الإعلام الكوردي بين الصَّمت .. والتَّهويل ..!؟
التاريخ: الأحد 19 كانون الثاني 2014
الموضوع: اخبار



خليل مصطفى   19/ 1 / 2014  قامشلو

وسائل الإعلام ( تحديداً التلفزة )، مُتميَّزة بالمُساهمات الفعَّالة في تنمية الوعي الثقافي ( بكل أشكاله ) لدى المجتمعات الإنسانيَّة .! وقد عَرَفَتْ ( وسائل الإعلام اليوم ) تطوراً باهراً . ومن الطبيعي أن تتطور إذا كانت مجتمعاتها ( ومنها مُتسيِّد وها وإعلاميُّها )ديمقراطيَّة .. وتمُرُّ بأحداثٍ كبيرة، بحيث يكون من حق كل جهة ( أياً كانت ) إنشاء وسيلتها الإعلاميَّة لتُظهر وجهة نظرها ..!؟ وفي دُول الشرق الأوسط المجتمعات مرَّتْ وتمُرُّ بالأحداث الكبيرة، إلا أنه لا وجود للديمقراطية فيها .!؟ ومع ذلك ظهرت بعض الوسائل الإعلاميَّة ( الجزيرة، العربية ) لتُسَلِط بصيصاً من أضوائها على فتافيت مبادئ حقوق الإنسان .!؟ إلا أنَّ التصَنّع لم يتوارى عنها .. لتنكشف منهجيَّتِها الشُّـوفينيَّة ( المنافية لروح تلك الفتافيت .. ) .!؟


تلك هي الصورة ألتوصيفيَّه الأولى( لإعلام الشرق الأوسط )، والصورة الثانية : إنها ( في واقع الحال ) بالغَتْ في تواضُعِها أو مُسايرتها ( وليس انبطاحِها ) لأهلِ الحلِّ والرَّبْطِ ( أولي الأمر ) المُتسيِّدون المغرورون بالحياة، والسَّاعون لوراثةِ الحَجَرِ واستعبادِ البَشَرِ . لدرجة أنَّ وسائل الإعلام صارت أدواتً طيِّعةً، استُخْدِمتْ لمدحِ وتعظيمِ شأنِ المعنيِّين ( المُتسَيِّدين )، فتأمُرُ ( بالنِّيابة عنهم ) العِبادَ بالطاعة والإخلاص للمعنيين، وتُحمِّلهُم مسئوليَّة قبول التَّضْحِية لحِماية البِلاد، وإلا فمصير المُنْتقدين ( المُعارضين ) أن يُصْبحوا أعداءً مُفترضين، وبالتالي ينالهم الذَّمُّ والقدح، و ( جزاءهم ) التهميشُ والإقصاء ( إن لم يكن السِّجنُ أو .. ) .!؟
بين تلك الصورتين .. كان الشَّعب الكوردي ( في الشرق الأوسط ) يعيش تحت وطأة الإقامة الجبريَّة . فوسائل الإعلام (الشُّوفينيَّة ) غيَّبتْ أضواءها عن دور الكورد في الحياة العامَّة ..!؟ ثُمَّ سَكتَتْ حِين بلعَ المعنِيِّون حقوقهم الإنسانيَّة ..!؟ ونامَتْ حيثُ بَخَّرَ الأكاسِرَةُ والمُلوكُ والرّؤساءُ حقوقهم القوميَّة ..!؟ فعجبي مِنْ اجتهادِ تلك الوسائل الإعلاميَّة في الباطِل، وفشلِها بتسْليطِ أضوائها على الحَقِّ ..!؟ وحين فُرِجَتْ للأكرادِ الفُسْحة على الهواء، وظهر إعلامَهُمْ، تنفَّسَ الكوردُ الصُّعداء .. إلا أنَّهُ بَدَتْ مشاهِدُ المُتَسَيِّدين مِنَ الكورد ( على الكورد )، ووسائلهم الإعلاميَّة ( المُوجَّهة للكورد فقط ) : بصورٍ مُتَشابهة لا تختلف عن صور المذكورين ( سابقاً ) سوى فقط بالتَّسْمياتِ القوميَّة ( للأسف ) ..!؟        
