PYD.... ومسألة القوة والنفوذ... وتذمر الأحزاب الأخرى ...!!
التاريخ: الخميس 28 شباط 2013
الموضوع: اخبار



خليل كالو

 مختصر القول : جاء التذمر من الأحزاب الكردية عندما وجدت بأن نفوذها وحضورها الشخصي ومكاسبها سوف تتعرض للمجهول وأن PYD  تضيق عليها الخناق يوم بعد يوم بأساليبها المتعددة منها بالترغيب والاجتهاد وأخرى بالترهيب والسيطرة على المناطق وهذا الأمر ما تعاني منه تلك الأحزاب  في الوقت الذي لا يعتقد وخاصة من جانبنا شخصيا  بأن كل هذا التذمر يأتي أولا من الخوف على المصالح الكردية العليا أو السفلى وهذا موضوع يطول شرحه.


 في السياق ثمة حقيقة تاريخية وإستراتيجية في السياسة لا يمكن لأي سياسي عاقل ومبدع  وذو أهداف كبيرة تجاهلها أو القفز فوقها ألا وهي امتلاك القوة بكل أشكالها المادية والمعرفية . فوظيفة أي سياسة في البداية هي بناء التنظيم  ومن ثم البحث عن مصادر القوة والوسائل لتحقيق برامجه وأهدافه على المدى المنظور والبعيد .فبدون القوة لا معنى للسياسة على أرض الواقع  .


     الآن وفي الواقع الراهن  الذي نعيشه ثمة جدال عنيف وحديث يملأ الشارع الكردي عن حزب pyd  ومؤسساته .والكثير من النقد والهجوم بلا حدود وضوابط في بعض الأحيان عليه وعلى ممارسات وسلوكيات أنصاره وقواته الأمنية والقتالية في هذا الفعل وذاك دون أن ينالوا منه أو التفاهم  معه على صيغة توافقية لعمل مشترك  ..ولست هنا بصدد مدح سياسته أو الهجوم عليه " كمراقب مستقل تنظيميا " بل مناقشة المراحل التي أوصلت بهذا الحزب إلى ما وصل إليه من قوة ونفوذ بعيدا عن التشنج والحكم المسبق كما شاهده خليل كالو منذ ربيع عام 2011 ولغاية تاريخه وباقتضاب شديد :

المرحلة الأولى ...بدأت من المؤتمر الصحفي أو لقاء الأحزاب في هلالية  نهاية ربيع 2011 "وكنت حاضرا كمشاهد " وإصدار بيان جوهره العمل الجماعي وصيانة ومطالبة حقوق الكرد ضمن إصلاحات يقوم به النظام  وحينها اقترب ب ي د من الأحزاب الكردية الأخرى وتمثل حضوره بالسيد صالح مسلم علما بأن كافة الأحزاب وبلا استثناء كانت بعيدة عن أي حراك في الشارع  الكردي ولم تكن تؤمن به وذلك لحسابات خاصة بها وعلى رأسها الخشية من الشباب لتقويض نفوذهم أولا ولأسباب أمنية من وجود النظام وهواجس لم تكن لها معنى في حين كان الحراك الشبابي في أوجه في الشارع الكردي ..إلى هنا لا قوة محسوسة لـ PYD .

المرحلة الثانية ...وقد بدأت في نهاية شهر حزيران بعد أن أصاب الحراك الشارع الكردي بعض من الفوضى وضياع الأحزاب وتيهها لقيادة المرحلة في ظل غياب مرجعية كردية جامعة وحينها طرحت مبادرة لبناء مرجعية كردية من خلال عقد مؤتمر كردي وكانت المبادرة من خليل كالو أولا دون غيره في طرحها ومن ثم لاقت  قبولا وحماسة لدى الكثير من الشباب والأصدقاء وقمنا بالاتصال مع قادة الأحزاب واحد تلو الأخرى ومن ضمنها  PYD  وحينها قابلت السيد مسلم وذلك في دار المرحوم فارس عنز مع هيئة صغيرة من الأصدقاء وكان ذلك في نهاية شهر تموز ..فطرحنا عليه الفكرة بعد نقاش دام ساعة فقبل الفكرة وقال بالحرف الواحد : أكلفك يا كاك خليل كالو بالنيابة عنا واتصل مع بعض رفاقنا لأننا مشغولون في بناء التنظيم حيث لا يوجد لدينا أي قوة حقيقية على الأرض وتنظيمنا مهلهل يستوجب علينا بنائه من جديد على ضوء المستجدات الجديدة وأخبرني بأن 1200 من رفاقنا في الجبل الآن هم في الساحة وقد حضروا للمشاركة في الحدث السياسي الهام وهم من هذا الجزء من الوطن  ..إذن  كان ب ي د ضعيفا إلى ذلك الوقت فعليا وعلى الأرض ... 

المرحلة الثالثة ...بناء المجلس الوطني الكردي وخروج ب ي د منه في اللحظة الأخيرة "الأيام الأخيرة " بسبب مطالبته بـ 32 معقد  وذهنية بعض الأحزاب الأخرى الاقصائية ..فدار جدال حول ذلك وحدث ما حدث. ومنذ ذلك الوقت  بنى كل طرف لنفسه مجلسا وانفصل الكرد عن بعضهم من جديد وبدأت رحلة التشتت والانقسام والصراع من جديد ..إلا أن ب ي د اجتهد وثابر ونشط ولم يكل ويمل  وبنى تنظيما قويا ارجع ثقة أنصاره القدامى أما مسالة أن النظام قد أعطى الضوء الأخضر له فهذا مبالغة وتجني لأن الأحزاب الأخرى أيضا كانت معطيا لها الضوء الأخضر في تخريب الحراك الشبابي ونخره من الداخل وإذا ما  ناقشنا المسألة في هذا الاتجاه فلم تكن الأحزاب الأخرى قريبة من الحراك الشبابي بقدر قربها من النظام  أيضا ..فنجح الطرفان في تنفيذ مهامهما بنجاح ..بناء مجلسين منفصلين وبمرجعيات مستقلة .. من هنا أصبح ب ي د ندا للمجلس الوطني الكردي .

