تعترف بتأثرها بالأحداث وتفاعلها معها «منتهى الرمحي»: لا يوجد إعلام محايد
التاريخ: الجمعة 30 اذار 2012
الموضوع: اخبار



  حوار: أيهم اليوسف

الإعلامية والمذيعة في قناة “العربية” منتهى الرمحي، تحمل خبرة طويلة وتحظى بجماهيرية كبيرة . انتقلت من قناة أردنية إلى قناة “الجزيرة” ومنها إلى قناة “العربية” لتقدم فيها الأخبار وبرنامج “بانوراما”، ولم تتردد في الإعلان عن موقفها من الثورات العربية على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “فيسبوك” دون أن تخشى أن يفقدها ذلك جماهيريتها .

التقيناها وكان لنا معها الحوار التالي:


من خلال خبرتك بالعمل في قناة إخبارية، هل تميزت المرأة العربية على الشاشة؟

- سابقاً كانت هناك نشرة اخبارية واحدة أو اثنتان في القنوات المحلية أو الحكومية، لذا فإنها لم تصنع الجو المناسب للتميز، وتم تحقيق قفزة نوعية في الإعلام العربي منذ نحو 15 عاماً مع انطلاق قناة “الجزيرة” المتخصصة بالأخبار، لوجود نشرات اخبارية على مدار الساعة بمعدل 24 نشرة في اليوم يتخللها برامج حوارية وسياسية ولقاءات خاصة، وهنا كانت فرصة للمرأة أن تثبت نفسها وجدارتها بأنها قادرة على إدارة الحوار السياسي .

 لماذا تجد المذيعات الشابات أن “أوبرا وينفري” هي مثلهن الأعلى؟

“أوبرا وينفري” رمز إعلامي عالمي والكل يطمح إلى أن يصل إلى ما وصلت إليه، ولكن لا أحد يستطيع أن يصل إليه ذلك بسهولة لأنها عانت معاناة شديدة، ولا ننسى أنها كانت محظوظة ومحبوبة من قبل الجمهور الغربي والعربي . ولا أستطيع أن أقيسها على نفسي أو غيري من المذيعات العربيات، لأن طبيعة برنامجها تختلف عن الذي أقدمه باعتبار برنامجها منوعاً واجتماعياً وزاخراً بالجوائز وبتمويل كبير استطاعت عبره أوبرا أن تفتح قناة تلفزيونية ومجلة ومشروعات أخرى متعلقة ببرنامجها، وهذا ما لا يتوافر في العالم العربي أو أنه لم يتوافر في زمني .

 ما سبب غياب برنامج مثل برنامج “أوبرا وينفري” في العالم العربي؟

- الأمر عائد لتقدير الإدارات العليا وأصحاب رؤوس الأموال، وكلنا يعلم أن برامجنا متخصصة، وعليه فإنني في برنامجي “بانوراما” أستضيف محللين أو سياسيين أو مثقفين، ولا أستضيف طبيباً أو فناناً أو فلكياً للتكلم عن سيرته، بسبب وجود برامج أخرى تهتم بمثل هذه القضايا، بخلاف برنامج “أوبرا” الذي كانت تستضيف فيه الرئيس الأمريكي وبعد مغادرته تستضيف فناناً وفي الحلقة نفسها .

 برأيك من هي أفضل مذيعة عربية؟

- الأكثر قدرة على الوصول إلى نبض الشارع وما يريده المشاهد، وإن كان يصعب أن نرضي كل الناس لكننا على الأقل يمكننا أن نصل إلى ما يريدونه .

 ما حدود الصلاحية التي تملكينها للتحكم في مضمون ما تقدمينه؟

- بالنسبة إلى برنامج “بانوراما” وما يتعلق برسم سياسته، فهو عمل جماعي مشترك بين منتج البرنامج والإدارة العامة وبيني كمقدمة البرنامج، وما أستطيع أن أتحكم به بالمطلق هو طريقة إدارتي للحوار بالطريقة التي أجدها مناسبة، وأنا راضية عن طريقة أدائي، لأنني أعطي كامل المساحة للضيف كي يعبر عن رأيه ولا أقاطعه، وأحدثه في الوقت المناسب بعد أن تكتمل فكرته، وأسأله كل الأسئلة التي تخطر في ذهن المشاهد لحرصي على أن أكون ممثلة له على الشاشة .

