لا ترموا بفشلكم على الآخرين.....!!!
التاريخ: الأربعاء 18 نيسان 2012
الموضوع: اخبار



خليل كالو

أهي أزمة أخلاقية أخرى..؟؟ ما يجري للكرد من فعل وأي فعل هو من نتاج ومنهج تفكيرهم وتصرفهم إزاء ما يدور حولهم سواء كان ذلك شخصاً أو حزبا أو هيئة جمع أو مجلس أو تنسيقية  ولا لوم على الآخر وأي كان إلا على فعل قاهر طبيعي كالكوارث وما شابه وما دون ذلك سببه العقل والوجدان ونمط الشخصية  . ستطردون يا كردو أيضا من أي محفل وكل مؤتمر قادم  أينما ذهبتم  لأنكم ضعفاء ولا أحد يطمع فيكم  ولن تكونوا الرقم الصعب كما يدعي البعض وكل الظن أننا نعيش الوهم ونحن ربما الآن خارج الزمان وأحكامه وأن كل تبرير لتعثر وفعل سيء لا يعفى صاحبه من المسائلة .


فلا بد من الإقرار الذي يعني المعافاة من سلوك نكوصي غير سوي كردواريا والسكوت هو نذير بفشل الخطوة القادمة في الوقت الذي بات الجميع على أبواب الأزمة أوفي داخلها والبعض هو لا يدري كمن وقع من على ظهر الجمل وهو ينادي "هوب هوب " مغزى الكلام والهدف من هذا القول هو شيء واحد فقط لا غير نورده  في سياق  قصة واقعية جرت في الماضي  وتعتبر فهمها لمن يفهم وليس لمن استطالت آذانهم  بمثابة المفتاح الرئيس وسر معرفة تشتت الكرد وتبعثرهم في الماضي والآن ما يعيشونه من عزلة وتقوقع هذه الأيام  ألا وهو التخبط في القيادة والفكر وطريقة التفكير والمنهج الثقافي والموروث البالي  والسلوك المريب الذي يديرونه به أنفسهم في هذه الظروف الشائكة والصعبة والمصيرية" تعتبر السكوت عن الخطأ  خيانة موضوعية في هذه الأيام "ويتحمل النخب الكردية وخاصة الثقافية منها " إذا وجدت التي هي محل شك "  القسط الأكبر من المسئولية التاريخية  " ولا لوم على المتثاقفين والمهرجين  " ناهيك على السياسي  المتخبط حركة ومبادرة وتدبيرا .

 بعد مرور أكثر من /30/ عاما صرنا نفكر هذه الأيام من جديد بقول بات قاب قوسين أو أدنى من الحقيقة والوقوع بعد تحقيقه  وصواب حدسه في وقت سابق " أنتم حمير ...وأولاد الحمقى" قد قاله بالحرف دون زيادة أو نقصان  أستاذي الكبير والمناضل الراحل أوصمان صبري Osman Sebrî  لنا " نحن الأصدقاء الثلاثة " في إحدى أمسيات صيف عام 1981 في بيته المتواضع على سفح  قاسيون الكائن بحي الأكراد بدمشق وحدث ذلك بعد الانتهاء من تعليمه لنا درسا في اللغة الكردية وها نحن مدينون له حتى الآن . حيث دام تعليمه لنا قرابة ثلاثة أشهر تقريبا ونحن نرتاد بيته بعد العشاء مباشرة  في أيام الخميس والجمعة من كل أسبوع  ووقتها كنا طلابا دارسين في جامعة دمشق في السنة الأخيرة. ومناسبة هذا القول حينما سأل عن أفكارنا وطريقة تفكيرنا ونحن شباب وأمل الكرد في نظره  وما سوف نقدمه في مجال الكردايتي أيضاً باعتبارنا سنكون نخب مستقبلية هذا على حد قوله وتخمينه ونحن نناقشه عن تاريخ مضى وأحوال الكرد وهو المعلم لنا ونحن نستمع  إلى حين إحضار كريمته الرائعة كوي  Kewê الشاي" لها  ألف تحية وتحية "  ومن ثم ننصرف .

