وضع محافظة الحسكة (الجزيرة)
التاريخ: الخميس 07 كانون الأول 2006
الموضوع:


كاردوخ

منذ أن أحكم القوميون العرب قبضتهم على الحكم في سوريا فإن البلاد تسير نحو التخلف والتراجع مقارنة بتقدم الدول التي كانت تسمى بالعا لم الثالث قاطبة دون تمييز من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية0ماعدا بعض من الجمهوريات التي كانت ترزح تحت حكم البلشفية السوفيتية السابقة
كقرقيزيا وروسيا البيضاء وأرمينيا والجمهوريات القفقاسية التابعة لها والتي كانت تعتبر من العالم الثاني إن صح التعبير؟؟؟؟؟
 غير أن سوريا غنية بمواردها الطبيعية كالغاز والبترول0 والزراعية بكافة أنواعها من الحبوب  والبقوليات بكافة أصنافها والزيتون والحمضيات والتفاحيات و الخضروات بجميع أنواعها وكذالك بالثروة السمكية وبمينائيها في اللاذقية وطرطوص كونها تقع على البحر ا لأبيض المتوسط و 00000

علماً أن سوريا تتكون من أربعة عشر محافظة  أغنى هذه المحافظات هي  الجزيرة( محافظة الحسكة )  من حيث الإنتاج الزراعي (الحبوب بكافة أنواعه وأصنافها وعلى سبيل المثال لا الحصر  فإن محافظة الحسكة تنتج ما يعادل أو أكثر من نصف الإنتاج العام لكافة المحافظات السورية الأخرى مجتمعة من القمح  والشعير والقطن والعدس والحمص والسمسم والخضروات وهكذا بالنسبة  للثروة الحيوانية أيضاً
 أما بالنسبة للثروة الباطنية فإن محافظتي الجزيرة ودير الزور وحديهما تنتجان جميع الغاز والبترول  المستخرج في سوريا إلا  أن السلطة السورية لم تعلن بشكل رسمي عن كمية الغاز و البترول المستخرجة وما مقداره من أراضي هاتين المحافظتين بشكل رسمي  وكما أنها لم تدخلها في الميزانية العامة للدولة ولم يدري المرء في أية وجهة تصرف ولم يكشف عن مصير هذا الوارد الهام  بالنسبة لاقتصاد البلد مما يزيد من التساؤلات العديدة و الشكوك حول الوضع الاقتصادي لسوريا بصورة عامة وموضوع البترول بصورة خاصة
وعلى الرغم من هذه الموارد الهائلة والمتنوعة لمحافظة الحسكة أي (الجزيرة)
فإن سكان هذه المحافظة من أفقر الناس في سوريا معيشة بل أكثرهم يعيشون تحت الحد الأدنى من خط الفقر وأن نسبة الهجرة فيها من الشباب المثقفين قد وصلت إلى حد لا يوصف وخاصة المهندسين والأطباء وخريجي الجامعات وأصحاب الاختصاصات المهنية والعلمية  وقد لا يُصدق لو قلنا إن كثيراً من الأسر الكردية  في محافظة الحسكة قد هاجرت عن ديارها وقراها بالجملة إلى بلاد الغربة داخل سوريا و خارجها  لكسب لقمة العيش وهروباً من الأوضاع المعيشية الشاذة والمزرية التي سببتها السلطة الحاكمة من خلال تطبيق برامجها ومخططاتها المناطقية الشوفينية وقوانينها العنصرية واجراءأتها التعسفية في محافظة الحسكة والظروف السياسية والاجتماعية السيئة التي افتعلها النظام لتمرير برامجه العنصرية في هذه المحافظة المنهوبة مما جعل المواطن يعيش في مذلة دائمة هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى نلاحظ بأن التعليم قد تراجع في الأعوام الأخيرة بنسبة كبيرة وخاصة بين الطبقة الفقيرة نتيجة عدم التزام النظام بتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد وخاصة إذا لم يكونوا بعثيين أو من لف لفهم أومن لم يكونوا محسوبين على أزلا مهم أو من لم