بيان حول الهجمات الإعلامية على أعضاء من رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا
التاريخ: الخميس 15 كانون الثاني 2015
الموضوع: اخبار



المؤسسات  السياسية المتنوعة المنتشرة في غربي كردستان، بإمكانها خدمة الكل الكردي، ونبذ الخلافات بين أطراف الحراك السياسي والثقافي، ومعالجة الأمور بروح الأخوة الكردية، ولها القدرة على معالجة الأمور المتنازع عليها، ويتطلب هذا القليل من سعة الصدر، وتقبل النقد، والجلوس مع المختلف معهم في الرأي، ومحاولة تصحيح الأخطاء التي لا بد وأنها موجودة، وكل هذا يصبح سهلاً عندما تطغى الغاية القومية والوطنية على الأنا الحزبية.
 لكن وللأسف، منذ سنتين وأكثر، ومن خلال شريحة "أشباه" مثقفين تم تجنيدهم عند الحاجة، تُصعّد بين فترة وأخرى عمليات التشهير بكل من ينتقد أخطاء  بعض الأحزاب الكردية والمؤسسات الدائرة في فلكها.


 التشهير يتصاعد كلما كان تأثير الشخص كبيراً، ويُدرج هؤلاء ضمن القائمة، أعضاء من رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا صمدوا أمام هجمات الفروع الأمنية، وساهموا بفاعلية في انتفاضة 2004، والمحطات التالية واحدة تلو أخرى، واقفين إلى جانب شعبهم، في الخط الأول، في الوقت الذي كان بعض الشرائح المجندة الغوغائية يلتزم الحياد والمحاورة، رغم ما يقال حول إبراز الذات.
إن التشهير المتكرر بحق بعض أعضاء رابطتنا، في حقيقته، له أبعاد تتجاوز إطار الفرد بذاته، مستهدفاً الحركة الثقافية كلها، وبشكل خاص رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا، المؤسسة الثقافية الأولى التي عملت في زمن الطغيان، لمواجهة آلة الاستبداد، وها هي تسلط الأضواء على الأخطاء التي ترتكب من قبل الأحزاب السياسية والمؤسسات القائمة في غربي كردستان، ولم يكتف هؤلاء بهذه الممارسات، بل خلقوا تنظيمات ثقافية متعددة وبأسماء متنوعة، لتقزيم دور الرابطة والحركة الثقافية بشكل عام لتسهل لهم قيادتها وإرضاخها لإملاءاتهم، وهنا لن نأتي على سيرة ظهور المجموعات الثقافية المتتالية وتحت الأسماء المتنوعة، والتي تنافست مع عدد الأحزاب السياسية من حيث كثرتها، وخلفيات ظهور المنتمين إليها، والأجندات الملقاة على عاتقهم، وإفراغ وتصفية دورهم كحركة تنويرية، من خلال محاولات تحويلهم إلى مجموعات تابعة لإملاءات الأحزاب،  بعد أن التقى ذلك  مع أخطاء بعض المثقفين الذين ساهموا تحت ظروف ذاتية ما في هذه التبعية والتهميش. 
وكانت مهاجمتهم للرابطة نابعة من:
1-   عدم قدرتهم على إسكاتها في فضح أعمالهم بحق الحركة الثقافية.
2-   عدم تمكنهم من إيقاف نقد أخطاء الأخوة التابعين.
3-   عدم رضوخ الرابطة لإملاءاتهم من خلال عدم السكوت على أخطائهم ونقد نزعتهم إلى الأنا الكلية.
في الوقت الذي كان بالإمكان التعامل مع هذه الحركة الثقافية كهيئة استشارية، يستفاد منها قومياً، ويكون بينهما علاقات العمل من أجل الوطن،  يتقبلون منهم النقد، والجلوس معهم، ليس كتابعين، بل ككتاب وحركة ثقافية قومية، لمعالجة القضايا المختلف عليها.
رغم أن الرابطة هي المنظمة الثقافية الأكثر حيادية بين التجمعات المتواجدة في جنوب غربي كردستان، والتي لم تتقاعس يوماً في تبيان الجوانب الإيجابية في الحركة السياسية بمختلف أحزابها ومؤسساتها، لكن المنطق الشمولي الذي تربى عليه بعض الأحزاب لا يخرجهم من جغرافية الاستبداد ومحاولات إرضاخ الكل لمشيئتهم وأجنداتهم، متناسين دور الحركة الثقافية والمجتمع، واعتبارممثليها مجرد أدوات عابرة بأيديهم، من مطلقهم كسلطات شمولية، محاولين التهجم على القلم الناقد للتغطية على تبعيتهم لإستراتيجية القوى الإقليمية المعادية للكرد وكردستان. والخلافات الكردية المبنية على هذا الصراع الاستراتيجي تصعب من مهام الرابطة الداعية لـ:
1- ردم الهوة بين الفصائل الكردية.
2- التنبيه على تحرير ذاتها من الإملاءات الخارجية.
3- حثهم  على صياغة قراراتهم بأنفسهام.  
وللأسف، فإن النقد التنويري ومهمته الإرشادية إلى الدروب الصائبة والنصيحة يدرجها هؤلاء في خانة التخوين والمعاداة، لتصبح مرفوضة، شاذة، وعبئاً على الوعي الكلي، والحزبي مستمد النسغ من ثقافة الأنا، بشكل خاص، فيستفزهم، وينتج عن ذلك ردود أفعال خاطئة، جائرة، متغافلين أن هذه الأعمال تصب في خدمة المحتل، عوضاً عن دراسة النقد كمرآة لمعرفة الأخطاء الذاتية.
