التقرير السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا
التاريخ: الأحد 31 اب 2014
الموضوع: اخبار



إن المشهد السياسي العام يوحي بتحولات دراماتيكية وتغيرات جوهرية في القضايا الدولية والإقليمية والكردستانية والمحلية.

في المجال الدولي: إن محاربة الإرهاب بات من صلب الاهتمام الدولي لاسيما بعد انتعاش وتمدّد الجماعات الإسلامية
 التكفيرية كتنظيم (داعش) الذي يعد من أقوى المنظمات الإرهابية في المنطقة، خصوصاً بعد توسيع رقعته الجغرافية من شرق حلب إلى الموصل بحصوله على أسلحة متطورة بدعم من بعض الجهات الإقليمية والهجوم على إقليم كردستان العراق من خمسة محاور وقيامهم بمجازر بشرية مروعة بحق الكرد والعرب والمسيحيين وأبناء شعبنا الكردي من الديانة الإيزيدية ضد سياسات الإقليم وتطلعات الشعب الكردي القومية، إضافة إلى الاستيلاء على منابع النفط والغاز والثروة.


مما اضطرت قيادة إقليم كردستان إلى طلب المساعدة الدولية، سرعان ما تحقق إجماع دولي على اتخاذ قرار توجيه ضربات جوية ودعم قوات البيشمركه بالسلاح النوعي وطالبت بإسراع تشكيل الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي خلفا للمالكي، وإن هذه الضربات الجوية تحتاج إلى قوة متماسكة على الأرض للحفاظ على المكتسبات، فمن الطبيعي أن القوة المؤهلة لذلك هي قوات بيشمركة إقليم كردستان، بذلك يكون لقيادة الإقليم الدور الهام والفاعل ضمن هذا التحالف الدولي. 
  في المجال الإقليمي: إن إيران تسعى من أجل التنصل من أية مسؤولية في دعم التنظيمات الإرهابية، تبدي استعدادها لدعم الجهود الدولية في محاربة داعش والإرهابيين تحاشيا لتهميش دورها الإقليمي، كما أن تركيا دولة فاعلة ومؤثرة ضمن المجموعة الدولية الساعية لإحداث تغييرات في المنطقة، بارتباطها مع الملفين السوري والعراقي، ودورها في حلف شمال الأطلسي، خاصة بعد المتغيرات التي تطرأ بعد الانتخابات الرئاسية وهي تسعى إلى حل العديد من القضايا الأساسية في داخلها، ومن بينها القضية الكردية، والموقف من الثورة السورية. 
  وفي السياق  ذاته ازداد الصراع الدموي حدة بين إسرائيل وحماس وذهب جراءه الكثير من الضحايا ومن الجانبين، إضافة إلى فداحة الخسائر المادية، إلى أن أسفر الوضع عن اتفاق هدنة وبوساطة مصرية قد تؤدي هذه المرة الوصول إلى تسوية، ولا شك أن حل القضية الفلسطينية بشكل عادل سيشكل أحد العوامل الأساسية لإحلال الهدوء والاستقرار في المنطقة. 
  على الصعيد الكردستاني: ، فقد نجحت وبامتياز دبلوماسية قيادة إقليم كردستان العراق بحكمة السيد الرئيس مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان، في العديد من القضايا ، منها إفشال أكبر مؤامرة استهدفت إقليم كردستان ، تلك التي حيكت ونسجت خيوطها في دوائر بعض القوى الإقليمية وبالتعاون مع رئيس الوزراء العراقي المخلوع نوري المالكي ، وأداة تنفيذها قوى الشر والإرهاب ممثلة بـ داعش وبقايا النظام العراقي البائد، كما حققت حلمها باسترجاع كركوك والمناطق المتنازع عليها موضوع المادة 140 من الدستور العراقي، وأحرزت تقدما على الصعيد الدولي حيث حازت على دعم ومساندة العديد من الدول الفاعلة والمؤثرة في القرار الدولي. 