يستطع دفع الرشوة لسبب ما فمثلاً نشاهد من ليس لديه شهادة تأهيلية يوظف والآخرون من خريجي الجامعات والمعاهد بأعداد هائلة عاطلين عن العمل و لم يوظفوا ناهيك عن أن النظام يجلب الموظفين وخاصة المعلمين منهم وهم ليسوا من الكوادر التعليمية أصلاً من المحافظات السورية الأخرى إلى محافظة الحسكة بالتنسيق مع جهاز مديرية التربية الفاسد فيها (ربيبة الأجهزة الأمنية والمخابراتية) مما يخلق روح النفورة عن العلم و التعليم لدى أكثرية الشباب والشابات في الجزيرة وهذا أيضاً يدل دلالة أكيدة على أن النظام لديه مشروعاً مبرمجاً لضرب قطاع التعليم في محافظة الحسكة وخاصة لحرمان الجيل الصاعد من أبنائنا من التعليم بشكل غير مباشر0 عند ما تسأل الشباب الكردي أو العربي من غير المنخرطين في صفوف حزب البعث الحاكم أو من غير المحسوبين على أزلامه عن سبب تركهم للدراسة يكون جوابهم كالتالي ويقولون:نشاهد المتعلمين من خريجي الجامعات عاطلين عن العمل وهم أصبحوا عبأ ثقيلاً على أهليهم ودويهم وبالتالي فإن الدولة لا توظفنا فماذا نعمل بالعلم والتعليم؟ وأصبحت هذه الفكرة التشاؤمية سائدة بين أوساط شبابنا من الجيل الصاعد
فإننا نناشد أولياء ودوي هؤلاء الشباب بأن ينقذوا شبابهم وشاباتهم من هذه الفكرة التشاؤمية القاتلة للفرد والمجتمع ونرجو بأن لا تكرس هذه الفكرة السيئة بين أوساط شبابنا وشاباتنا من الجيل الصاعد وإننا نعلم علم اليقين بأن أبناء شعبنا أكثر الناس حباً للعلم والتعليم على الرغم من الظروف القاهرة التي مرت عليه وعلى الرغم من محاولات العنصريين حرماننا من العلم في جميع أجزاء كردستان ومنهم ( كاردوخ) نفسه الذي أصبح ضحية فيما مضى لتلك النزعة العنصرية البغيضة التي تهدم كل ما هو نافع ومفيد للبشرية
 وأن كل هذه الأعمال والإجراءات المشينة التي تجريها السلطة الحاكمة بحقنا ما هي إلا كي نبقى شعباً جاهلاً  ليطبقوا علينا نظام العبودية ومن ثم نصبح خدماً وعبيداً لهم0 مرة أخرى نناشدكم يا أولياء الشباب والشابات أن تنبذوا هذه الفكرة التشاؤمية0 وللعلم فإن أكثر علماء العالم من  المفكرين والفلاسفة  كانوا هم من الطبقة الفقيرة المسحوقة تاريخياً بداً بالعالم الإسلامي و مرورا بأوربا وأمريكا وانتهاء بآسيا وأفريقيا وأستراليا فبئس التشاؤم و بئس الجهل والتخلف ونحن على يقين تام بأن النظام السوري جاد في تهميش هذه المحافظة كي تبقى متخلفة عن ركب التطور والتقدم ولكي نؤكد على صدق ما أسلفنا نضع أمامكم ما صرح به د-مصطفى ألكفري المدير العام للاستثمار في سوريا أمام المؤتمر الصحفي في 7-9-2005ثم استعرض وفق أحكام قانون رقم 10/لعام1991خلال النصف الأول من عام  2005 عدد المشاريع التي أنجزت حسب قوله:" حيث بلغت348 مشروعا منها134 مشروعا صناعيا و194مشروعا في مجال النقل و19مشروعافي الزراعة ومشروعا واحدا في مجالات أخرى" وأعلن الأستاذ الجليل وبيّن أن هناك خللا في توزيع المشاريع على
المحافظات حسبما صرح به بموجب  الأرقام التالية:
 ريف دمشق 55 مشروعاً
دمشق 54 مشروعاً
حمص 38 مشروعاً
اللاذقية 35 مشروعاً
طرطوص 34 مشروعاً
حماة  17 مشروعاً
درعا  12 مشروعاً
إدلب    12 مشروعاً
الرقة   11 مشروعاً
دير الزور 9 مشاريع
السويداء   8 مشاريع
الحسكة  4 مشاريع فقط

