حزب الوحدة - انتطرنا منك الكثير و لكن...
التاريخ: السبت 03 ايار 2014
الموضوع: اخبار



آزاد خالد

لا يخفى على احد بأن حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي (يكيتي) و بعد تشكله اثر اتحاد عدة احزاب في تسعينيات القرن الماضي غير الكثير في اسلوب نضال الحركة الكوردية التقليدي من خلال الدماء الشابة التي احتواها و ايضا تحليه بالجرأة امام نظام القمع البعثي. كان الوحدة هو الحزب الوحيد تقريبا الذي حافظ على استقلالية شخصيته الحزبية حيث لم يرتبط او يتبع لأي قوى كوردستانية و هذا كان السبب الرئيس في استقطابه للكثير من الشباب و خصوصا بين صفوف الجامعيين و الاكاديميين.


كان انضمام الوحدة الى التحالف الديمقراطي الكوردي سنة 1998 اول اسفين في نعشه حيث ادى هذا الانضمام الى قولبة حزب الوحدة و وضعه في قوقعة لا تتناسب و حجمه على الساحة السياسية الكوردية آنذاك، حيث اضطر الى التخلي عن بعض سياساته في سبيل الحفاظ على التحالف و خصوصا بعد ان ايقن ان التحالف سينهار بدونه.
الضربة الثانية التي تلقاها الوحدة هو انشقاق فؤاد عليكو عن الحزب و تشكيله حزب جديد بنفس الاسم (يكيتي) و يُعتقَد بأن السبب الاساسي للانشقاق كان خروج الحزب عن مساره على اثر انضمامه الى التحالف. و استطاع عليكو انتزاع اسم (يكيتي) من حزب الوحدة الذي تخلى عنه (باعتقادي) بسهولة.
كان رحيل رئيس الحزب المرحوم اسماعيل عمر بمثابة بداية النهاية. حيث ان عمر كان صمام الامان للحزب لتملكه شخصية وطنية ذات سمعة طيبة و كونه الرابط المشترك بين التيارات المختلفة داخل الحزب.
خلال حوالي اربعة اعوام من عمر الثورة السورية اثبت حزب الوحدة عجزه عن مجاراة الواقع الجديد و لعب الدور المتوقع له، كما انه حتى فشل في البقاء على الحياد الذي ادعاه من خلال تصريحات سكرتيره (محي الدين شيخ الي) التي لا يخفي فيها تأييده لسياسات الـ PYD و يتمعن في مجاملتها.
في احد الحوارات مؤخرا ، انضم مصطفى مشايخ (عضو الهيئة القيادية و نائب سكرتير الحزب) الى سكرتيره (شيخ الي) في استنساخ مواقف الـ PYD  و خصوصا في ما يخص (الخندق) و أَقتبس من الحوار الذي اجري معه من قبل موقع ANHA ما يلي:
"  أن الخنادق التي تحفر حول روج آفا تأتي في إطار سياسة مخططة وممنهجة من أجل زرع الخوف في نفوس الشعب الكردي وكسر إرادتهم عبر سياسة التجويع والتهجير وتهدف لتغيير ديموغرافية المنطقة بالدرجة الأولى"
و هذا التصريح يعتبر متماهيا مع تصريحات اخرى لـ شيخ الي بنفس الخصوص و تؤكد بأن الحزب يعيش حالة من انفصام الشخصية من خلال التفاوت الواضح بين مواقف القاعدة و تصريحات القيادة.
السبيل لانقاذ (الوحدة) من ازمته هذه يمر - بتقدري - عبر الخطوات التالية:
1-  محاسبة سكرتير الحزب (محي الدين شيخ الي) و كل من يحذو حذوه في الخروج عن الخط السياسي للحزب و خرق نظامه الداخلي و برنامجه السياسي.
2-  اتخاذ مواقف جريئة و واضحة تتماشى مع برنامجه السياسي اتجاه الوضاع الراهنة على الساحتين السورية و الكوردستانية و العمل على ترجمة هذه المواقف على ارض الواقع.
3-  اعادة الاتحاد مع (حزب يكيتي الكوردي – ابراهيم برو-) كونه اكثر الاحزاب قربا من الوحدة فهو اصلا وليد نفس الرحم و يمتلك مواقف شجاعة من شأنها ان تعيد ثقة الناس بالحزب.
4-  بناء علاقات جيدة مع الاطراف الكوردستانية و بالاخص مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني- العراق كونه اكثر الاطراف قدرة على دعم كورد روجآفا في هذه المحنة و تدويل قضيته من خلال الثقل العالمي الذي يمتلكه.
5-  اتخاذ دور الريادة في ترتيب البيت الكوردي من خلال اعادة تنسيق الاحزاب المنضوية في المجلس الوطني الكوردي و تفعيل عمل المجلس.
6-  انشاء علاقات  مع مختلف اطياف المعارضة السورية و اعادة  اثبات دور الكورد في الثورة السورية.
ازاد خالد
Azad.xalid@gmail.com
https://www.facebook.com/Azad.Xallid






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=17390