سيناريو الرعب - بعبع السلفية والإرهاب - والترويج له كوردياً وعربيا وعلوياً ودرزياً لإفشال الثورة خدمة للنظام ...
التاريخ: الخميس 31 كانون الثاني 2013
الموضوع: اخبار



إبراهيم كابان

ورقة النظام الأخيرة في ضرب السوريين ببعضهم سيناريو الرعب الذي كان يخشاه كل السوريين لاسيما المؤمنين بالثورة وإسقاط النظام وبناء سوريا جديدة متطورة رغم كل الظروف ، لقد عمد النظام طيلة الشهور الماضية على خلق التوتر الطائفي والقومي وحرك لذلك أجنداته الخاصة بين المجتمع السوري المتعدد ، في الوقت الذي دفع الأصوليين المتشددين إلى قيادة الكفاح المسلح المتمثل بجبهة النصرة وكتائب غرباء الشام ومن يحوم حولهما من جانب دفع في الجانب الآخر العنصريين العروبيين (المستوطنات العنصرية في الجزيرة نموذجاً) إلى خلق بؤر التوتر في بعض المواقع المهمة لاسيما في سري كانيه (رأس العين) التي أفتعل فيها الاستخبارات التركية والسورية معاً أزمة بين اجنداتها الموجودة في المنطقة الكوردية حتى تكون فتنة بين الكورد والعرب من جانب ، وعودة للنظام إلى المدينة بشكل غير مباشر من جانب آخر ..


