عبدالقادر الخزنوي

وبمجرد وضع القوى العظمى يدها على السلاح الكيمياوي السوري ، تخلت عن الشعب والتزمت الصمت حيال جرائم النظام التي يندى لها جبين البشرية ، بل أطلقت يد النظام في اختيار الاسلوب الأمني التي يراه مناسبا للقضاء على الثورة ، وبحنكة وذكاء دس النظام عملائه في صفوف الثوار ليحرفوا الثورة عن مسارها الصحيح ونجح بهذا الاسلوب في إطالة عمره باستدراجه إلى ساحات الاقتتال الداخلي ميليشيات أثنية وميلشيات دينية تكفيرية متشددة ذات ايديولوجيات متناقضة مختلفة غريبة لاتعرف سوى السلب والنهب وثقافة القتل والاغتيال تفتعل الاحتراب فيما بينها تارة ومع النظام تارة اخرى في سيناريو رهيب ، فألتف حولها عملاء النظام من البعثيين واصحاب السوابق واللصوص والرعاع والهمج فنشروا الرعب والخوف بين السوريين بما اقترفوه من جرائم. وقتل المتشددون كل من خالفهم وخاصة الكورد واعتبروهم كفارا فأحلوا دمائهم واموالهم ونسائهم ، فاختطفوا التجار والطلاب والطالبات وقتلوا وسلبوا ونهبوا بدعوى أنها غنائم حرب وحاصروهم في ديارهم فألتجأ الكثير منهم إلى أقليم كوردستان وتركيا ولبنان ومنهم إلى اوروبا ومنهم من إبتلعته مياه البحر المتوسط . وحاربوا الجيش السوري الحر واغتالوا الكثير من قادته وقتلوا الكثير من النشطاء المدنيين من اعلاميين وحقوقيين واطباء الخ... وشدوا مع النظام الحصار على المناطق الأمنة في الداخل كمخيم اليرموك وداريا وغيرها فمات الكثيرون بردا وجوعا .
لقد دس النظام عملائه في صفوف المعارضة السورية في المنفى لتتمكن من الايقاع فيما بينها فتشكلت منظمات عديدة مختلفة ومنقسمة تتبادل التهم فيما بينها تابعة لاجندات خارجية مختلفة يتلاعب بها الصديق والعدو مما أدى إلى تشويه صورة الثورة فأنفض الاصدقاء من حولها ليبقى الشعب السوري لوحده فريسة للنظام مما أدى إلى حنين ضعاف النفوس الى نظام حكم بشار مفضلين استبداده مع الأمن والاستقرار على الحرية مع الفوضى والرعب وأنه لا استقرار ولا أمن في سوريا بدون بشار...
فليعلم السوريين إن كل ماجرى على الساحة السورية هو من فعل النظام واساليبه الخبييثة وإن من واجبنا كسوريين أحرار ان نفوت الفرصة على النظام وان نكشف عملائه في صفوف المعارضة والجيش الحر وتقديمهم للمحاكمات العادلة وان نفشل مخططاتهم وذلك بوحدة الشعب السوري والالتفاف حول قيادة الجيش السوري الحر المنشق عن جيش النظام ، ليخلص البلاد من الميليشات المسلحة
ومن حكم حزب البعث وقائده المستبد بشار الاسد ومن شبيحته ومخابراته وان لا يكون بعد هذا اليوم سوريا لأسرة وﻷثنية ولقومية ولطائفة واحدة وحزب واحد، وان نرسخ في المجتمع السوري ثقافة أن سوريا لكل السوريين وان نطبقها على صعيد الواقع وعلينا ان نترك الاتهامات وان نلجأ إلى الحوار والتفاهم والتوافقية بين كافة المكونات وان نعمل لعقد إجتماعي جديد يتمخض عنها دستور يحترم كافة المكونات في سوريا ويعترف بحقوقها فى جمهورية سورية مدنية ديمقراطية تعددية تشاركية يتساوى في ظلها جميع المكونات السورية......................