 ما الوسيلة التي تستطيعون من خلالها الوصول إلى نبض الشارع؟

- عبر طرح كل القضايا التي يهتم بها المشاهد العربي، فعندما تحدث ثورة في بلد عربي ما، يجب أن نربط الأخبار التي نقدمها بالحدث القائم فيها، لأن المشاهد يريد أن يتابع أخبار الثورة في ذلك البلد ولا يريد متابعة أخبار الفنانين أو الصناعات أو الجامعات التي يشتهر بها البلد .

 كيف تقيسين رضا جمهورك عن برنامجك؟

- أقيسها بثلاث طرق، الأولى “الريتينك” وهي الدرجة التي يحتلها برنامجي في خارطة البرامج العربية، ثانياً عبر ردود فعل الناس أثناء مشاركتهم في البرنامج، ثالثاً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي أتواصل عبرها مع المشاهدين، ومنها أستطيع تقدير نجاحي أو فشلي في حلقة ما .

 في ظل الأحداث المتلاحقة التي تمس شعوباً، كيف يمكنك كمذيعة، الموازنة بين مشاعرك ومهنتك أثناء وجودك على الشاشة؟

- التحكم بالمشاعر يحتاج إلى تدريب، ومنذ أن بدأت العمل الإعلامي تعرض العالم العربي للكثير من المآسي، كالتي حصلت في جنين والحرب في العراق وفي جنوب لبنان إلى الآن، وبموجبها تعودنا على مشاهدة المناظر المحزنة والمؤذية، لأنها أصبحت من حكم عملنا وحتى المشاهد الحديثة التي تأتينا من سوريا أحاول فيها أن أضبط أعصابي على الهواء لكي لا أظهر ألمي .

 فيما يتعلق بالثورة السورية باعتبارها أكثر دموية، هل تعرضت لمواقف صعبة استطعت فيها أن تضبطي أعصابك على الهواء؟

نعم، حصل ذلك كثيراً، ولكن الفرق أننا نرى الأفلام والتقارير قبل عرضها على الهواء، إلا في حالات نادرة أثناء البث المباشر فقط، التي نعلن فيها أنه قد وصلنا الآن هذا الفلم أو التقرير . ومع أنني من النوع الهادئ الذي لا يستفز، لكن أكثر ما يحزنني ويؤثر في ويتعب نفسيتي هو رؤية طفل مذبوح أو مصاب وأعده خطاً أحمر أياً كان الطرف أو الجهة التي قامت بذلك .

 إلى أي مدى يمكنك أن تتقيدي بالضوابط الإعلامية فيما يتعلق بالمشاهد التي تظهرها الشاشة للشارع السوري أو المصري مثلاً؟

- أتقيد بها تماماً، ومن تلك الضوابط أننا لا نبث المناظر المؤذية للمشاعر التي تحوي منظر دم كثيف أو جثثاً مشوهة أو مقطعة، بل نقوم بإيصالها عبر الحديث عنها بطريقة مهنية .

 معروف عنك حنكتك في طرح الأسئلة وسرعة البديهة، كيف توظفينهما في التعامل مع ضيوفك على الشاشة حول الأخبار ذات الحساسية في التناول الإعلامي؟

- عموماً، أنا أوجه كل الأسئلة التي عليّ أن أطرحها على الضيوف وعندما أريد أن أجادل، أقوم بذلك عبر تقديم معلومات وأدلة وأنسب التصريحات والأقوال لأصحابها، وأبقى حاضرة الذهن تماماً وأستمع لكل كلمة يقولها الضيف، وإن ذكر كلاماً خارجاً عن السياق أو غير مقنع فإنني أعيده إلى صلب الموضوع .

