتاب السوريين بقضية عرفت بقضية الكاتب حليم يوسف.
و بعد الاستقالة الجماعية أصبحت قضية تخص الرأي العام الكردي لما لها من تبعات متشعبة أفرزها قرار رابطة الكتاب السوريين من شرخ في البنية المجتمعية و الثقافية في الواقع السوري. إننا في إتحاد كتاب الكرد – سوريا ارتأينا التأني قليلا”حتى يتبين الأمر و بعد أن أخذت القضية شكلها النهائي ، نعلن وبأشد العبارات استنكارنا لهذا الاصطفاف المشبوه لرابطة الكتاب السوريين, و نعتبره موقفا” يفتقر للحكمة و ندعوا الإخوة القائمين عليها إلى تصحيح المسار ليعودوا لميثاقهم التأسيسي بكونهم جهة داعمة للثورة السورية و قيمها التي إنطلقت من أجلها".
أولاً: أصلاً، لو التزمت الرابطة بمثياقها وقانونها الأساسي، بشكل دقيق وحازم، ولم تجنح إلى المناقشة الهادئة، والبحث والتحقيق والتحرّي في الأدلّة المقدّمة إليها، ولو لم تمهل حليم يوسف فرصة التراجع والاعتذار عن الشتم والتخوين وهدر كرامة وشرف المختلف، لكانت الرابطة طردته او ألغت عضويّته فوراً. وربما لا يعرف الكثيرون أن من دافع عن يوسف في المكتب التنفيذي للرابطة، هو كاتب عربي سوري، وعضو قيادي بارزي في الائتلاف الوطني السوري المعارض!. 
وحتى بعد إعلان جماعة الهربجي، الدائرة في فلك حزب PYD عن استقالتها الجماعيّة، أيضاً آثرت الرابطة التأنّي والهدوء والرويّة في اتخاذ القرار، ولم تقبل الاستقالة فوراً، بل طالبت المستقلين تقديم استقالاتهم أصولاً. وعليه، هذا التحريض والترهيب السياسي والثقافي والإعلامي بحق رابطة الكتّاب السوريين، من قبل حليم يوسف، والجماعة الثقافيّة - الحزبيّة المحيطة به، وتهللها له، وتكبيرها في حجم خرافة دوره القومي والوطني، هو المثير للشجب والإدانة، وبل الرفض. كونه يستند على تشويه الحقائق والمعطيات المثبتة بالأدلّة، وقلب الحق باطلاً، والباطل حقاً، عبر أدوات ثقافيّة وسياسيّة وإعلاميّة كرديّة.
 
والأنكى من كل ما سلف، خاتمة بيان اتحاد الكتّاب الكرد - سوريا، حين يبارك بيان الاستقالة الجماعيّة، ويحضّ على الشقاق، بقوله: "و كما إننا في إتحاد الكتاب الكرد – سوريا و من قامشلو بروجآفاي كردستان نثمن مواقف الإخوة الكتاب الكرد و نقف سندا” لهم و نعتبرهم من لحظة تقديمهم ستقالتهم ، أعضاء فخريين في إتحادنا و سندافع عن رؤيتهم بكل ما نملك من عزيمة و فكر.".
هذا الكلام، يناقض وينسف مطلب هذا الاتحاد من رابطة الكتّاب السوريين، الوارد في البيان: " ندعوا الإخوة القائمين عليها (الرابطة) إلى تصحيح المسار ليعودوا لميثاقهم التأسيسي بكونهم جهة داعمة للثورة السورية و قيمها التي إنطلقت من أجلها".
والسؤال الذي يؤرّقني: أين كانت كل هذه الفاشيّة متواريّة لدى هؤلاء الأشخاص والجماعات التي تزعم الثقافة والديمقراطية والوطنيّة السوريّة؟!. هذا الاتحاد، ببيانه هذا، يؤكّد أن البيئة الثقافيّة الكرديّة في سورية، موبوءة، وبل شديدة التلوّث بالفساد والاستبداد والترهيب والتخوين "الثقافي"، وأن هذا الاتحاد فشل في رأب الصدع، ومحاولة تمتين أواصر التواصل والأخوة بين المثقفين الكرد والعرب، عبر انزلاقه نحو التخوين وكيل التهم جزافاً، دون وازع من ضمير.
على ضوء ما سلف، يوم إثر آخر، تزداد ثقتي بأنه حين وقّعنا على بيان "سورية للجميع" كنّا على حق. وأن هكذا اتحاد يدعم ويساند التخوين والشتم والقذف والسب وهدر كرامة وشرف الناس، من البديهي أن يرأسه هكذا مثقف، هو أيضاً يصف المختلفين معه بـ"الكلاب، الحمير الجربانة، والخراء اليابس"....، يتضامن ويساند ويدعم شخص وصف زملائه وأقرانه المختلفين معه بـ"الديدان" و"عديمي الشرف والكرامة"؟. وعليه، ليس فقط "الطيور على أشكالها تقع"، وليس فقط "كل إناء بما فيه ينضح"، بل ثمة الكثير الكثير من التوصيفات التي توافق بؤس حال اتحاد الكتّاب الكرد - سوريا، وهذا الموقف المضلل والتخويني، المنحاز والمعاضد لثقافة الشتيمة والتخوين والافتراء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة صغيرة: المقال مرفق بمقتطف من النص الكردي الذي نشره على صفحته، وصورة طبق الأصل عنها..
النص الكردي
(Bibûrînin, li ser dûbare belavkirina vê serpêhatiyê... Birastî, van rojan li kolanên bajarê Qamilo ewtewta kûçikên hestîkoj pir bûne...kerên qûnkurmî tîzka didin.. roviyê xapînok terî rep kirye... û gelek qantir hene, ji wan re li defê dixin û dîlanê digerînin.... de îca werin vê bazarê, li vê susretê..
Guwê hiik bi merov ve nagire..!!!
Duhî, di riya bihîstokê re dost û hevalê min î hêja Mamoste û helbestvan Hadî Behlewî îretek pir hêja û bi wate, li min kir û ji min re got: (Divê hayê te ji te hebe..di civaka me de, mirovên bêbext, çavnebar û dixsok pir in.. û ji kelmêan pirtir bûne. Tu mirovekî zana û jîr î.. Ez pir ji te hez dikim. Tu pir dixebitî û kardikî..lê, divê haydar bî. Ev liv û tevgera te, li ser dilê wan kesan pir giran e. Min jê re got: Mamoste guwê hiik bi merov ve nagire..).


رابط البوست:






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=19457