فقبل أيام ( الأربعاء 7 / 1 / 2014 )، أثارت وسائِلُ الإعلام الكورديَّة، خبر اعتداء ( جنسي ) نفَّذَهُ بعضُ الشَّباب الكورد (عراقيون ) بحَقِّ فتاةٍ سُوريَّة ( كورديَّة )، والمكانُ أرضُ هولير حبيبة الكورد ( وقِبلتهُم ) .!؟ والاعتداء ( توصيفاً ) عمليَّة شنيعة، ترفضها كُلُّ الأعراف والتقاليد، والمنظومات القيميَّة لجميع شُعوب الأرض قاطبة ( وليس الكورد وحدهم ) ..!؟ فالسّلوكيَّة (بالتحديد )، هي بالتأكيد من الموبقات ( إحدى الكبائر ) التي حرَّمتها العقائِدُ والتشريعاتُ السَّماويَّة .. وبالتأكيد ( أيضاً ) حُدِّدَتْ لها (وللموبقات الأخرى ) العقوبات المناسبة والضَّامنة، لردع كُلِّ إنسان ( انتهازي ) يُحاول تقمص دور الحيوانات ( في لحظة مَّا )لاغتصاب حق غيره الآخر ( الغافل، أو الضَّعيف، أو الطّيِّب، أو المُسالِم، أو المُحتاج الذي لا حول له ولا قوة ) ..!؟ إذاً : فالاعتداءُ سلوكٌ إنسانيٌ منبوذ، لا يختلفُ على توصيف شناعته ( شكلاً ومضموناً ) العُقلاء . ثُمَّ إنَّهُ يدخل في دائرة قضايا الجرائم الجنائية للدُّول، وبالتالي فقوانينها الوضعيَّة شَرَّعَتْ ورَسَمَتْ لها ( وللجرائم الأخرى ) العقوبات الرَّادعة، للحدِّ مِنْ تفشِّيها في المجتمعات، وعليهِ : فللمحاكم الجنائيَّة ( في الإقليم الكوردي ) شأنُها في اتخاذ ما يلزم ( دون حاجة للتظاهر .. والتنديد .. ) ..!؟
لكن ( مع التَّعجب ) : لماذا هوَّلتْ الوسائل الإعلاميَّة الكوردية، لجريمة اغتصاب تعرضتْ لها فتاةٍ كورديَّة ( واحدة .!؟ ) . ويكأنَّ الطامَّة الكبرى قد وقعت على الشَّعب الكوردي ( فجأة )، فجَعِلتْها جريمة لا تُغْتَفر .!؟ والبعضُ .. دَفَعَ بالبُسطاء ( من الكورد الغلابى ) لشوارع أربيل، حاملين اليافطات .. يُندِّدُون بمُغْتصبي الفتاة، ويطالبون .. بإعدام الجُّناة ..!؟ والسُّؤالُ للغلابى ( ولمَنْ أشار .. ولمَنْ قادهم .. ) : لماذا عويلُكُمْ .. ومُطالبتِكُمْ بإعدامِ مُغتصِبي حَقِّ الفتاة، وقبلها سكتُّمْ أمام مُغتصبي السَّاحات السِّياسِيَّة والثقافيَّة في سُوريَّة، وهم الذين ( بلا شرعيَّة .!؟ ) اغْتصبوا حق الجَّديرينَ بحمل مسئوليَّة تأمينكم وحمايتكم والدِّفاع عن حقوقكم( وقد أصبحتم منبوذين خارج دياركم ) .!؟ وكذلك اغتصبوا ( احتكروا لأنفسهم ) حق المُؤهَّلين بالدِّفاع عن حقوق شعبكم الكوردي الإنسانيَّة ومصالِحهُ العُليا، في المحافِل المحليَّة والإقليميَّة والدُّوليَّة .!؟ ها أنتم، وأمثالكم في الدَّاخل ( جميعاً ) تنامون على جملة تلك الاغتصابات، وتثورون لحالة اغتصاب واحدة، بعد أنْ باتت اعتياديَّة في الواقع المُعاصر ( ويسْمَعُ المعنيون ) ..!؟       