   ولا أحد في سوريا يدري أين موقع تواجد هذه المشاريع الأربعة في محافظة الحسكة (الجزيرة ) إلا من خططها ونفذها0؟؟؟
 وقدر الأستاذ الكريم  عدد الفرص التي توفرها المشاريع ب31919 فرصة مُشكّلة ما نسبته12% منها13688 فرصة في الصناعةو6042فرصة في مشاريع النقل و3114فرصة في الزراعة و75 فرصة في المشاريع الأخرى وقال تبلغ تكاليف المشاريع المشملة على القانون10 حوالي / 5/ مليارات دولار وميئات الملايين من الليرات السورية وتأمين/30/ألف فرصة عمل
وهذا يعني نهب حقوق الشعب في محافظة الحسكة وخطف لقمة العيش من فمه  من خلال عدم تطبيق العدالة في توزيع المشاريع على المحافظات مما يزيد من البطالة بين  أوساط أبناء شعبنا في محافظة الحسكة بصورة خاصة وهذا يعني دفع شعبنا للتهجير أيضاً بشكل  مباشر وغير مباشر كما استخدم الاستعمار القديم بحق الشعوب المستعمرة لها في العالم 0 هل نسي النظام بأن الاستعمار القديم قد خسر  أمام إرادة الشعوب في جميع مراحله التاريخية في القرن المنصرم ومنها أمام نضال الشعب السوري العظيم بقيادة أمثال البطل إبراهيم هنانو ويوسف العظمة وغيروهما ألا يعلم النظام بأن أعماله العنصرية هذه مكشوفة ومفضوحة  لدى الجميع ؟وأنها أصبحت معروفة للقاصي والداني 0هل صحيح أن النظام الحاكم يعتقد بأن محافظة الحسكة هي ليست جزءً من سوريا؟ وهل يعتقد النظام بأن حرمان محافظة الحسكة من المشاريع الاستثمارية وغيرها وعزلها عن ركب التقدم والتطور وبالتالي حرمان سكانها من التنعم بخيراتها هي حل للقضايا العالقة في سوريا؟ أم أن أعمالها هذه بمثابة عقوبة جماعية بحق شعب بريء يريد العيش بحرية وكرامة أسوةً بغيره من سكان المحافظات السورية الأخرى ؟ أو أن النظام يراهن على أن عملية جلب الفقر والجهل إلى هذه المحافظة كعملية رادعة لسكانها ؟  لينال من عزيمتهم  كي يتخلوا عن مطالبهم العادلة ولكي يرضخوا أمام الأمر الواقع 0 وما هذا إلا ضربٌ من الخيال والأوهام لأن التاريخ قد أثبت على إن من راهن على الظلم والبطش و الحرمان للشعوب قد خسر دون أدنى شك0 أليس الأفضل لأي نظام حاكم في العالم أن يسلك سبيل الحق والعدل والمساواة بين شعبهم والعمل من أجل تحقيق تطلعاتهم في العيش والحياة الحرة الكريمة بدلاً عن الظلم والعدوان والحرمان كي يعيش الجميع بسلام 0   







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=1192