وفد من المجلس الوطني الكردستاني يشارك في احتفال احياء الذكرى الستين لاستشاد مؤسس أول جمهورية كردية
التاريخ: الأحد 15 نيسان 2007
الموضوع: اخبار



بدعوة رسمية من وزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان العراق حضر وفد من المجلس الوطني الكردستاني برئاسة الدكتور شيركوه عباس رئيس المجلس؛ وذلك لإحياء الذكرى الستين لاستشهاد مؤسس أول جمهورية كردية في العصر الحديث الشيهد الخالد القاضي محمد.


استقبل وفد المجلس من قبل وزارة الثقافة في الإقليم بحفاوة بالغة. لقد دام إحياء الذكرى يومين كانا مليئين بالحديث عن الشيهد الخالد. وفضلا عن ذلك تطرق المجتمعون إلى التحدث عن وضع الكرد في الأجزاء الأربع وعن أهمية الكرد في الوضع الراهن.
التقى وفد المجلس بالعديد من الشخصيات في حكومة الإقليم كما التقى الوفد بالعديد من المنظمات الكردية التي حضرت هذه المناسبة. جرى لقاء رسمي بين الوفد وممثلي حزب الديمقراطي الكردستاني في الإقليم. بحث الطرفان الاهتمامات المشتركة وركزا على وضع الكرد في سوريا والمعاناة التي يعانيها الكرد بسبب القوانين المجحفة بحق الشعب الكردي في كردستان سوريا. تم دعوة أعضاء المجلس للقاء بالاتحاد الوطني الكردستاني في سليمانية، لبى الوفد الدعوة وزار مدينة السليمانية وجرى لقاء رسمي بين وفد المجلس وممثلي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. تبادل الطرفان وجهات النظر حيال العديد من القضايا المشتركة والمرحلة الراهنة التي تمر بها القضية الكردية في الأجزاء الأخرى. وجرى توضيح وضع الكرد في الجزء المنضم إلى سوريا. شرح خلال اللقاء وفد المجلس المسائل الملحة في هذا الجزء. كما تطرق الوفد إلى المساندة الأميركية للقضية الكردية في الجزء الغربي من الكردستان المقسمة.
لم يقتصر دعوة وفد المجلس على اللقاء بالحزبين الرئيسيين في الإقليم لقد دعت قوات التحالف الموجودة في الإقليم وفد المجلس للقاء به وأثناء اللقاء ذكر الوفد أن الأمن والاستقرار والهدوء التي تخيم على الإقليم لخير دليل على أن القضية الكردية في الشرق الأوسط ليست سببا في خلق الأزمة فيه؛ وإنما هي عامل استقرار وتثبيت للديمقراطية في المنطقة. تباحث الطرفان المسائل المتعلقة بالديمقراطية في شرق الأوسط ودور الكرد كعامل أساسي في تثبيتها.
زار الوفد ضريح القائد الخالد مصطفى البارزاني وألقى رئيس الوفد كلمة باللغة الكردية هناك بين فيها مآثر القائد الخالد في النضال الكردي من أجل التحرر. وأشاد رئيس الوفد في كلمته بحكومة الإقليم وبسياستها الرشيدة على المستويين الداخلي والخارجي.
في اللقاءات المتلفزة بين رئيس الوفد عن أهمية الدور الكردي في إشاعة الديمقراطية في سوريا وفي المنطقة بشكل عام. كما بين أن أي حل لإشاعة الديمقراطية في سوريا لا يمكن تحقيقها بمعزل عن الكرد. ووضح أن الكرد في الجزء الغربي هم الركيزة الأساسية في التغيير الديمقراطي المستقبلي لسوريا.
نورد لكم ترجمة الكلمة التي ألقاها رئيس الوفد في مناسبة إحياء ذكرى الشهيد الخالد القاضي محمد:

إحياء ذكرى الشهيد الخالد القاضي محمد

نجتمع اليوم لنحي ذكرى أليمة من جهة ومن جهة أخرى تأدية واجب تجاه شخصية هي مصدر فخر واعتزاز لشعب بددته مطامح الإمبرطواريات وأنهكته مصالح الدول.
هذه الذكرى هي من الذكريات العظيمة التي لا يخلو التاريخ الكردي منها، قديما وحديثا. نحي الآن مناسبة تحز نفس كل كردي وتدمع عيناه، ولكنها في نفس الوقت مأثرة شخصية خالدة ذهلت الأعداء. هذه الشخصية التي حملت على عاتقها جل ما يعاقبنا عليه مقتسمي أرضنا في هذه الحالات، مجنبا بذلك التصرف، الخارق للشجاعة والتضحية العالية، رفاقه وشعبه نتائج العقاب. هذه صفة نادرة لدى القادة في حالات مثل تلك. لم يعرف التاريخ إلا النادر منهم. ولم يظهر في عصرنا الراهن قادة تحملوا عواقب جسمية كما تحملها الخالد قاضي محمد أمام المحكمة الإيرانية آنذاك. تلك الشجاعة النادرة تبعث فينا روح التضحية الحقة. وتمدنا إيمانا لا ينضب في اتخاذ تلك المواقف اقتداء به.
أسس الخالد أول حكومة لنا نحن بني الكرد، الذين حرموا من كيان مثلها منذ التقسيم الاستعماري لكردستاننا وحتى الأمس القريب. إذا جال الحديث عن دولة الكرد في العصر الحديث لا بد أن يكون هو المؤسس الأول، وإن صار الحديث عن عمل منظم جمع الكرد تحت لوائه لكانت الصدارة له. سيظل الأول بعد مئات من السنين التي حرم الكرد فيها من كيان كما لدى عموم شعوب الدنيا.
بالرغم من قصر عمر تلك الجمهورية وبالرغم من طبيعة الظروف وصعوبتها استطاع الخالد أن يذلل كل ذلك ويلائمها مع الظرف السائد آنذاك. ننحني إجلالا وتعظيما أمام هذه الشخصية النادرة حقا والمضحية حقا وبنفس الوقت نفتخر بها، فهي التي أعطت للعالم أجمع مثالا عن حب الوطن والتضحية.
لو شاءت الأقدار أن تدوم تلك الجمهورية الفتية تحت قيادته لكان وضع الكرد غير الذي كان. غير أن الدول، على ما يبدو، لا تهمها مآسي بني البشر، ولا تؤثر فيها شقاءهم؛ بل كل ما تبغيه دولة ما، هي مصالحها وإن أفنيت البشرية أجمعها، ما عداها. هذا المنطق غير معروف لدى الكردي، فهو يكن لأخيه الإنسان كما يكن لنفسه كل الخير. ويعمل من أجل مصلحة أخيه الإنسان كما يعمل لنفسه، هذا المنطق النابع من إنسانية الكردي لكعته ولا زالت تلكعه في كثير من النواحي. لكن هل يظل هذا المنطق خاسرا إلى الأبد؟ لقد برهنت الأيام أنه ليس الخاسر دوما.
فاليوم نرى أن الجمهورية الفتية قد عادت إلى الحياة بشكل آخر وأن من شاركوا وبقوة في تلك التجربة قد استطاعوا بالاحتفاظ على أخلاقهم الفاضلة ومثابرتهم بالحكمة، وجلدهم أمام المصائب أن يحققوا وفي هذا الجزء، بعد صراعات ونكبات وتضحيات جمة، ما كنا نصبوا إليه. نرى اليوم أن حلم الكردي قد تحقق، وأن المستقبل الباهر ينتظره، وأن الأعداء يلذون بالفرار واحدا تلو الآخر.
هذا هو الكردي وهذه هي طبيعته، فقد تعود على اجتياز المصائب والأهوال. وعلمته الأيام في مهد التاريخ الأمانة والصدق والتضحية ومحبة أخيه الإنسان.
من طبعه وطبيعته أن يسامح الأعداء ويحافظ على عهد الأصدقاء. فالتسماح والحفاظ على العهد جعلاه مثلا يشار إليه بالبنان. لقد أجلى صلاح الدين الأوربيين عن المشرق وردهم، لكن ذلك لم يطبع في أذهانهم صورة سيئة عنه. وحتى هذه اللحظة يحتفظون بانطباعات عن ذلك القائد، يحسد عليها، ولا يحظى بها أي قائد آخر في التاريخ مثله. هذه شمائل نفتخر بها بين الأمم. وما معظم قادة حركاتنا حديثا وقديما سوى صور مكررة لتلك المزايا.
واليوم نحي ذكرى استشهاد مؤسس أول جمهورية كردية في العصر الحديث على جزء حر يضم في جنباته أحرار الكرد من بقية الأجزاء، وهذا ليس حكرا على أحرار الكرد وحدهم، بل نرى بين حناياه الأحرار من كل حدب وصوب من مشرقنا، الذي تثقله الأنظمة الدكتاتورية. يبشرون بغد مشرق لشعوبهم ويحظون على كل ما يليق به الحر من حفاوة وتقدير.
لم يأتِ الاستقرار في هذا الركن من العراق هوادة، بينما تعصف الويلات أركانه الأخرى. ويسود الإرهاب مدنه البريئة الآمنة. هذه حكمة ومكرمة خصها الله بنا. والمثابرة عليها من شيمنا. لقد أثبتت قيادة الإقليم للعالم بأسره عن جدارتها وحكمة سياستها، وخيبت ظن الأعداء عندما روجوا وأشاعوا عنهم بالانفصالية والاقتطاع.
نجد اليوم أن أحرص الناس على وحدة العراق وتثبيت الأمن والاستقرار فيه هم قادة الإقليم؛ وكذلك نرى أن دعاة الديمقراطية ومطبقيها على الأرض الواقع هم أنفسهم.نا
لقد أثبت الكردي قديما ويثبت حديثا أنه ذلك الإنسان، الذي لا يحمل بين جنباته سوى الخير لأخيه الإنسان، وأنه يعشق الحرية ويجاهد في سبيلها. يريدها لغيره كما يريدها لنفسه دون تميز أو تفضيل.
نأمل أن يكون هذا الجزء مبعث الحرية والتحرر ليس لكردستان وحدها، بل لمشرقنا وبقية الأصقاع من العالم التي تفتقر إلى الحرية والتحرر.
نرجو من العلي القدير أن يكون الاحتفال بالذكرى القادمة لاستشهاد الخالد القاضي محمد على ذلك الجزء الذي ضحى بروحه وبأفراد عائلته من اجله محررا، كما نتمنى أن تنعم بقية الأجزاء من كردستاننا، ومعها كل بقعة من العالم التي تحكمها الدكتاتوريات، بالحرية والديمقراطية.
وشكرا






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=1911