   فأجابه صديق اسمه سعيد قائلا : والله يا آبو " Apo هو الاسم المعروف له حين التخاطب معه " بأننا ماركسيون ونؤمن بالأفكار التقدمية على المنهج الشيوعي اللينيني . بعد أن سمع الجواب تغيرت ملامح وجهه فاستشاط غضبا كعادته ونظر نحو السماء قليلا وتنفس بعمق وقال بصوت ذو نبرة عالية قليلا : أنتم حمير وأولاد أولئك الحمقى الذين بنوا للآخرين دول وأوطان وإمبراطوريات بلا فكر وتفكير وكذلك آبائنا الآغوات الذين بقوا خدم للآخرين إلى هذه الأيام  فمات من  مات ميتة طبيعية ذليلا وأعدم  من أعدم ونفي من نفي والآن ستبقون بفكركم وتفكيركم أكثر حمقا منهم  إذا لم تنتبهوا لما أنتم تفعلون.  فقلت له مازحا يا آبوApo  أليس الحمار هو ابن الحمار ولماذا ابن الأحمق   فقال : ربما أن آباء البعض منكم ليسوا على قيد الحياة  وهذا حرام بالنسبة لي وأنا أخاف الله  لولا هذا لربما قلت لكم حمير ويا أبناء الحمير ومن ثم أردف قائلا:  حاشا الحمار فأنتم كالكلب السلوقي Tajî واستطرد في نفس السياق حتى  السلوقي المزيف Zir tajî   يستطيع  قيادتكم . فانتابنا بعض من الإرباك والخجل .فسكتنا برهة ومن ثم قلت مازحا  لماذا السلوقي  وليس الكلب فقال : كلا  أن الكلب أفضل  وحاشاه أيضاً  لأنه حارس أمين لبيت صاحبه وأن سلوكه يضرب به المثل أما السلوقي فيصطاد الطريدة لغيره ولا يستفيد منها سوى ما يرمى له  وكذلك الحمار أيضا الذي هو حيوان ودود وحليم  وخدوم ولكن علته أنه يعمل للآخرين بلا مقابل دون أن يستفيد  من تجاربه فكلما أخذه أحدهم إلى السخرة لا يرفض أبداً حتى لو كان عدوا له وأي كان ولا إحساس له وفي النهاية يترك للذئاب في الشتاء بعد الانتهاء من مواسم الحصاد وهذا أقرب وصف وتوصيف لكم  وغدا لن يستفيد الكرد من ثقافتكم وأفكاركم  الغريبة وهم أحوج إليكم  وأولى من الغير. أما الآخرون هم في النهاية غرباء لن يهمهم مصير الكرد فيما إذا عاشوا أو انقرضوا والآن يحافظون عليكم لتكونوا خدما لهم  في الأعمال القذرة .وقد تحقق قوله هذا بعد عقدين من الصراعات الفكرية والثقافية بين النخب الكردية وزعم هذا بأنه ماركسي لينيني وآخر يهتدي به وآخر يلتزم وذاك يميني ورجعي ونحن آبوجيين وهم بارزانيين والنتيجة ضياع الجميع مع المقدرات في تلك السنوات هباء منثورا بعد انهيار الماركسية في عقر دارها وانشقت صفوف وتشتت وحتى الآن لا تعرف كيف تجمع .   

  حتى الآن نعيد الكرة بشكل آخر ولا تصلح ثقافتنا وفكرنا البدائي والسلفي النابع من زبالة الإرث  الثقافي الماضوي العشائري وكذلك الزعامات المفروضة علينا غصبا وحشرا فردا وجمعا  سياسيا وثقافيا واجتماعيا التي تبحث عن عروش وهمية ولا شكل التنظيم المشيد لإدارة  المرحلة لكي تكون الأساس ونقطة الارتكاز لبناء الشخصية السليمة أو لتأسيس شيء مفيد في هذه الظروف والمستجدات الهائلة التي تجري على ساحة الوطن السوري من أجل حقوقنا الفردية والجماعية وإزاء ما سوف تؤول إليه الأمور غداً . فإذا ما سارت الأمور على هذا النحو ولم تقم النخب الكردية في تخطي الترهات والصراعات بالسرعة القصوى وعزل الشخصية الانتهازية والقومية البدائية وثقافة الحكم المسبق ولم تستفق من غيها وغرورها وتقوقعها وتحايلها وتضليلها  في لم شمل الصفوف على كل الأصعدة وبناء مركز قرار وخطاب موحد سنزيد على معلمنا الكبير أصمان صبري  القول أو القول نفسه : سيكون الحمار وكلب السلوقي أفضل من الجميع سواء كان هذا الشخص سياسيا أو مثقفا أو رجل دين أو متعلما أو منبت اجتماعي مهزوم أو ابن الهوى فردا  أو غير هؤلاء من  الأحزاب والمجالس والتنسيقيات والروابط والاتحادات والهيئات جمعا ...فلا استثناء ولا مقدسات في حضور حقوق الشعوب ..








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=12449