  واستطاعت تحقيق مكاسب استراتيجية هامة في الحصول على الحماية الدولية بشكل علني، والسلاح النوعي، إضافة إلى حصولها على التضامن الأممي مع شعب كردستان في المساعدات الإنسانية والإغاثية، مباشرة بين حكومة الإقليم والمجتمع الدولي، والأهم هو اعتماد قوات البيشمركه بالحفاظ على ما تحققه الضربات الجوية الأميركية للإرهابيين على الأرض، لأن البيشمركه قوة منظمة ومضمونة لاستقرار العراق والمنطقة، وحماية القوميات والأديان المختلفة. كل ذلك يؤكد أن كردستان ستشكل ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة وواحة للحرية والديمقراطية وتحقيق التقدم والازدهار فيها. 
  في المجال الوطني السوري: فإن النظام ينتابه المزيد من الخوف والقلق سواء لجانب تقدم الثورة السورية مع تزايد دعم المجتمع الدولي لها ، أو لجهة التهديدات الدولية بمحاربة قوى الإرهاب ولاسيما داعش وخصوصا في سوريا والعراق وما سوف ينجم عنها من تداعيات  
   وعلى المعارضة الوطنية خاصة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن ترتقي بخطابها السياسي لطمأنة كافة مكونات الشعب السوري والالتزام بالوثيقة الموقع مع المجلس الوطني الكردي بكامل بنودها وتشكيل الحكومة المؤقتة بشكل يؤهلها للعب دور هام لتصبح بديلاً عن النظام، من حيث الخدمات لكافة المناطق بدون استثناء، و من جهة الموضوعية في التوجهات السياسية وأيضا تشكيل قوة عسكرية موحدة لاستيعابها العديد من المجموعات العسكرية المعتدلة لكسب ثقة المجتمع الدولي، للسيطرة على المساحات التي ستضطر داعش للانسحاب منها بدلا من النظام، لأن الأخير سيركز طاقاته العسكرية على مناطق ذات أهمية استراتيجية فقط، ومن جهة أخرى من المرجح أن يستمر القتال في العراق لبعض الوقت، ومعارك (داعش) تكون مع أكثر من جهة: قوات الدولية، قوات البيشمركه، قوات النظام، قوات المعارضة، لذلك من الممكن أن يستثمر الثوار السوريون هذا الوضع لصالحهم بترتيب تحالفاتهم مع المجتمع الدولي وإثبات قدرتهم على ملء الفراغ الحاصل، عندها تكون للولايات المتحدة والتحالف الدولي فرصة لتسليح الثوار السوريين وتنظيمهم أكثر، لأنهم يشكلون قوة على الأرض لا يستهان بها، في الحرب على الإرهاب، والأنظمة التي تساعده. 
  وفي جانب المجلس الوطني الكردي في سوريا : من الواضح جدا أن مجلسنا أصبح يعاني من العطالة  وهو بحاجة إلى تسريع أدائه ، لكن مع كل ذلك ينبغي الحفاظ عليه وصيانته وتطويره وتفعيل دوره، لأن مجلسنا قد أخذ موقعا مهما في الأوساط السياسية السورية منها والكردستانية والإقليمية والدولية، وأصبح له شخصية اعتبارية، في الوسط الدولي، و أن حزبنا يهتم بالجانب النوعي والنضالي للمجلس ويسعى من أجل ذلك ما أمكن وعبر تعزيز آلياته، وتفعيل مجالسه المحلية في جميع المناطق. 
  وعلى صعيد حزبنا: نحن على ثقة كبيرة بأن لدى الرفاق من الوعي السياسي ما يكفي للالتزام بتوجيهات الحزب ونهجه، بوصفه الحزب الأكثر تأهيلاً لقيادة المرحلة السياسية، فقد تخطّى الحزب خطوات نوعية في المجال التنظيمي و الجماهيري والسياسي.
  قامشلي
 في 31/8/2014 
  المكتب السياسي
 للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=17971