 طبيعة المراسلين اختلفت الآن وأصبح شهود العيان مراسلين، فما رأيك؟

- لا نعتمد عليهم فقط، ففي الشأن السوري الآن نعتمد على مصادر تنسيقيات الثورة والأخبار من التلفزيون الرسمي ووكالة “سانا” السورية للأنباء وتقارير المجلس الوطني الانتقالي، وعندما نتحدث عن خبر من داخل المدينة نتحدث مع شاهد عيان بخصوصه .

 أعلنت صراحة موقفك المؤيد للثورة السورية، لماذا؟

- ليس في ما يخص سوريا فقط، بل إنني كنت مع الثوار في تونس ومصر واليمن وليبيا، لكن أتباع النظام السوري أعلنوا حرباً إعلامية علينا، وبدا وكأننا نحن ضد النظام السوري، وهناك خصوصية للثورة السورية لم تكن موجودة في البلاد الأخرى، لأنه في مصر حسم العسكر الأمر، كذلك في تونس، وفي ليبيا الناتو، وقدمت دول مجلس التعاون الحل في اليمن، أما في سوريا فالشعب يواجه مصيره لوحده .

 ألا تخشين الإعلان عن موقفك هذا على صفحة “فيسبوك” من خسارة جماهيريتك أو انقلاب بعضهم عليك؟

- لا أخاف من الإعلان عن موقفي أبداً، لأنني أقول ما أؤمن به فقط .

 باتت خريطة سوريا معروفة للعالم كله مدينة مدينة وقرية قرية، ما الذي تعنيه لك أسماء مدنها؟

- لا قرية أو مدينة في سوريا تختلف عندي عن غيرها، ولا قرية أو محافظة في ليبيا اختلفت عندي عن غيرها، وكذا في اليمن وتونس ومصر وحتى في الأردن أو فلسطين . في عملي وحتى في نظرتي الخاصة أنظر للبلد كوحدة واحدة، لكن دائماً هناك مناطق أقل حظاً من غيرها في كل البلاد العربية وأسعى وأحب أن أعرف عنها أكثر، لأنه عبرها نستطيع أن نشعر بمعاناة الناس وألمهم، وإن تطورت هذه المناطق وأصبحت على قدم المساواة مع المدن الكبرى في التنمية وحصلت على الحيز المطلوب من الاهتمام فسيصبح العالم بخير .

 ما الأصعب الآن، أن يعلن المذيع العربي موقفه بصراحة من الأحداث أم أن يلتزم الموضوعية وكأنه بمعزل عن المجتمع؟

- إن استطاع أن يكون موضوعياً وحيادياً في ظل كل هذه الأحداث فهذا جيد، وإن استطاع أن يبقى بمعزل عن المجتمع فهذه ملكة أفتقدها، لأنه ليس بالضرورة أن تكون جزءاً أو طرفاً، ولكن على الأقل لا تبدو وكأنك لا تنتمي للمنطقة وما يحصل فيها .

 هناك من يؤمن بوجود إعلام محايد، ما رأيك؟

- لا أعتقد بوجود إعلام محايد، ولكن هناك إعلام مهني وآخر غير مهني، وحتى في أكبر وأشهر المحطات العالمية هناك توجهات نحو تنفيذ السياسات الإعلامية للبلد الذي يمول الوسيلة الإعلامية، لذا هل لنا أن نفسر على سبيل المثال الفرق في تغطية الأحداث عندما يكون هناك خبر ترى الوسيلة الإعلامية أنه يمس الأمن القومي أو الوطني لبلادها وما بين خبر بعيد في تأثيراته فيها، وعليه المسألة ليست اعتباطية، وحتى في المحطات التجارية البحتة هناك تركيز على الأنباء أو الأحداث التي تدر دخلاً أكثر من غيرها، لذا فإن مفهوم الإعلام المحايد غير موجود أصلاً .

 بعد عملك في قناة “الجزيرة”، ما الذي أضافه قناة “العربية” إليك؟

- بدأت العمل الإعلامي قبل “الجزيرة” وكل محطة في عملي المهني لها تأثيرها في خبرتي وشخصيتي، ولها الإضافة التي لا أستطيع أن أنكرها، وقناة العربية الآن هي بيتي الثاني وبالتأكيد عززت ودعمت خبرتي المهنية في المجال بشكل أشعر به وألاحظه .







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=12269