إرث الاستبداد الحلقة الخامسة عشرة
التاريخ: الثلاثاء 21 اب 2012
الموضوع:



 دلكش مرعي

 بقعة ضوء على الصراع السني والشيعي
لقد بدأ فصول هذا الصراع يتصاعد بين بني أمية وبني هاشم بعد مبايعة أبو بكر الصديق كخليفة للمسلمين في سقيفة بن ساعدة  وقد تم هذه المبايعة كما هو معروف بغياب بني هاشم الذين كانوا منهمكين بدفن – الرسول – وبعد هذه الواقعة  بدأ الصراع السياسي يزداد حده وتطرفاً بين الطرفين حول أحقية الخلافة ... ليأخذ شيئاً فشيئاً وبمرور الوقت طابعاً دموياً مريعاً بدأ فصوله الدموية  يظهر للعيان في معركة – صفين – والجمل – التي دارت احداثهما في عام ستة وثلاثين للهجرة ..



 فقد خلفت معركة صفين وحدها التي جرت بين - معاوية بن أبي سفيان – وعلي بن ابي طالب قد خلفت  سبعين ألف قتيل وفي معركة الجمل التي نشبت بين علي بن أبي طالب – وعائشة -  هي الأخرى أزهقت أرواح عشرة آلاف قتيل وقد خلق هذين المعركتين ومنذ تلك الفترة أحقاداً وضغائن قبلية وثأراً وانتقاماً سياسياً تتالت فصولها الدموية عبر ألف وأربعمائة سنة ولم ينقطع النزاع الدموي وإراقة الدماء والحروب بين احفاد الطرفين وأنصارهما منذ بداية تلك الاحداث لم ينقطع إلى يومنا هذا ... أما بالنسبة لتحويل مجرى الصراع القبلي الى صراع طائفي سني شيعي فأن العديد من المؤرخين يعدون  مجزرة كربلاء المأساوية التي جرت أحداثها في عام واحد وستين للهجرة من قبل جيش – يزيد بن معاوية – يعدون سبب هذه المجزرة سبباً رئيسيا في ظهور هذه الصراع وولادة المذهب الشيعي  ففي هذه الواقعة // تم قتل الحسين حفيد الرسول واثنان من أبنائه وخمسة من أخوته وثلاثة من أولاد أخيه الحسن وستة من أولاد عمه عقيل بالإضافة إلى قتل العديد من أقارب الرسول بلغ أعدادهم ثلاثة وسبعين شخصاً تم قطع رؤوسهم جميعاً حسب - ابن كثير - وقد حمل هذه الرؤوس المقطوعة على رؤوس الرماح  وطاف بها في أزقة وشوارع الكوفة لترسل هذه الرؤوس بعد ذلك كهدية  إلى – يزيد بن معاوية - في دمشق ... وكان لبشاعة هذه المجزرة ومأساويتها الأثر الكبير على مشاعر أهل الكوفة الذين شعروا بتأنيب الضمير وعقدة الذنب والعار بعدما وعدوا الحسين لملاقاة جيش – يزيد – معاً ولكنهم خذلوه ليواجه أحفاد الرسول هذا الجيش في كربلاء لوحدهم ويقعوا في مصيدة جيش – يزيد بن معاوية – ونتيجة عقدة الذنب التي أصيب بها أهل الكوفة وحاجتهم الى التكفير من هذه العقدة  الذي اصابهم في الصميم بعد المجزرة المذكورة  أدى هذا الشعور حسب معظم المؤرخين  إلى ظهور المذهب الشيعي وطقوسه المميزة ومناسباته السنوية التي تذكر عام بعد عام  مآسي هذا المجزرة  ... وقد بدأ الصراع بعد هذه المجزرة يأخذ طابعاً انتقامياً أكثر حده ودموية وعنفاً ويذكر ابن كثير في – البداية والنهاية بأن الامام - زيد بن علي بن الحسين - هو الآخر لقى مصير جده الحسين أثر مواجهة مع الأمويين فقطع رأسه وبعث إلى هشام بن عبد الملك فطاف برأسه في البلدان ومن ثم نصب الرأس في المدينة أمام قبر الرسول ثم في الجامع الاعظم في مصر ومن ثم دفن سراً أما الجسد فحسب ابن كثير فقد صلب عارياً على جذع نخلة في كناسة الكوفة أما بالنسبة لانتقام الشيعة في تلك الفترة فيذكر ابن كثير المعركة التي جرت احداثها في - جبانة السبيع - بين - المختار بن عبيد الثقفي – الذي كان مناصرا لمحمد بن الحنيفة الاخ غير الشقيق للحسن والحسين – حيث تمكن المختار من أثر خمسمائة من جيش الأمويين فأمر بقتلهم بأسلوب انتقامي وثأري  مريع  فمنهم من حرقه بالنار ومنهم من قطع اطرافه وتركه حتى مات ومنه من كان يرمى بالنبال حتى يموت – البداية والنهاية الجزء الثامن الصفحة -370-374- ما نود قوله بأن تراث الشعوب يعيد انتاج ذاته باستمرار إذا بقي سائداً ولم يتعرض للتغير وإزالة المفاهيم والعقائد المتخلفة والمتطرفة الكامنة في بنيته فهل الجرائم الهمجية التي يقترفها النظام السوري من منطلق طائفي بحق الشعب السوري هل يختلف هذه الجرائم من حيث الجوهر عن همجية الجرائم المذكورة آنفاً أم هي ذاتها ولم يتغير قيد انملة بالرغم من مرور أكثر من وثلاثة عشر قرناً على هذا الصراع ... ولكن من المؤسف عندما نقول يجب الابتعاد عن تسييس الدين واستثماره سياسياً  لأن تسييس الدين يفرغه من محتواه الروحي وينتج فكرا  متطرفاً ومتخلفاً قد اثبت فشله تاريخيا ولم ينتج سوى الحروب والغزوات وسبي النساء وغيرها من الامور المعروفة ولكن من المؤسف عندما نتناول مثل هذه القضايا التي أثرت على تطور شعوب الشرق بشكل عام وعلى تطور الشعب الكردي بشكل خاص  نجد دائماً هناك بعض السفهاء من يتهمنا بالكفر والإلحاد والزندقة وبأننا نسيء إلى المشاعر الدينية للناس

 - يتبع -   








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=13757