سأقطع لساني...!!
التاريخ: الأثنين 08 تشرين الاول 2012
الموضوع: اخبار



خليل كالو

سوف يسر الكثيرون وقول يا ليت ونتخلص من مفرزات لسانه السام  ولكن ... هذا إذا ما فعلت هذه الماركات المسجلة باسم الكرد والأطقم السارحة عبثا والخابطة بشؤون الكرد  شيئا ما لهم في هذه الظروف ولو حتى بعد قرن من الزمن أيضاً وسيكون ذلك في ساحة عامة وأمام الجمع والملأ بلا تردد فليكن على جسر جقجق بقامشلو ولكن هذا اللاكن لن يتحقق بهذه الأداء والمنهج ونمط الشخصية والسلوك والتفكير والوجدان والتنظيم . إلا إذا تغيرت وغيرت ما بأنفسها من ثقافة فاسدة ومفسدة جملة وتفصيلا وبحثت عن مصادر القوة وجمعت حتى لو كان بأدنى ما هو مطلوب أو أخلت الساحة لمن هو أكثر تأهيلا ومقدرة في قيادة المرحلة واعتذرت للشعب الكردي.


اسأل المجنون والعاقل عن طبيعة المرحلة والظرف المعاش سيجيبان نفس الجواب معا وبلا تردد بأن المرحلة  تحتاج إلى رجال أقوياء ومحترفين ومبدعين في جمع القوة وتوزيعها والتفاعل مع الأحداث تعبويا بمنطق وعزيمة بيشمركة الجبل واندفاع المقدام الذي لا يهاب العزائم وليس إلى حراك هواة راغبين وعابسين حتى لو كان الشخص المعني بهذا الكلام ذات نيات طيبة ومن أبوين كرديين وينتمي إلى القومية الكردية أو كاد عمره الحزبي ينوف عن نصف قرن  حيث هذه الصفات لا توفر للمرء شروط الرجل القيادي القادر لإدارة المهام الكبيرة وما اندفاع هؤلاء نحو المقدمة تسبب في خلق الأزمة وتعقيد المشكلة بدل الحل .لأن اللعبة السياسية التي تدار في سوريا لا تقبل ساحاتها وملاعبها هواة وتلاميذ في السياسة لا يعرف البعض منهم جدول ضرب فن السياسة والإدارة والتنظيم وحتى ابسط قواعد اللعبة .

الآن عرف بعض ملامح أسباب تخلف الكرد عن الآخرين واحتلال بلادهم وبقائهم كل هذه القرون بلا شخصية  كرامة ولم يحسب لهم أي حساب ولم يتحدث التاريخ عنهم إلا ما ندر. لقد كان الأمر ملتبسا علينا بعض الشيء من قبل  حيث قرأنا كثيرا في كتب التاريخ والفلسفة والعقائد الإيديولوجية والأديان ومنها التوراة أكثر من اليهودية ـ المسيحية لعلنا نجد سرا منذ زمن أستير ومردخاي في سبي نبوخذ نصر مرورا بالغزوات الإسلامية ودولتها الثلاث وعصر المماليك والسلطنة العثمانية كمفتاح للوصول إلى الحقيقة وفهم طبيعة ثقافة وفكر الكرد حينذاك وبحثنا بالمثل كثيرا وفكرنا أكثر وفي كل مرة كان الرأي والجواب يخون الحقيقة ويستقر على شيء واحد وهو بأن الظرف الموضوعي هو السبب "أي الآخرين كانوا السبب في تخلفنا وعبوديتنا" ولكن الأحداث السورية ومستجداتها وما لحقتها من أحداث دراماتيكية كشفت عن حقيقة واحدة لا ثانية وفتحت آفاق التفكير باتجاهات عدة وهي أننا نحن الكرد حتى الآن بلا قيادة موضوعية ومبدعة وواعية لذاتها الكردية تهرب عند الضرورة وعند الحاجة وقد كان حالهم كذلك في زمن سابق .

حقيقة مرة يجب أن نستسلم لها وهي أنها في كل مرحلة وحقبة مرت ظرف بهذا الشكل كالذي نمر به الآن كان الشعب الكردي يفتقد إلى قيادة وتهربت النخب وخانت خيالاتها وبررت لا مسؤوليتها بعذر أقبح من ذنب والغريب في الأمر كله والذي لا يستوعبه العقل بأن قيادات الشعوب تتجمع وتلف حول بعضها وتنخرط مع شعوبها وتعيش معها الحلو والمر لقيادة الظروف بأمان لتجاوزها والعبور على بر الخلاص على عكس قياداتنا المفروضة والمفترضة التي قد هربت في وضع النهار تبحث لها مكان آمن وناعم وغانم  وتركت الشعب في حيرة من أمره وليس هذا فحسب بل صار الوكلاء من خلفهم يدورون حول الذات ويعبثون ما بني من سمعة طيبة ورأي ايجابي منذ بداية الأحداث لدى بقية المكونات السورية الأخرى من قبل الشباب الكردي...

 أخيرا وهنا لا بد من ذكر قول لصديقي الأسير حسين عيسو الذي كنت في ضيافته قبل سجنه بأيام قليلة حول هذه المسألة قائلا: أن مثل هذه النخب الكردية السائدة كمثل المثل الشعبي الكردي القائل .. weke ..... yê ku nêçira wê hat ..mîza wê tê  .. كالذي.... أصبحت الطريدة بين يديه يشعر بالتبول.. لا بد من ثورة يا كردو على هؤلاء فلن تخسر شيئا وربما لن تحصل على حقوق الآن ولكن ستكون قد تخلصت على الأقل ممن يستغل مشاعرك ويعبث بشأنك ومن ثقافة القطيع التي يزرعونها في عقول الناس والمؤكد سيفتح لك طريق الحل وآفاق الغد .

 8.10.2012






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=14173