لوحِظ أنَّ الإعلام الكوردي ( ذاته ) أظهر ( بعد خبر الاعتداء ) مُباشرة، مشاهد لاجتماع معنيين بأحزاب كورديَّة سوريَّة ( في أربيل )، وقد عَقَّبَ : أنَّهُم اتَّفقوا ( وزِّعَوا طموحاتهم بالتراضي .!؟ ) على تكليف مجموعة ( تابعة لزمرهم )، يُفْترض أنها ستُفاوض (كواجب المحامين في المُرافعات ) خلال المرحلة القادمة، لِتثبيت حق الأكراد في دستور الجمهوريَّة السُّوريَّة، وليس لِمُساواتهم مع غيرهم السُّوريين .. وليس لإعادة المظالم .. والتعويضات .. للأكراد ( فتلك باتت مِنَ المُسلَّمات .. وليستْ مِنحاً أو مَكْرُماتٍ مِنَ المُعطي .. أو المُترافع .. تُقدَّم للأكراد . ) .!؟ والعجب أنَّ الإعلام ( ذاته ) يتجاهل كُل اغتصابات المعْنِيِّين ( المُرْتكبةُ ) بحقِّ أبناء الشَّعب الكوردي عامَّة، والنُّخب المُثقفة الواعيَّة خاصَّة، والشَّواهد : اغتصاب ( احتكارهم ) حق اختيار وانتخاب المُؤهَّلين، لتمثيل كورد سُوريَّا في المحافل المحليَّة والإقليميَّة والدُّوليَّة ( وللدلالة : في مجلس الشَّعب السُّوري سابقاً.. والمجلسين الكورديين والهيئة الكورديَّة العُليا حالياً، .. وفي المُؤتمرات السِّياسِيَّة والثقافيَّة داخلياً وخارجياً في السابق .. ولاحقاً .. والحبل على الجَّرَّار .. )، واغتصاب ( احتكار ) حقِّ الشَّعب في اختياره وانتخابه للمُؤهَّلين ( مِنْ نُخبِهِ الواعية ) لتسيير الأمور السِّياسِيَّة والثقافيَّة،  وشئون حياتهِ اليوميَّة، واغتصاب ( احتكار ) حقِّ اختيار المؤتمنين ( النَّزيهين )، لأداء مهام تأمين الحاجات اليوميَّة الأساسِيَّة ( الماء والخبز والكهرباء والغاز والمحروقات والمواد التموينيَّة )، وتنظيم توزيعها بالأسعار المناسبة .!؟ واغتصاب ( احتكار ) حقِّ اختيار المُؤهَّلين لمُتابعة شئون الأكراد الفارِّين من جيش النِّظام السُّوري وأجهزته الأمنيَّة، والمدنيين اللاجئين للخارج ( حيث يُعانون المآسي، رغم وجود هيئات إغاثة محليَّة ودُوليَّة .. ) .!؟ اغتصابات ( احتكارات ) بالجُمْلة ارتُكِبت وتُرْتَكبْ يوميَّاً بحقِّ الشَّعبِ الكورديِّ، والفاعلين الفِعْليين هُم مِنْ أبناء جلدتهم ( تحديداً المعنيين الفعَّالين ) .!؟ وبناء عليه ( ما ذكر ) : تخشى النُّخب الواعيَّة (من مختلف الفئات الكورديَّة ) أن تتكرّر فاجعة لوزان ( 1923 ) في جنيف 2014 ، والسبب تضارب مواقف المعنيين السِّياسِيَّة( بل مصالحهم الخاصَّة )، المُتعارضة مع مصالِح شعبهم الكوردي ) .!؟ فكيف سيتوصلون إلى رؤية سياسِيِّة ( افتراضِيَّة )صحيحة مُوحَّدة، هدفها : تحقيق وضع إنساني للأكراد السُّوريين، وتثبيت حقوقهم القوميَّة  في دستور الجمهوريَّة السُّوريَّة .!؟    