تجنيد مجموعة من المثقفين، أو أشباههم، من مكشوفي الأوراق، ومفضوحيها، أو ممن يقدمون أنفسهم كمحايدين، إلى جانب شريحة غوغائية جاهلة، تعبد التكية الحزبية وأنصاف آلهتها، وهم أضعف الأقلام حجة، لأنهم لا يملكون جرأة الصراحة وتبيان القناعات والانتماءات، منفذين الأوامر بدون نقاش أو تأويل، وفي كتاباتهم تغيب الوطنية والغاية القومية على حساب عرض الإملاءات، فتبرز السيادة الحزبية، التابعة للقوى الإقليمية، من حصادهم الكتابي، وبينهم من خصصوا للتشهير ومهاجمة الرابطة وأعضاء هيئتها الإدارية، رغم أن الركائز التي يستندون عليها هشة، مقارنة بما هم عليه قائمون:
1-   يتهمون البعض في الرابطة، على أنهم حاولوا الدخول في الائتلاف، والتهمة لا أساس لها، لأن الرابطة تجد أن الائتلاف لم يقدم بديلاً للقضية الكردية، فهي حركة ثقافية ولا تتجاوز الحدود، والعضو بذاته حرٌ في انتماءاته السياسية، مع ذلك خلاف الأعضاء مع الائتلاف قائم ولا محيض عن الموقف المعارض له.
2-   مقارنةً بارتباط البعض مع هيئة التنسيق (معارضة السلطة للسلطة) يصبح انتقادهم للرابطة في حكم العدم، بغض النظر عن علاقاتهم مع السلطة. الأَوْلى بالإخوة الانتباه إلى ما يتهمون به الرابطة وأعضائها وما هم عليه مع هيئة التنسيق، الأولى مبنية على التلفيقات الباطلة، والثانية موثوقة ويفتخر البعض بها ويحيطها بهالة الوطنية.
3-   ييتم تقييم المبادئ الوطنية والقومية، من قبل هؤلاء، بقدر الدفاع عن أحزابهم ومؤسساتهم، فكل ما عداه إما تقصير أو خيانة وطنية، وهذه المعضلة الثقافية هي نتيجة سطوة استبداد المدرسة التي تنشر الثقافة الحزبية بمطلقها، فلا مقياس إلا مقياس الحزب، وهذه من أحد خلافات الرابطة معهم.
4-   ثمة خطاب متناقض لهؤلاء، يمكن استقراؤه خلال محطات الأعوام الأربعة الماضية، بما يدل على هشاشتهم الفكرية، وإمعيتهم.
5-   اعتمادهم على أشخاص فيسبوكيين موتورين"قلة من المعروفين وكثرة من الملثمين" يسيئون إلى مؤسستهم، وإلى قضيتنا، أكثر من إساءاتهم إلى منقوديهم.
 ومن يدقق فيما وراء المربع الأمني، يجد أنه جاء كنتاج خبرة عقود من الزمن،  للإطلاع على كل شاردة وواردة في جنوب غربي كردستان، ولتمحيص قدرات القوى الكردية، لنجد من يقوم بتجنيد قواها وأدواتها لضرب أهم المرتكزات، دون أي يتساهل معهم، عبر استخدام كل الطرق الممكنة لإزالتهم، أو تشتيت قواهم عبر استثمار الخلافات الجانبية المفتعلة. فالتشهير والهجمة على رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا، يندرجان ضمن هذا التكتيك، والرابطة تعي أن عدوها الأول والأخير هي السلطة الشمولية، وما يدور في الأجواء من التشهير والتهجم، إنما هو نتيجة عدم الوعي والجهل بالمنابع التي تحرك هذه الخلافات.
 ليس فقط الحركة الثقافية ولا أعضاء الرابطة من يتعرضون إلى هجوم السلطة، وأدواتها المتنوعة، بل كثيرون من أهلنا في جنوب غربي كردستان بكليته يتعرضون إلى كل أنواع الهجوم، لتقويضهم، وتشتيت قواهم، من الخارج والداخل، نتيجة هجمات القوى التكفيرية، واتهامات المعارضة العربية، وتصريحات بشار الأسد الغوغائية، عبر رفع إيقاع النخر في الذات من قبل بعض الأحزاب الكردية السياسية التي لم تكتفِ بتهجير الشريحة الشبابية في بدايات الثورة السورية، بل ساندت وبجهالة أو تخطيط لغايات السيطرة الذاتية على تهجير أكثر من نصف المجتمع الكردي، كي تتم مواجهة بعض أصحاب الدور الواضح في الحركة الثقافية الكردية المعارضة بشكل خاص، من خلال محاكماتها التفتيشية، التفتيتية، من خلال زعم توزيع قمصان الوطنية، وإثارة مفهوم الخارج والداخل، والذي أصبح يطرح من جديد، ويتبناه بعض الكتبة أو بعض أصحاب الأقلام الكردية، عبر تلفيق الاتهامات بحق القوى القومية والشخصيات الوطنية في الخارج بذريعة التهرب من الواجبات، وفي الواقع الكلي، فإن الهجمتين تكملان بعضهما بعضاً، وتندرجان ضمن تكتيك واحد، ترعاهما وتسيرهما السلطة الشمولية، بهدف القضاء على تاريخ وجغرافية الكرد.
الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا
14 / 01 / 2015







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=18578