لماذا ستطول المعركة في سوريا؟
التاريخ: الجمعة 26 ايلول 2014
الموضوع: اخبار



جان كورد
  
باختصار: 
العالم كله ضد داعش ومع ذلك يتطلب القضاء عليه أعواماً حسب ما قاله السيد رئيس وزراء بريطانيا أمام مجلس بلاده: 
الامريكان والفرنسيون والبريطانيون والاستراليون والعرب والاسرائيليون والإيرانيون والأتراك (!) واليونان والكورد والأرمن والآشوريون والسريان والكلدانيون والهنود والتركمان.... 
اليهود والمسلمون (المعتدلون) والأقل اعتدالاً، من السنة والشيعة، والمسيحيون واليزيديون والاسماعيليون والعلويون والصابئة... 
الطائرات الأمريكية والعراقية والأردنية والسعودية والقطرية والبحرينية والاماراتية والفرنسية والسورية وبعد أيام ستشارك التركية والبريطانية في قصف مواقع داعش والنصرة وسواهما... 
القوات العراقية والبيشمركه الكوردية ووحدات الحماية الشعبية والجيش الأسدي تهاجم مواقع داعش...


فلماذا يتطلب الأمر سنواتٍ طويلة يا سيد كاميرون؟ 
بالتأكيد لا يكمن السبب في امتلاك هذا التنظيم سلاح خمس فرق عسكرية عراقية هربت أمامه تاركة كل سلاحها وعتادها له مع أموالٍ كثيرة ومدنٍ مفتوحة، أو ما حصل عليه التنظيم من هجماته على المواقع السورية ومن أهمها مطار الطبقة فقط، ولكن يكمن السبب في أنه تنظيم مريع لا يتوانى عن الذبح والتقتيل الجماعي ولأنه يمتلك حاضناً شعبياً هائلاً من أهل السنة الذين تعرّضوا للذل والهوان والعنف في كل من العراق وسوريا، تحت طغيان نظام البعث في البلدين لعقودٍ طويلة من الزمن، ولم يتمكن نظاما المالكي والأسد من كسب السنة، بل ساهما في تعميق الشرخ بين الشيعة والسنة بممارسات تنكيل لامثيل لها، أدت إلى أن يكتسب داعش عشرات الألوف من الشباب السني، إضافةً إلى تكاسل المجتمع الدولي في إيجاد حلٍ للأزمة السورية المستفحلة، وقدوم أكثر من 15000 شاب متطوع من مسلمي أوروبا وأستراليا وكندا وأمريكا وسواها للانضمام إلى صفوف التنظيمات الأشد تطرفاً وقسوة. 
الحاضن الاجتماعي لداعش هو الذي يمكنه من الاختفاء والتحرك كالأسمال في بحرٍ واسع يمتد من أطراف بغداد إلى جنوب تركيا... ولأن مقاتلي داعش مدنيون فإن من الصعوبة القضاء عليهم بدون وجود قوات أرضية تتعقبهم وتحاصرهم وتفتش في هويات المعتقلين وتحقق معهم وتقصيهم عن المواطنين السوريين الذين لا علاقة لهم بالإرهاب. 
والتحالف الدولي يتفادى ارسال قوات برية إلى سوريا لأن هذا مطلب داعشي بامتياز، فلا يستطيع اسقاط الطائرات المهاجمة ولا وقف الصواريخ التي تسقط فوق مواقعه وهي منطلقة من عرض البحار أو من بلدانٍ بعيدة، ويأمل من خلال استدراج قوات برية أمريكية وأوروبية إلى إلحاق خسائر بشرية بها، قد تجبر شعوب بلدان التحالف إلى الضغط على حكوماتها فتبرد عزيمة القتال لديها ضد داعش وغيره. 
ومن أخطر ما سيحدث بعد الآن، هو قيام بعض التنظيمات الأخرى التي كانت منافسة أو محاربة لداعش مثل (أحرار الشام) بتظاهرات يقول فيها بعض منظميها: "كل من هو إرهابي هو من أحبابي"، وهذا ما سينتج عوائق هامة أمام مسيرة القضاء على داعش. 
إن السوريين لا يتفهمون لماذا يستثني التحالف الدولي جيش النظام وعصابات الشبيحة وحزب الله ومقاتلي الفضل أبو العباس ومرتزقة إيران في سوريا من القصف، وهي لا تقل إرهاباً عن ارهاب داعش حسب وثائق المنظمات الدولية المهتمة بالأوضاع في سوريا، ولذلك سيصطف جزء هائل من السوريين حيال هذه السياسة الخاطئة مع المنظمات الإرهابية ضد التحالف الدولي، وسيستغل النظام الأسدي هذا الخلل في استراتيجية أوباما غير القوية. 
  






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=18082