ومن ثم بالنسبة للأتراك وضع حد لإمتداد قوات حزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د وهو الذي يقلق تركيا بعد استيلاء هذه القوات في عملية استلام وتسليم للإدارات في المدن والبلدات الكوردية في سوريا وتطبيقها برامج قمعية تمنع تطوير الثورة في هذه المناطق ، وكل ذلك لم يكن ببعيد عن أجندة النظام داخل الشارع الكوردي حيث ساهمت تلك الجهات في زيادة حالة الاحتقان والاصطدام وخلق حالة الشرخ داخل الشارع السوري وضرب أكبر القوميات ببعضها وفي مقدمتهم الكورد والعرب ، ومن ثم نشر الرعب من البعبع الإسلامي بين أبناء المسيحيين في مدن الجزيرة ومجاميعهم في قلب العاصمة دمشق التي تحولت إلى لجان شعبية تتحرك بأوامر النظام لقمع الثورة ، وشرائح من الدروز في السويداء وبعض الاسماعيليين في السلمية وضواحيها وغيرهم من الطوائف الصغيرة كالإيزيدية والمرشدية بالاضافة إلى العلويين خاصة المترددين والبعيدين عن النظام والذين عادوا إلى حضنه بسبب المخاوف والدعايات التي نجح النظام الاستبدادي في ترويجه على الإعلام وإعلام اجنداته بين كافة المكونات المجتمع السوري .. مما دفع بالمشهد السوري التأزم أكثر وإنعطافه إلى محطات تعقد الوضع السوري يستفد منه النظام في كلا الحالات سواء استخدام الموارد من قبل المناطق التي تسيطر عليها النظام وتحويل سوريا إلى سوق سوداء تذهب الاستفادة الكاملة والارباح إلى جيوب النظام وأجنداته التي باتت أيضاً تسيطر على مساحات وأماكن عديدة ومهمة في سوريا .
وفي المقابل اتجهت المعامل والمصانع التركية إلى تغزية السوق السورية وخاصة المناطق المحررة بكل المواد التي استغلت السماسرة الظروف لتحويل هذه المناطق إلى سوق سوداء كبيرة وفوضى عارمة ليس لها ضابط تمويني أو أمني مقابل استيلاء تجار الاتراك على القمح والقطن والمواشي وجميع الموارد المهمة التي استنزفت تقريباً بعد استيرادها إلى تركيا .
إسرائيل ذهبت تطبق بروتوكلاتها بكل المعايير والدول الغربية وأمريكا لم تجد حتى اللحظة مصالح لها بشكل المطلوب في سوريا وبذلك ليست لمصلحتها التدخل في مغامرة على حساب شعوبها فيما تحاول ان لا تكون بعيدة عن الاحداث من خلال بعض الاجندة داخل المعارضة الخارجية التي تهمها المصالح الخاصة والدولارات المتدفقة إلى جيوبها اين ما تحركت .
في المقابل تتحرك روسيا وشركائها وفي مقدمتهم الصينيين بكافة الادوار لاسيما الدور الامريكي والغربي ودور المحامي عن النظم المارقة إيران كوريا الشمالية سوريا وغيرها وكل الفيتويات والمنع لأي تحرك دولي في المجلس الأمن إنما يقف ورائها معظم الدول الحاكمة داخل المجلس الآمن .
النظام السوري يضعف يومياً ويفقد السيطرة على تجمعاته العسكرية وهو يخوض معركة خاسرة بطبيعة الحال ولكنه في المقابل يملك الكثير من السلاح والعتاد ويأتيها يوميا اسلحة وعتاد متنوع ويملك البعد الطائفي حيث إن معظم العلويين يدعمون هذا النظام رجالا ونساء وتطوعوا أصلاً للدفاع عنه وفي المقابل قطاعات واسعة من العرب السنة الذين استفادوا من النظام في الفترات السابقة إلى جانب المتخوفين من المسيحيين والدروز الخائفين في دورهم من البعبع الاصولي السلفي بالاضافة إلى العامل الكوردي الذي لديه تأثير كبير على مجريات الثورة السورية حيث انقسم الكورد إلى ثلاثة اتجاهات أحدهم يعمل على إفشال الثورة بكل السبل الممكنة وأخذ الدور الشرطي في شمال سوريا والاتجاه الثاني يعمل ضمن الثورة على إسقاط النظام والثالث مازال صامتا .
الجيش الحر في المقابل أصبح جهة مهمة في المعادلة ويملك العتاد والسلاح بعد أن أستفاد من سوق السوداء والعتاد الذي حصل عليه في قضائه على مجاميع النظام وتحول الجيش الحر في دوره إلى ثلاث قطاعات (الشرفاء الذين يقودون المعارك الحاسمة ضد النظام بكل إرادة وتصميم وقطاع تحول إلى عصابات للسرقة واللصوصية ونهب المدن والارياف وقطاع آخر يفوح منه رائحة النظام ومخططاته) ولعل ما حصل في رأس العين من خلق زعزعة للاستقرار بين الكورد والعرب في المدينة كان المستفيد منه النظام السوري وبذلك الاطراف التي شاركت في خلق تلك البؤرة كانوا يساهمون في تثبيت مخططات النظام السوري والتركي معاً .
وخلال كل هذه الزحمة في المعايير والمخططات والاجندة والتباعدات والاصطفافات فإن إنجاح النظام في خلق الخوف داخل المجتمعات الغير الإسلامية والعلمانية في سوريا كان له تأثير كبير في مجريات تطور الاحداث وتأثير سلبي في الانتصارات اليومية للثوار ، وما يدفع إلى الخوف هو تحويل أجندات النظام وذيوله في الشارع السوري وبين المجتمعات والقوميات والطوائف الإسلام إلى بعبع وتشويه صورة الثوار على إنهم سلفيين وإرهابيين وما يردده القنوات الفضائية والقوات الموالية لها وشرطتها العربية والكوردية والمسيحية والدرزية والاسماعيلية وفي مقدمة ذلك العلوية وجميع حلفائهم من شيعة لبنان والعراق وإيران كل ذلك يستخدمه النظام السوري لفشل الثورة وتحويل سوريا إلى بؤرة خطيرة يعطل الثوار من إسقاط النظام مما يؤكد إن الدوائر المخابرات الروسية والإسرائيلية والإيرانية تقود النظام وتخطط له .

إبراهيم مصطفى (كابان)
ibrahimkaban37@gmail.com
https://www.facebook.com/tecemoh
31-1-2013







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=14925