لا ثوار خارج أسوار الوطن
التاريخ: الجمعة 15 تشرين الثاني 2013
الموضوع: اخبار



حسن اسماعيل اسماعيل

إلى القادة الميامين خلف تخوم الوطن الجريح ..
إلى الأبطال البواسل و هم يتباهون برفع راية الثورة من وراء الحدود
إلى الشامخين ببهاء خطبهم الرنانة و كتاباتهم المنمقة بحب الوطن و عزته و كرامته و شعاراتهم المزينه ببهرج العدالة و الحرية و المساواة


إيها السوريون الأعزاء
معاذ الخطيب .. أحمد طعمة .. أحمد الجربا .. ميشيل كيلو .. عبدالباسط سيدا .. برهان غليون .. جورج صبرا ... و العديد العديد من القادة الأعزاء خارج حدود الثورة أرضاً و إيماناً و نضالاً

هي صرخة جريحٍ سوري و نداء عاشقٍ للحرية و السلام .. هي دعوة صدقٍ و إيمانٌ بعدالِ ثورةٍ نهشت بأشلائها مصالح الدول  و ساهمتم جميعكم في ذلك بارتباطاتكم و مصالحكم و قلة حيلتكم
أخوتي الكرام ها هي حاضرة الثورة السورية حلب الشهباء تغتصب بيد النظام القمعي و ها هي آلته العمياء التي تحصد الأرواح فرادى و جماعات دون رحمة و شفقة
ها هي تدمر حاضرة الحمدانيين و من تغنى برياضها المتنبي و ابو فراس الحمداني لتغدو اشلاء مدينة ينعق في أطلالها الغربان
ها هي سوريا بثراها و سمائها تغتصب و تقتل بأيدي النظام و مناصريه
ها هي الشام المدينة الخالدة في الشرق تعدم بيد الزبانية و ان ماتت الشام فأنتم و الله ميتون بذلكم و عاركم ..
أخوتي
لا كرامة لقائدٍ يتخلف عن جنده و وطنه و أرضه
لا كرامة لقائدٍ يشمخ في ديار الغربة و هو يستجدي عطاياهم مدعياً أنه يستجدي لشعبه و لنصرتهم ..
أعذروني لصراحتي و صدقي ايها القادة العظماء .. لدي ثلاث أطفالٍ صغار أكبرهم لم يبلغ السادسة من عمره و هكذا الملايين من أطفال سوريا .. ألا يستحق هؤلاء أن نناضل و نموت لنمنحهم حياةً حرة كريمة
نعم أخوتي قرأت الثورات حديثاً و قديماً لكنني أقسم لكم لم أرى سوى الثورة السورية قادتها يناضلون خارج تخوم الوطن .. و لم أجد ثورةً انتصرت و أزالت قادة الطغيان و الظلم إلا و كان قادتها رأس الحربة في وطنهم و على أرضهم
اجتمعت الألاف من جيوش أوربا ( نمسا – بروسيا – ألمانيا – القوات الملكية الفرنسية ) لتسحق قوات الثورة الفرنسية التي لم تكن تمتلك سوى العتاد البسيط و ارادة الفقراء و الكادحين من الثوار .. لا يدعمها سوى إرادة الحرية و العدالة و انتصر هؤلاء الثوار .. بالتأكيد لم تكن قياداتهم الموقرة تعيش خارج الوطن .. و لو تعلمون كم أعدمت مقصلة الثورة من القادة الذين خانوا و لم يخونوا الثورة
نابليون بونابرت قاد عشرات المعارك و سحق جيوش أوربا لأنه كان يقود قواته لا متخلفاً عنه بقصور باريس ..
جورج واشنطن حرر أمريكا و أقام أعظم قوة بالعالم الحديث لأنه عشق ثرى أمريكا و دافع عنها و هو على ترابها
و كذلك غاندي .. و اتاتورك .. و مانديلا
أعزتي إيها القادة الأجلاء
لا يتحجج بعضكم بداء الشيخوخة و الوصول إلى أرذل العمر .. ألا تخجلون من صورة عمر المختار و هو يتقدم إلى حبل المشنقة شيخاً هرماً هدت السنون جسده ..
كفاكم خطباً و شعاراتً و مؤتمراتً و تشكيلاً للحكومات و الائتلافات و لا لبيع الوطن و بيع الكرامة و بيع الأطفال و حياتهم ..
و لا أدري لليوم سبب تمسككم بالغربة و النضال الوهمي الذي لا يمنح الشعب السوري السلامة و الأمان .. أم إن أسرة فنادق الفايف ستار و وجبات السوبر قد أوهنت عزيمتكم و أخفت عن عيونكم مأسي و نكبات الوطن الجريح
 إن كنتم لا تزالون تمتلكون دماء الكرامة و الوطنية .. باب الوطن مفتوحٌ  أمامكم .. عودوا .. قودوا الثورة من أرضكم و تأكدوا حينها فقط تكونون قادة و زعماء
حينها فقط سيسعى جميع الشرفاء و جميع القانطين و جميع اليائسين خلفكم .. يصدون الرصاص عنكم و يرفعون راية الثورة دون خوفٍ  أو وجل
أخوتي اعذروني لصدقي لكنه و الله اخلاصٌ للوطن و الحرية و العدالة
لا أرى أي ملامح للنصر و الحرية لأن هذا النظام يقود حربه و بقادة يقاتلون على أرض المعركة .. لا يهابون الموت في سبيل هدفهم و كلكم تعلمون كم قتل من قادة النظام و زبانيته .. من أصف شوكت و هشام بختيار و داوود راجحة ووو وجامع جامع و بعضهم يقول شقيق الطاغية ماهر الاسد
لكنني لم أجد خلال هذه السنين الثلاث قائداً للثورة استشهد على أرض الوطن ..سوى الشهيد مشعل التمو .. أي قادة هؤلاء و لم تعرف الشهادة طريقاً لأحدهم ..
إيها القادة المتحصنون بديار الغربة .. إيها الأعزاء
من أمتلك منكم الكرامة ليدخل الوطن و ليناضل على ثراها المقدس بدم الشهداء فإن عاش فهو منتصر و إن مات فهو شهيد
نعم أخوتي القادة عودوا لدياركم و كفاكم تشكيلاً للحكومات الوهمية و استجداء العطايا من الغرب و الشرق فوالله ما حك ظهرك كظفرك ...
فالشعب السوري كان نصيبه من هذه العطايا و المعونات الجوع و التشرد و الموت و الحرمان ..
أرجوكم عودوا و ثوروا من أرض سوريا و لأجل شعب سورية . . كفاكم جعجعةً دون طحين .. كفاكم تزويراً للحقيقة و الواقع و تأكدوا ان الشعب السوري الثائر لن يرضى أن تحكمه برجوازيات المصالح الإقليمية و القادة الوهميون
عودوا و عمدوا أجسادكم التي أوهنها ذل السؤال و الاستجداء بتراب الوطن و مياهه الطاهرة ..
عودوا و انصروا الثورة و انتصروا لكرامتكم المسلوبة فلا كرامة لمن ينتهك عرضه و أرضه و تسلب حريته
ألا هل بلغت .. ألا هل بلغت







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=16533