إنَّ الإعلام الكوردي ( المسئولون عنها والعاملون لها ) كان ( ولا زال ) يدعم المعنيين ( المُتسَيِّدين على كورد سُوريَّا )، فقد هوَّلَ لاغتصاب فتاة، واعتبرها جريمة لا تُغتفر ..!؟ بينما صَمَتَ أمام اغتصابات المعْنيِّين ( احتكارهم ) لحقوق شعبٍ بأكمله، ويعتبرها مسألة فيها نظر ..!؟ فتلك المنهجيَّة تُذكَّرني ( وكُلُّ المثقفين الواعين )، بالشَّاعر أديب إسحاق الدِّمشقي حيث قال :  
قتل أمريء في غابة جريمة لا تُغتفر      وقتل شعب آمنٍ مسألة فيها نظر
والشيء بالشيء يُذْكر، فأقول ( ويُشاطرني أمثالي .. المقهورون .. ) : 
اغتصاب فتاةٍ جريمة لا تغتفر   ...   واغتصاب شعبٍ مسألة فيها نظر
دون شك : فإنَّ عملية الاعتداء على الفتاة ( الرغبة .. فالتخطيط .. والتنفيذ .. ثم الهروب ..  ) .. هي عمل غرائزي من سلوكيات الحيوانات، تقمَّصَ أدوارها ( في لحظة مَّا ) شباب غافل ( ممن استهتروا بمنظومتهم القيميَّة : الصدق، الوفاء، الأمانة، الإخلاص )، وأنسب توصيف لسلوكهم : كانوا ثعالب بمكرهم .!؟ وفهوداً بانتهازيتهم .!؟ وقروداً بعبثيتهم .!؟ وخنافس بقذارتهم .!؟ وأمثالهم كثير في السَّاحات ( ومنهم .. يتبخترون في بروجهم العاجِيَّة ) ..!؟  
ألا يعتقد المثقفون الواعون ( كما أنا )، بأن الانتهازيون ( مثل الدِّكتاتوريون ) يختارون من الأشخاص .. سيئو الخُلق، ويتمسَّكون بهم .. ويمُدُّنهم بالمال .. ليكونوا أكثر قُرباً مِنْهُم، ويُكلفونَهُمْ بالمُهِمَّات ( محليَّاً هنا .. وإقليميَّاً ودوليَّاً هناك .. ) .. كي يصِلوا ( عبر جهودهم ) إلى الأوساط الشَّعبيَّة ( بمختلف فئاتها )، ليسيطروا على السَّاحات وعلى كل مَنْ يعمل عليها، ليتفردوا باقتسام كامِل الكعكة ( على بعضِهِم )، وأمَّا التضحية والتَّعاسةُ فكُلها كامِلةً للشَّعب ..!؟ ولذا : فعلى المُعْتقِدين ( المُثقفين الواعين ) التكثيف مِنْ مساعيهم، لإعادةِ بناء ثقافة سليمة .. صحيحة ( جديدة ) لأبناء مجتمعاتهم، عبر مُساهماتهم الفكريَّة ( الكتابات .. والنَّدوات .. ) بغية تنمية ألوعيي الفكري الحُرْ لأبناء الشَّعب، ليزدادوا تدبّراً، وأكثر إدراكاً، وأدقُّ تمعناً، بأقوال وأفعال ونتائج المعنِيِّين، ومن ثم ليُقرِّر أبناء الشَّعب القبول بوعي ..!؟ أو الرَّفض بوعي ..!؟ وبالنتيجة : سيصلُ الجميع لمجتمعٍ مدنيٍّ، مُتحرِّر مِنْ هيمنة المَعْنِيِّين وثقافاتهم الخاصَّة ..!؟   
