بعد التصريحات الأخيرة لرئيس حكومة اقليم كوردستان الكرة في الملعب التركي الآن
التاريخ: الأحد 15 نيسان 2007
الموضوع: اخبار



 جان كورد
14.04.2007

على أثر التصريحات الأخيرة التي صدرت من رئيس حكومة اقليم كوردستان العراق السيد نيجيرفان بارزاني اليوم أمام حشد من الصحافيين وبجانبه رئيس برلمان الاقليم الأستاذ عدنان المفتي، تأكيداً على أن أعلى هيئة تشريعية في الاقليم تؤيد هذه التصريحات وتدعمها، لم يبق للأتراك ولغيرهم مجال لتفسيرات وتأويلات خاطئة، وبخاصة فإنهما قد وقفا بالتفصيل على كل سؤال سأله الصحافيون، وبخاصة الأتراك منهم


حول الموضوع الساخن الذي يحظى حالياً بمزيد من الاهتمام الصحافي لأسباب تتعلق بالوضع الساخن في العراق وبالانتخابات الرئاسية التركية التي باتت قريبة... فالرسالة الكوردية واضحة وصريحة، يمكن قراءتها ببساطة والعمل بموجبها، إن كانت هناك نيّة للأتراك في القيام بعمل جاد ومشترك لانهاء ما يمكن اعتباره أزمة مستديمة بين الحكومات التركية المتعاقبة وحكومة كوردستان الفتية...  
الرسالة الكوردية تقول في خطوطها الأساسية التي كتبت بالخط العريض:
- على تركيا أن تعترف بالواقع الكوردستاني الحالي على الساحة العراقية والذي ترسّخ باعلان المجتمع الدولي منطقة كوردستان منطقة حظر جوي في عام 1991 على أثر الانتفاضة الشعبية الساحقة، وأضّطر النظام العراقي البائد على أثره إلى سحب ادارته من الاقليم الكوردي نهائياً...
- الحكومة الكوردية في موقفها الحالي تجاه تركيا تحظى بتأييد تام، ليس من الأمة الكوردية جمعاء وبرلمان الاقليم وسائر أحزاب كوردستان فحسب، وانما بتأييد تام من الحكومة المركزية في بغداد والبرلمان العراقي وكل القوى الوطنية العراقية والشعب العراقي أيضاً...  
- الحكومة الكوردية راغبة وعاملة على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدولة الجار تركيا وتفتح لشركاتها الأبواب للاستثمار في الاقليم الكوردي على مصراعية وهي مستعدة للحوار في أي وقت كان وفي أي مكان كان، دون أية شروط مسبقة، لمناقشة كل الموضوعات في جو ودي وسلمي وسياسي هادىء...
- لاتستطيع الحكومة التركية الاستمرار في استخدام تواجد مقرات حزب العمال في المناطق الحدودية الجبلية على طرفي الحدود كورقة ضغط على الحكومة الكوردية كلّما أرادت ذلك، والحكومة الكوردية لن تلعب هذه اللعبة مع الحكومة التركية وترفض قيام الجيش التركي بأية عمليات في الاقليم ضد مراكز حزب العمال لأن الحل العسكري باعتراف بعض أهم جنرالات الجيش التركي لن يأتي بنتيجة، ومشكلة حزب العمال مشكلة تركية سياسية داخلية، يمكن حلها فقط بأسلوب سياسي وبمبادرة سياسية تركية... 
- موضوع كركوك مسألة عراقية داخلية بحتة يتم التطرّق إليه بموجب مواد الدستور العراقي وعبر لجان متخصصة في الموضوع تراعي حقوق كل الأطراف التي تعيش في المدينة التي هي في الأساس مدينة عراقية بهوية كوردستانية، لامجال للمساومة حولها، ولايحق لأي دولة أن تتدخّل في شؤون داخلية لدولة مجاورة وتزعم ملكيتها أو أحقيتها في معالجة أمورها لأن هذا يخالف القانون الدولي، ولن يسمح العراقيون بأن تلعب دولة مجاورة لهم بمصير مدينة من مدنهم لأسباب عنصرية أو لجني مصالح من خلال ذلك. إن كل ادعاءت ومزاعم الأتراك حول هذه المدينة باطلة وغير مطابقة للواقع وبعيدة عن الحقائق التاريخية المثبتة.
- إن لهجة التهديدات المتكررة منذ عام 1991 التي تتحدث بها قيادات العسكر التركية، ونزعة القومية الأقوى التي تستبد بالكثيرين من ساسة تركيا لاتخيف الأمة الكوردية، ولن تنفع محاولاتها لشق وحدة الصف الكوردي أو لاقناع أحد في المجتمع الدولي بصحة مزاعمها الطورانية، وعلى تركيا أن تجد مواد أخرى لاستخدامها في مجال الدعاية الانتخابية الداخلية في بلادها، وليس مسائل تتعلق بالشعوب العراقية التي يشكّل الشعب الكوردي جزءاً هاماً من مكوّناته المتعددة.
