إن سياسة الصمود والتصدي للأسد أودت بسوريا وبالشعب السوري إلى ما هو عليه الآن، ولكن يبدو أن السيد الخطيب لم يتعظ إلى الآن بذلك ويذهب بخياله بعيداً جداً. ثم أوليس من الغباء أن يطلب السيد الخطيب المساعدة العسكرية من سلاح وحظر جوي وقصف منشآت عسكرية سورية من امريكا والغرب، وبنفس الوقت يصرح بأنه ليس مع تدمير السلاح الكيماوي السوري الآن. وكأن الغرب وأمريكا من الهبل أن يتدخلوا عسكريا ويتركوا السلاح الكيماوي للسيد الخطيب ليفاوض به إسرائيل بشأن السلاح النووي، الذي إلى الآن لم يقر مسؤول رسمي إسرائيلي بوجوده أو بإستخدامه على عكس ما فعلت القيادة السورية الفائقة الذكاء!!!.
هل يمكن بواسطة استخدام السلاح النووي والكيماوي تحقيق الإنتصارات وبناء الحضارات وتأمين العيش الرغيد والرفاهية للشعوب؟
الإتحاد السوفياتي كان يملك من القنابل النووية ما بإمكانه تدمير العالم عدة مرات، فماذا استطاع أن يحقق بهذه القوة لشعبه غير الفقر والعوز والوقوف يوميا في طوابير للحصول على سلعة بسيطة، يذكر الرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كرافتشوك في حديثه لروسيا اليوم قبل مدة وجيزة أنه وقف في أحد الطوابير من الساعة ماقبل الظهر إلى ساعات المساء لشراء حذاء لزوجته.
انظر إلى الكوريتين وقارن بينهما، واستنتج البون الواسع بينهما وماذا حققت الشمالية بالسلاح النووي؟
وماذا حقق محبوب أغلب النخبة المثقفة العربية الطاغية المقبور صدام حسين بسلاحه الكيماوي، أو لم يعثر عليه كشبح تحت أرضي وفي يده حقيبة فيها دولارات أمريكية بدلا من سلاح كيماوي.
وماذا فعل القذافي بمعامل السلاح الكيماوي؟ ألم يمتثل لأوامر الغرب ويلغيها من أساسها. وهو القائد والملك والقيصر والرئيس والأمبرطور والمجنون والمعتوه. ماذا كانت نهايته إلم يمت متخوزقاً؟
إفلا يكفي كل ماذكر عن السلاح الكيماوي ليقتنع السيد الخطيب بعدم جدواه، ام أنه يريد أن يجرب ذلك بنفسه عملياً كغيره؟
فلتدمر سوريا وليبقى السلاح الكيماوي، وليقتل السوريون يومياً ويذبحوا كما يذبح الدجاج ولتفقأ عيونهم ولتقتلع حناجرهم ولتقطّع أعضاؤهم الجنسية وغير الجنسية، ولتفجررؤسهم وأدمغتهم، وليبقى السلاح الكيماوي عند السيد الخطيب، ولتدمر المدن والقرى السورية عن بكرة أبيها كما دمر الملك الأموي يزيد بن معاوية مدينة مكة وحللها لجيشه المغوار مدة ثلاث أيام متتالية يفتك بأهلها وبالصحابة قتلا وصلبا وقطع الأيدي والأرجل على خلاف وختم الصحابة على أجسادهم كما تختم الأبقار، وهتك الأعراض من كل جنس حتى أنهم لم يتركوا فيها بكرا.
ولينتظر السيد الخطيب أن يفعل الأسد وشبيحته العلوية والسنية والشيعية من لبنان وإيران وروسيا الإتحادية، ان يحللوا لأنفسهم المدن والقرى السورية وليفعلوا فيها كما فعل الجيش اليزيدي بأهل مكة. كي تبقى الأسلحة الكيماوية في الحفظ والصون للسيد الخطيب ليفعل فيها فيما بعد، كما فعل ويفعل وسيفعل الأسد بها.
أين هم الرجال السوريون الحكماء؟ اين هم رجال الساسة المعارضين للأسد؟ ليوقفوا هذا القتل والتدمير والتشريد؟ الكرامة ليس بالكلام الأجوف الفارغ والتحدث عن صفقة كاملة لكل المنطقة والناس تقتل وتختنق تحت الأنقاض بالغبار او بغاز السارين الأسدي وتذبح النساء والأطفال بالسكاكين، وتتعفن الجثث بالشوارع والمشافي، وتنتهك الأعراض أمام ذويها وخلفها.
كم توقعت في البداية من السيد الخطيب أن يقول يوما أن تدمر الأسلحة الكيماوية كلها في سوريا وأن لاتنتهك عرض فتاة سورية. أن يقول: لأهون علي أن تدمر سوريا من بكاء طفل بين الأطلال فقد امه و أباه واخته وأخاه.
توقعته أن يقول: لعن الله الأسلحة الكيماوية وصانعها ومستخدمها وناقلها. أم أن الخمر حرام والسلاح الكيماوي حلال حسب أجتهاد الخطيب؟!!!
إذا كان في تدمير الأسلحة الكيماوية السورية حظر جوي وإيقاف لآلة القتل الأسدية، فلم لا؟ وإذا كان في الموافقة على تدمير هذه الأسلحة القذرة، وقف للنزيف السوري وذهاب بشار الأسد إلى الجحيم، فلمَ لا؟
للأسف لا أفهم أبدا كيف اختزل الخطيب الوطن كله بسلاح كيماوي وهو يرد على من طلب بتدمير هذا السلاح عندما قال: "
إن المعارضة لن تبيع وطنها أيها الإخوة ويا حكومات العالم." متى كانت الأوطان تقارن بالسلاح الكيماوي يا خطيب؟
أم أن الخطيب يعتقد أنه إذا زعل وقدم إستقالته، فسيأتي إليه كيري غدا، ويطبطب على كتفه قائلاُ:
لاتزعل منا يا سيدنا، سنفعل ماتريده من حظر جوي وقصف لمواقع الأسد العسكرية، وكرمال ماتزعل مرة تانية راح نقصف عمر الأسد وقصره الجمهوري أيضاُ إذا مابدك القصر. وسنترك لك الأسلحة الكيماوية لتتم بها صفقتك الكريمة، ولو تكرم عينك.
زاغروس آمدي ـ فيينا
كاتب في قضايا الدين والسياسة