أن أمراض السلطة تبدأ بغياب العدل الاجتماعي ، وفقدان الأكراد السلطة منذ زمن بعيد ، وأن سنوات القمع والاقصاء لم تتح لهم الفرصة للتعبير عن أفكارهم وتجسيد أطروحاتهم على أرض الواقع … واليوم يرى الكثيرون أن للكرد فرصة تاريخية لاستلام السلطة بعد سنين من الحرمان وتثبيت أقدامه في المشهد السياسي والبروز ككتلة يضمن توازنا سياسيا على المدى البعيد ويشيع مناخا من الديمقراطية والتعدّدية في ظل قوى تتقدّم بخطى ثابتة نحو أخذ مكانة يخشاها الكثيرون و لا ينبغي التفريط فيه دون أن يعني ذلك اقصاء الأخر وتهميشه وأن إيجاد حلول هذه المشاكل يتطلب عدالة اجتماعية .
ولكن الكل يركض وراء السلطة من مثقفين وسياسيين وحقوقيين وحزبيين ومستقلين،
حيث أصبح عدد القادة والرؤساء عددا كبيرا . اصبح الرأس أكبر من الجسم لذا يفقد التوازن وعدم استطاعته السير …؟؟؟
أن المثقفين والمستقلين مهما اكتسب من نضج لا يحمل بديلا سياسيا بل مؤسسات مجتمع مدني حقوقيا واجتماعيا وثقافيا قادرا على إيجاد الأجوبة الضرورية للمعضلات التي تتخبّط فيها بلادنا ، النخبة المثقفة قوة توازن ضرورية للحياة السياسية للحدّ من غطرسة قوى السياسيين والعسكريين . أما الإفلاس الثقافي وإيهام الآخرين بأن ثمة تجديد يطرحه من وقت لآخر من خلال بعض الإجراءات الهامشية السطحية، أو بعض الإعلانات التي توحي أو تعد من وقت لآخر ببداية مرحلة جديدة أو تبني فكرا جديدا، ولكن يكتشف الجميع بعد وقت قصير أن الأمور كما هي وأنه لم يعد هناك غير الفتور والملل والهروب من المسؤولية التاريخية .
و المثقف الكردي يشعر شعورا مبالغا بذاته ويتصور أنه متفرد وأنه شيء خاص جدا وأنه محور الكون وأن لديه ملكات لا يملكها غيره وأنه جدير بكل الحب والاحترام والتقدير، لذلك يحاول أن يضع نفسه حيث يراها فنراه يترك المجال الثقافي والاعلامي والحقوقي والمجتمع المدني ودوره ويتحولون الى سياسيين يركضون وراء كرسي في السلطة.
أما الراديكالية النقدية لهذه الممارسات للسياسيين ماهي نداء ببعض التنازلات أو الرشاوى السياسية…؟؟؟
ان المأساة ليس فى القاده السياسيين وحدهم وانما فى النخبة المثقفة ووعي الشعب نفسه , واتسائل هل من الممكن هذا الشعب يدخل القرن الواحد و العشرين أسيرا دون برامج وسياسات ومجتمع مدني و ينخر اوصاله الفقر … اين هى الطبقه المثقفه ؟؟؟ لماذا فشلت فى كسب تاييد الشارع الكردي؟؟؟ ولماذا تخلت عن دورها ومسؤلياتها فى هذه المرحله العصيبه من تاريخ أكراد سورية؟؟.. خلف الكواليس تدور رحى وصراع بين القوى الرجعيه للهيمنة على الساحه السياسيه لاعلان طبخه يؤمن كل طرف منها مصلحته الشخصيه والحزبيه متناسين مصلحة الشعب