دلكش مرعي

هل جرائم هذا النظام بحق السوريين العزل هو نهج يصب في خانة الوطنية ؟ أم هو عمل مافيوي إجرامي ؟ ومن الذي دفع بالوضع السوري ليصل إلى هذا المأزق هل هو الشعب السوري الثائر أم النظام  ولماذا لم يستجيب النظام لمطالب الشعب السوري الذي طالب بالكرامة والحرية وبأن يحكم نفسه وبنفسه كمعظم شعوب العالم وأن يكون سوريا لكل السوريين وهو حق مشروع يقره جميع الشرائع ... وبأي شرعية كان النظام يحكم الشعب السوري عبر نصف قرن هل بشرعية وطنية وعبر الانتخابات الديمقراطية أم بشرعية الاستبداد والطغيان والقهر ... ما نود قوله للسيد – قدري جميل - بأنه لم يبقى شيء للمواطن السوري من خلال حكم هذا النظام إلا وتعرض بهذا القدر أو ذاك إلى الهدر والاغتصاب إما من قبل النظام نفسه أو من قبل أبواقه من منتسب جوقة (الأحزاب الجبهة الوطنية أو الديكورية) فهذه الجوقة ومنذ خمسة عقود وما تزال تختزل وطنية الشعب السوري في كيان النظام السوري فهؤلاء حوّلوا وطنية الشعب السوري إلى سلعة وملكية خاصة للنظام ... وللتوضيح نقول بأن السلوك المغلف بالوطنية كانت حرفة يتقنها تاريخياً معظم الأنظمة الدكتاتورية والمستبدة والمنتفعين من فتاتها من الانتهازيين وبائعي الضمير ... فالدكتاتور أو المستبد كما هو معروف يتحول في أوج  جبروته  إلى حالة الطغيان والتأله فكل قيمة أو اعتبار أو بطولة أو تقدير يجب أن ينسب إلى كيان وذات الدكتاتور دون غيره فهو المعلم الأول والفلاح الأول والرسام الأول والمهندس الأول والحكيم الأول وهو الذي يتحطم على صخرته جميع المؤامرات الامبريالية ومشاريعها وهو على كل شيء قدير وعبر هذا التصرف الطاغي كانت تذوّب قصراً وتختزل بالغصب جميع الكيانات الوطنية في كيان الدكتاتور ولا يبقى لهذه الكيانات عبر هذه الشعارات الفضفاضة إلا الخضوع لإرادة الطغيان المغلفة بالوطنية الكاذبة والنفاق السياسي ... والسؤال الذي يطرح هنا وبقوة على السيد - قدري جميل - وأمثاله هو متى كان الأنظمة الدكتاتورية القامعة للشعوب أو المستبدة  كانت وطنية ؟ أو هل النظام الذي  يستبيح كيان الوطن و حرية المواطن وكرامته وحياته  ويقتل الأطفال والشيوخ والنساء ويدمر أحياءاً بالكامل فوق ساكنيها هو نظام وطني ألا يعلم السيد - قدري جميل - قبل غيره بأن هذا النظام  وعبر عقود من الزمن لم ينتج للشعب السوري سوى الأجهزة الأمنية التي كانت بتصرفاتها القمعية للشعب السوري تكرس الطائفية البغيضة ؟ ألم يزداد مع طغيان هذه الأجهزة أزمة واقع الشعب السوري وانحدار هذا الواقع  نحو الهاوية والتهشم والفساد و الفقر والبطالة  والتخلف ... ألم يتخذ النظام وعبر هذه الأجهزة القامعة من العنف وسيلة للترويض القسري السيكولوجي  للشعب السوري وبغطاء سياسي مؤد لج ومغلف بشعارات وطنية خلبية أو قومية مزيفة ومهترأة كوسيلة لتبرير حلقة أفعالها القمعية والاستبدادية على الأرض لتضمن بذلك مصلحة النظام الذاتية  ومصلحة شلة بيروقراطية طفيلية فاسدة تنهش في مؤسسات الدولة والمال العام دون رقيب أو حسيب تعتقل من تشاء وتقتل من تشاء والعمل بشكل ممنهج لزرع تلك الحساسيات الطائفية وتلك القيم الفاسدة و إلقاحها في ضمير و أخلاقيات الناس .. ألم يخل النظام بالبنية السياسية للشعب السوري ويخنقها  ويفرغها من حراكها السياسي و الجماهيري المعارض وعبر خمسة عقود ... ألم يؤجج النظام المشاعر العنصرية ضد الشعب الكردي ويطبق بحقه المشاريع العنصرية وهل بقي نتيجة هذه السياسات القامعة على الساحة السياسية السورية سوى شخصيات انتهازية  أو أحزاب سياسية متشرذمة أو منطوية تحت أجنحة هذا النظام و بأسماء لامعة كأحزاب الجبهة الديكورية أو ما يسمى بفرقة حسبا الله التي لم تكن لها أي دور سوى الدعاية لهذه النظام و تبرير سياساته لتضمن هي بعض المناصب الهزيلة هنا و هناك أو بعض من الفتات التي كانت ترمى لها من قبل النظام .