رسائل عديدة..... فهل من مجيب ؟
التاريخ: الأثنين 11 حزيران 2012
الموضوع: اخبار



  دلدار قامشلوكي

بعد فشله في الحصول على الاعتراف و التأييد الدولي الكافي و المطلوب، و بعد الانتقادات و الاتهامات الكثيرة التي وجهت له من قبل العديد من الأطراف من بينها الحركة الوطنية الكردية. يبدو أن المجلس الوطني السوري بدأ يفكر جدياً بتغيير تكتيكاته السياسية، ففي اجتماعه الأخير الذي عقد في اسطنبول تم اختيار الدكتور عبد الباسط سيدا رئيساً له، و بغض النظر عن آلية و طريقة اختياره فإن المجلس الوطني أراد من ذلك إرسال رسائل عديدة لأكثر من جهة بغية تعديل صورته في أذهان الآخرين.


أولها: رسائل للداخل السوري عموماً مفادها أن المجلس يتعامل ديمقراطياً في ممارساته السياسية و سلوكه و حياته التنظيمية فعلى الرغم من التمثيل الكردي الضعيف فيه تمكنت شخصية كردية من تصدر رئاسة المجلس لتمكنه من كسب ثقة أعضائه  دون أن يعيق ذلك انتمائه القومي.  
ثاني تلك الرسائل موجهة للشعب الكردي في سوريا و حركته السياسية و هي تطمينية توحي بأنه لم و لن يجري تهميشهم خاصة بعد الاتهامات الموجهة له (أي المجلس) بمحاولة تهميش الآخرين، فها هي شخصية كردية مستقلة تتصدر المشهد السياسي للمجلس و ذلك لنزع المبررات و الذرائع من الحركة الكردية و إحراجها في المفاوضات المقررة إجراؤها بين التكتلين من جهة، و لتحث الكرد على الانخراط بشكل أكثر فعاليةً في الثورة السورية من جهة أخرى بعد أن اقتنعت المعارضة تلك بأن انخراط الكرد بشكل أكبر هو العامل الأساسي لتغيير العديد من التوازنات سواءً في الداخل السوري أو في الخارج الإقليمي و الدولي خاصة بعد تراجع الحراك الكردي التظاهري مؤخراً لأسباب عديدة لعل أهمها إحساس الكرد بالتهميش من قبل كافة فصائل المعارضة السورية و عدم تبنيها أو تجاوبها مع الحقوق المشروعة للشعب الكردي بالشكل الذي يبتغيه. لكن لا أعتقد أن المجلس الوطني السوري قد وفق في إيصال رسالته هذه بالشكل الأمثل فلا غالبية الشعب الكردي و لا حركته السياسية المتمثلة في أطره المعروفة ستنظر للمسألة بهذه الصورة فهي ترى بأن الرسالة تلك غير مكتملة الأبعاد بدون برنامج سياسي واضح لمستقبل سوريا و لحقوق الشعب الكردي.
الرسالة الثالثة متعددة الجوانب موجهة للخارج و بشكل خاص للقوى الفاعلة في المسرح الدولي فهي من جهة توحي بأن قراراتها غير خاضعة للتأثير الإقليمي بل نابعة من إرادته مستنداً للمصلحة الوطنية السورية، فاختيار شخصية كردية في هذا الموقع و في اجتماع يعقد في تركيا لها أكثر من دلالة و خاصة بعد أن اتهم المجلس الوطني بهيمنة بعض الجهات الإقليمية عليه و تسييره حسب أجنداتها و مصالحها، و إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن سيدا ينتمي في أفكاره إلى التيار العلماني فإن ذلك قد يساهم في ضحد ما يتردد عن هيمنة التيارات الإسلامية التي لا تحظى بالقبول دولياً – كذلك من بعض أطياف المجتمع السوري - على المجلس المذكور، و من جهة ثانية يظهر اختيار سيدا بأن سوريا المستقبل ستكون لكل السوريين دون إقصاء أو تهميش، تعددية دون تمييز على الرغم من غلبة طيف معين أو هكذا يبدو خاصة بعد أن أصبحت الثورة السورية تنحى باتجاه طائفي و الوضع السوري يتجه نحو حرب أهلية - طائفية اقتضى ذلك نزع الصورة الطائفية أو القومية العنصرية عن أحد أهم تكتلات المعارضة و إبراز الصورة الحضارية و الوطنية البعيدة عن أية اعتبارات أخرى.
الرسالة الرابعة: قد يحتوي هذا الإجراء في طياته توافقاً من نوع ما بين المعارضة السورية متمثلة في المجلس الوطني السوري و جهات دولية تقتضيه ظروف المرحلة و التحضيرات اللاحقة للوضع السوري الذي يتجه أكثر فأكثر نحو التدويل و ترتسم من خلاله الملامح النهائية لآلية الحل و مستقبل سوريا خاصةً أن شخصيات كردية قد تبوأت مراكز متقدمة لدى تكتلات أخرى للمعارضة السورية.
أخيراً ثمة رسائل مستترة عديدة لم تستوضح حيثياتها بعد فهل هو بداية الطريق نحو التفكير بواقعية و رؤية الوقائع كما هي و بالتالي وضع الأمور في نصابها، و هل يفلح المجلس الوطني السوري من إيصال رسائله بالشكل المطلوب و تحقيق ما سعى إليه على المستويين الداخلي الدولي. الوقت كفيل بإظهار ذلك و إن غداً لناظره لقريب.     
.......................................................................
  11/6/2012م







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=13075