ما قبل الأخير : إنَّ كل شيء جميل يقوم على الثقافة الواعية ..!! فالمجتمع الكوردي يحتاج لجهود النُّخب المُثقفة الواعية (ذات البصيرة النَّافذة .. والأفكار المُبدعة )، للعقول التي تنضح بالثقافة الايجابيَّة، وهي بالتأكيد حالياً ( النُّخب المعنيَّة ) خارج مسار فعلها الميداني ( لتاريخه ) على السَّاحتين السِّياسِيَة والثقافيَّة .!؟ بينما غالبيَّة النُّخب الفعَّالة على السَّاحتين ( حالياً )، ليسَتْ إلاوُعَّاظاً، تم اختيارهم لأماكن ليسوا أهلاً لها ( فقط لتسويق رغبات المَعْنِيِّين )..!؟ وللتنويه : مهما جاهد الوُعَّاظ ( ناضلوا في تسويقهم ) لزُمرهم الحاليَّة، وكيفما فُسَّروا فوائد بقاء المعنيين أسياداً للسَّاحتين السِّياسِيَّة والثَّقافيَّة ( كأمر واقع .. فرضه المعنيِّون لهذه المرحلة .. ) .!؟ فالنُّخبة الواعية مُحِقَّة ( وعلى صواب ) في انتقاداتها ( الواقعيَّة البنَّاءة ) لِأَيَّةِ تصرفاتٍ سِّلبيَّة، مصدرها أيُّ مَعْنيٍّ مُعاصِرْ .!! والدَّلائل كثيرة .. ومِنْها : اعتياد المَعْنِيِّين ( عن سابق قصد وتعمد ) تهميش النُّخبة المُثقفة الواعية، التي تنتقد وتُعارض نهجهم ( من الكُتَّاب والمُفكرين و.  )، من خلال رفض دعوتها لحضور النَّدوات واللقاءات والحوارات والمُؤتمرات المحليَّة والخارجيَّة ( والاكتفاء بالنُّخب التَّابعة ..؟ والموالية ..؟ )، والهدفُ عزل المُنتقدين، وإقصاءهم عن السَّاحات الفعليِّة (وبالتالي خنق أفكارهم )، ليسْتفرد المعنِيِّون .. ويتمكَّنوا .. ثُمَّ يتحكَّموا في شئون السَّاحات الفِعْليَّة ( بلا تفويض شرعيٍّ من الشَّعب )..!؟ وخُلاصة الدَّلائل : .. ليصل المعْنِيِّون إلى بروجِهِمْ العاجِيَّة، وعبرها يحققوا مصالِحَهُمْ الذَّاتية ( ضاربين بمصالِح الشَّعب العُليا عرض الحائط ) .!؟ فجملة تلك الاغتصابات ( الاحتكارات ) هي تحتاجُ ( وبكلِّ موضوعيَّة ) لتَهْويل وسائل الإعلام الكورديٍ ..!؟  يُحاجِجُنا المَعْنِيِّون ( مِراراً ) بأنَّهُمْ يعملون للكوردايتي، وأنَّ كُلّ نَواياهُمْ ذاهِبة لِتحقيق مصالِح الشَّعب الكُوردي ..!؟ فلهم التنويه الآتي : إنَّ حَقٌ العمل للكوردايتي مُتاح لكل الأكراد، بل واجبٌ على كلِّ كورديّْ ( وليس حِكراً للمعنيين ) .!؟ ثُمَّ  إنَّ النُّخب المثقفة الواعية ( وأنا مِنْها ) ليْسَتْ غافلة عَمَّا فعلهُ .. ويَفْعَلَهُ المَعْنِيِّونَ .!؟ فلنا أعمالنا .. ولهُمْ أعمالهُمْ، ونحنُ للكوردايتي مُخْلِصُونَ ( والدَّليل أنني : ومن مُنطلقات الإنسان الكوردي كتبتُ منذ آذار 2011 ولتاريخه / 56 مقالاً / آخِرُها هذه الانطباعات، ومِنْ جملتها، تدوين هديتي للطيبين، أرسلتُها إلى الأحزاب السِّياسِيَّة / وهي مُقترحات لمشروع .. تحت عنوان : من أجل دستور لحكومة محليَّة ودولة مركزيَّة، تاريخ 27 / 7 / 2013، وكتبتُ خلال انتفاضة آذار قامشلو 2004 أكثر من 34 مقالاً . ) .!! وأمَّا بشأنِ النَّوايا كما يدَّعون، فقول العبارات شيء .. والالتزام بتنفيذها شيء آخر .. ثُمَّ إنَّ العِبرة هي بنتيجةِ الأقوال .. وهي البُرهان على صِدقِ نوايا المُدَّعين ..!؟ ثُمَّ ماذا يعني اغتصاب ( احتكار ) المعنِيين لكافة الشئون السِّياسِيَّة والثقافيَّة .!؟ أليستْ اغتصاباً لحق الآخرين ( غيرهم )..!؟ ولمُتابعةً التنويه ( أيضاً وكما قال العُقلاء ) : الأخلاقُ الحميدةُ والتعاطي الحضاري صفتان مُتلازمتان ( وضروريتان )، لِمَنْ يعمل للكوردايتي على السَّاحات الثقافيَّة والسِّياسِيَّة .!!
وبموضوعيَّة وشفافيَّة يأتي الاستفسار الأوَّل : هل يتحلى المَعْنِيِّون بتلك الصفتين .!؟ ثُمَّ يأتي الاستفسار الثاني : هل يرغب المعنيِّون بحدوث زلزال مُفاجئ ضِدَّهم ( انتفاضة جديدة ) .!؟ وهدف هذه الانطباعات ( كسابقاتها ) : المُساهمة ( التزامٌ صادقٌ وجادَّ) في دعم المساعي لنشر الثقافة الواعية بين أبناء المجتمعات، ليواجهوا سطوة المفاهيم المعوجَّة .!! وخُلاصتها :
ماذا قدَّمَ المَعْنِيِّون ( مِنْ انجازاتهم الايجابيَّة الملموسة ) لكورد سُوريَّا، منذ انتفاضة قامشلو 2004 ولتاريخه .!؟ والجواب الواقعي ( بكل موضوعيَّة ) : لم يرى كورد سُوريَّا مِنْ انجازات المَعْنِيِّين على السَّاحتين ( السِّياسِيَّة والثقافيَّة )، سوى تكرار عبثي لأقوال وأساليب البعثيِّين .!؟
أخيراً : المُتوخى من المعنيين ( وعبر هذه الانطباعات )، اختيار التفاهم حول البنود التالية :
1 ــ تحديد المطالب الكورديَّة الأساسِيَّة التي تحقق المصالِح العُليا .
2 ــ الموافقة على الذهاب لجنيف 2 ، بعد تشكيل وفد كوردي واحد لتمثيل الأكراد .
3 ــ إعداد هيكليَّة سليمة للوفد ( عدد الأعضاء، ولكل عضو تخصّصهُ المطلوب للمُفاوضات ) .
4 ــ ضرورة امتلاك عضو الوفد مواصفات أساسِيَّة ( الخبرة، الأمانة، الالتزام، الإخلاص ) .
ومن الطبيعي أنْ يتحقق التَّفاهم حول تلك البنود، إذا ( أداة شرط ) : جلس المَعْنِيِّون بنوايا جديدة سليمة ( بأخلاق حميدة )، وإذا كان تعاطيهم حضارياً ( صحيحاً بخصوصِها ) ..!؟  
ــــــــ  ( نهاية الانطباعات )  ــــــــ







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=16865