لماذا تشكل المجلس الوطني بعيدا عن التفعيل الثقافي ؟!
التاريخ: الثلاثاء 08 ايار 2012
الموضوع: اخبار



حواس محمود
 
بعد اشهر من تشكيل المجلس الوطني الكردي في سوريا يمكن لنا ان نسأل عن دوره وفعاليته وقدرته على استقطاب الطاقات الفكرية الكردية وكذلك الطاقات الاجتماعية عموما
وأنا هنا مدين بالفضل للدكتور كسرى حرسان الذي نشر مؤخرا مقالا بعنوان (لماذا لم تر النخبة المثقفة الكردية مكانها في المجلس الوطني الكردي) نشر بموقع (ولاتي مه) قبل ايام ، هذا المقال أثار شجونا دفينة في قلوبنا التواقة الى رؤية كيان سياسي كردي فاعل وديناميكي وشامل لكن للاسف ورغم تثميننا لتوحيد الصف الكردي الذي لم يأت بشكل هادئ وتدريجي كالثمرة التي تأتي بعد ان يشبع النبات او الشجرة ماء واهتماما وسمادا،


  اقول لم تأت ثمار التوحد كما كنا نتمناها بل جاءت على عجل وهي ثمار غير ناضجة تنقصها الماء والعناية الفائقة ، والمقصود لم تتخذ مقدمات التوحد في فتراتها الطبيعية على مسار زمني طبيعي قبل الازمة السورية ، يمكنني القول بأن المجلس الوطني الكردي نتاج الازمة السورية ، في النتيجة لا يخلو من البنية الازموية العميقة ، لأن القطع غير المتجانسة لا تشكل لوحة متجانسة

أعود الى مناقشة الثقافي والسياسي وعدم تواجد المثقف الحقيقي في جسم المجلس الوطني الكردي ، ان المقدمة السالفة هي الجواب الحقيقي لعدم تمثل المثقفين في المجلس كما اشار الى ذلك مشكورا الاخ دكتور كسرى ، فضم المثقفين الحقيقيين الى المجلس معناه وجود فعالية وتفعيل واضحين وهذا ما لا تريده اقطاب المجلس الوطني الكردي لذلك جاء المجلس خاليا من الفعالية الشعبية والثقافية رغم تشكيل بعض اللجان، حتى الآن لم نسمع تصريحا واحدا للناطق الاعلامي للمجلس ان وجد ناطق اعلامي ،
والحقيقة المؤلمة أن عملية عدم التمثيل للفعاليات لم تأت اعتباطا، وانما بقصد قاصد ، ولم يتم الاكتفاء بذلك فهم يهربون من النقد الموضوعي البناء وإلا لدعوا لاجتماع المجلس مع النخب لتقييم أداء المجلس ، ولكن لا وألف لا الاستمرار في المسار الاحتكاري السياسي والتخبط ولا من يحاسب ولا من يراقب ، انهم يتحملون المسؤولية التاريخية الكبيرة أمام الجيل الحالي والاجيال القادمة ، سيدخلون محاكم التاريخ غير مرفوعي الرؤوس من عبثهم وفوضاهم الغير مسؤولة ، الموضوع ليس غياب الطاقات الموضوع من بيده ان يجمع الطاقات يشتتها؟!
والخلاصة لم يتمل تمثيل المثقف الحقيقي بالمجلس عن قصد من ساستنا الأفاضل خوفا من آرائهم الموضوعية البناءة وكذلك لم يقبل المثقف الحقيقي ان يمثل بمجلس غير مكتمل الأبعاد والجوانب فكانت النتيجة استبعاد المثقف شكلا وابتعاد المثقف مضمونا وذلك لعدم رغبة المثقفين الحقيقيين الانخراط في كيان أزموي غير فاعل








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=12673