المرحلة الرابعة ...بناء القوة الذاتية وهناك بدأت إشكالية أحزاب المجلس الوطني الكردي ومأساتها في التحضير والاستعداد للمرحلة المقبلة وقد اخفق المجلس بسبب عدم تجانس القوى السياسية الداخلة فيه بسبب البيروقراطية الحزبوية وغياب المرجعية الحقيقية وتسلط العناصر الانتهازية والمحسوبية على جسم المجلس وتحييد وتجميد نشاط الشباب وبدء الخلافات والبحث عن الكراسي وحصل ما حصل ..أما ب ي د فقد تسلم زمان المبادرة على الأرض مقاتليه الذين حضروا من الجبل وكان لهم خبرة كبيرة وتجربة في بناء التنظيم والقوة العسكرية لسنوات في مقارعة السياسات التركية في كنف حزب العمال الكردستاني . وعلى ضوء مستجدات والتطورات الجارية في سوريا اتخذ ب ي د لنفسه سياسة خاصة به وانعزل وقام كوادره  وأنصاره  ليل نهار بالعمل كالنمل والنحل دون مقابل بناء على الإرث الماضي لحزب العمال الكردستاني وقائده الأسير وسير الشهداء فاستقطبوا مشاعر وعواطف ممن تبقى من أنصاره وشيئا فشيئا استولوا على كل شيء يجلب لهم الفائدة والقوة ولا ينكر بأنه استعمل في الكثير من المواضع القوة والإرهاب لتحقيق ما يريد ونجح .بالرغم من النقد وتدخل الإقليم الكردستاني وبناء الهيئات المشتركة والوعود الورقية من المجلسين . وهنا أصبح ب ي د نصف القوة على الأرض ومنافسا قويا للمجلس الوطني الكردي .

المرحلة الخامسة ... إخلاء النظام لبعض من مواقعه غير الإستراتيجية حينما شعر بقدوم الجيش الحر إليها واستولى عليها  لـ ب ي د  ولكن كل الظن وعلى ضوء تجارب الشعوب  والتاريخ في هكذا أحداث هو نية النظام  لخلق الصراعات بين طرفين معاديين لهما على مكاسب مادية وسلطوية بدلا من مقارعته هو  "ب ي د والجيش الحر".. وخلق أجواء من الفوضى وفقدان الثقة بين المكونات الرئيسية في سوريا  وبين الكرد ذاتهم وقد نجج إلى حد ما ..فلم يبق أمام ب ي د ومقاتليه سوى إثبات الذات  والعمل على فكرة حماية المناطق الكردية وقد ولد لدى الكثيرين من الكرد راحة نفسية وقبول وهذا من صلب ثقافتهم ومبادئهم العقائدية  والحضور باسم الشخصية الكردية من خلال العمل العسكري الذي هو ممتهن له وخاصة في معارك حلب وسري كانيي وقد نحج ب ي د إلى حد كبير في تحقيق طموحاته من السلطة المحلية والنفوذ والتحكم بالقرار الكردي على الأرض .وهنا شعر الناس بقوة  ب ي د بشكل حقيقي وبدأت الحسابات والحركة من الأحزاب الأخرى وشعورها الحقيقي بمداهمة ب ي د دوائرها الطوطمية   .

 المرحلة السادسة .. وقد بدأت الآن بعد انتشار الكتائب المسلحة في أنحاء المحافظة وخاصة في الريف الجنوبي العربي ودخول الحراك الكردي مرحلة حساسة وخطرة في نفس الوقت وخاصة من الناحية الأمنية واللوجستية والمعيشية مع اشتداد حملات الصراع الداخلي وكسر العظم وانقسام المجتمع الكردي على نفسه على أسس مرجعيات وسياسات غير مجدية قوميا استحوذ ب ي د على ما تبقى من مناطق في جل آغا وتربسبيي عمليا وهنا باتت القوى الأخرى في حكم الغياب والارتباك والسكون ...

  خلاصة القول كردواريا وما يطلبه الكرد ويتمناه  من الجميع  هو التهدئة  والتعقل والحوار والإحساس العميق بخطورة المرحلة لتجب الويلات والخراب لسلامة المجتمع الكردي من سوء تقدير وطارئ  خطر لا يعرف أحد تبعاته إلا بعد وقوع  الفأس بالرأس فعلى ب ي د استيعاب كافة القوى والقدرات والحراك العام وعدم التفرد والاستخفاف بها لمصلحة الشأن العام وأن تسود بين الجميع الاحترام المتبادل على أسس المصلحة العليا للكرد وعلى القوى الكردية الأخرى الكف عن الحملات الإعلامية الهجومية والتخوين والاستهجان والتهكم وضبط كل طرف شارعه بمسؤولية لأن حقوق الشعوب تحققها الشعوب وليست الأحزاب  ....

28.2.2013







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=15109