  هذا وقد لمّح رئيس حكومة الاقليم الكوردي وبتأييد ظاهر وواضح كان يمكن قراءته على وجه رئيس البرلمان إلى أن الاقليم في حماية قوات التحالف الدولي التي من واجباتها أيضاً حماية الاقليم وشعبه، كما هو الحال في الجنوب والوسط العراقي، وهذا يعني أن الحكومة الكوردية تلقى تأييداً صريحاً من هذه القوات وإلاّ لما ذكر ذلك رئيس حكومة كوردستان..
ولذا فإن الكرة الآن في الملعب التركي، كما هي في ملعب حزب العمال أيضاً، حيث استخدم تواجده العسكري في بعض مناطق الاقليم كورقة ضغط مزدوجة، من قبل الطرفين الكوردي الرسمي في العراق ومن قبل الحكومة التركية على حد سواء، فالحكومة الكوردية استفادت فعلاً من بقاء قوات الكريلا العمالية هذه في اجبار تركيا على الحوار معها مباشرة فترة طويلة من الزمن وفي فرض مطالب عديدة، جلبت لها منافع تجارية وسياسية، كما لجأت تركيا إلى غلق بوابات الحدود – مثلاً- مرات عديدة لاجبار الحكومة الكوردية على اتخاذ مواقف صارمة تجاه حزب العمال هذا... 
وفي الحقيقة فإن الخاسر في هذه اللعبة الساخنة الآن، إن استمرت على هذه الشاكلة، هما الحكومة التركية وحزب العمال وليس حكومة جنوب كوردستان... فمن ناحية تزداد عزلة تركيا دولياً في هذا الشأن ويخسر جيشه سمعته إن لم يقم بعمليات يسجلّ بعض نقاط النصر الحربي، كما تتعمّق الهوّة بين الحكومة التركية التي يكرهها العسكر ويحاولون منع رئيسها رجب طيب أردوغان من الوصول إلى مقعد رئاسة الجمهورية الكمالية باعتباره من وسط إسلامي تقليدي وواسع الشعبية، يمكن أن يشكّل ذلك ضربة قاصمة للعلمانية الطورانية ولمصالح الجنرالات الذين يمتصون خيرات البلاد من خلال توفير ميزانيات ضخمة للجيش... ومن ناحية أخرى فإن بقاء قوات حزب العمال (الكريلا) لسنوات أخرى عديدة دون القيام بكفاح مسلّح يعرّض قيادة هذا الحزب إلى انتقادات قوّية من مختلف القوى السياسية الكوردية في جميع أجزاء كوردستان، إلى درجة أن بعضهم يعتبر هذا التواجد العسكري في أراضي الاقليم المعرّض باستمرار إلى تهديدات خارجية عالة على شعب الاقليم ويلحق به أضراراً دون أية منفعة، فهذه القوات إن كانت تريد حماية الاقليم الذي ترفرف عليه أعلام الحرية والديموقراطية عليها أن تنسّق تنسيقاً تاماً مع حكومة الاقليم وتخضع لقواتها العسكرية وتنضم إلى جوقة العمل الجاد والواسع لبناء الاقليم، أما إذا كانت عازمة على تحرير شمال كوردستان، فيجب أن لايكون تعاملها مع الوضع الكوردستاني سبباً لجلب الضرر للأجزاء الأخرى من كوردستان... وبلا شك هناك من يفكّر أيضاً على هذا الشكل ضمن صفوف هذا الحزب الذي قدّم تضحيات كبيرة من أجل الأمة الكوردية، والأمل كبير في أن يسير التيار العام في هذا الحزب مع التيار الكوردستاني العام في مواجهة التهديدات التركية، وذلك بأن يخفض من حجم تواجده العسكري في أراضي الاقليم الجنوبي إلى حد أدنى، فكوردستان الشمالية واسعة، وجبالها كثيرة ووعرة، وبامكان هذه القوات التنقلّ من الجنوب إلى الشمال، رغم وجود عوائق كبيرة، عسكرية وسياسية...إن كان هذا الحزب لايريد خلق متاعب لشعبنا في جنوب كوردستان...
على كل حال، يجب على القيادات الكوردية التعامل مع الموضوع الذي أعتبره خطيراً بهدوء وحكمة وصبر، ومناقشة كل الاحتمالات، وبخاصة فإن تركيا ستنتهز كل الفرص المستقبلية، إن لم تتمكن اليوم من عمل شيء معاد للاقليم، لتستمر في فرض املاءاتها السياسية من خلال عرض عضلاتها العسكرية، والتدخّل في شؤون الاقليم بمجرّد إيجاد ثغرة في الجدار الذي أمامها الآن...






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=1912