عفوا هذا ليس موعداً للصراع والانشقاق
التاريخ: الأربعاء 07 كانون الأول 2011
الموضوع: اخبار



  عمر إسماعيل

إن أكثر ما يميز الوضع الراهن للحركة الوطنية الكردية في سوريا عن الأوضاع السابقة هو ذلك التسارع المذهل نحو وحدة الصف والابتعاد عن الانشطار والانشقاق بجهود الخيرين من أبناء شعبنا الكردي في سوريا وفي الوقت الذي تلاحظ أيضا الآخرون على المستوى الإقليمي والدولي وتيرة متسارعة غير مسبوقة في تاريخهم ذلك التسارع الذي هو نتيجة مسيرة مستمرة تتغذى على نفسها مؤدية الى المزيد في كافة المجالات المتباينة نحو بناء حياة أمنه تفوح منها رائحة التضحية والكرامة الإنسانية وبالتالي لم نعد نستشف من بعض الأساليب سوى ثقافة التبرير بأساليب غير متجزرة في وطنيتها وقوميتها


وبالتالي تصبح اكثر حاجة الى مزيد مضاعف من السبل والوسائل الحضارية والرؤى المنسجمة مع المرحلة والمستجيبة لرؤى الجماهير ومزيد من التنبؤات والاحلام والصور لممكنات الغد المشرق كي نستطيع ان نقرر برشد ونختار بعقلانية فينبغي ان نستوقف اولا أي درب نسلك وأيهم هي الخطوة الاولية وهكذا يصبح الحدث والتنبوء والرؤى بضرورة استئصال المعوقات التي تغلغل في عمق كيان حركتنا الوطنية على حساب تجزئة جزء من شعب عريق عانت كثيرا ولم تزل تعاني من الجراح النازفة والكرامة المهدورة والحضور الغائب والمغيب .
واقرار الجميع باية صيغة وحدوية هو ذلك القرار الذي هو في صلب العمل السياسي الذي يمنح للنضال السياسي مشروعيته ويراهن على استمراريته وكسب ثقة الجماهير ويمنحها الثقل الثقيل في المجتمع الاقليمي والدولي منعة وعزة لا يستهان بها كون هذا القرار يظهر الترابط والتكامل والتفاعل والتاثير بين العمق النضالي وصون وتماسك الحركة الوطنية وضم اشلائها المتبعثرة تدريجيا من من مؤتمر وطني الى برلمان كردي منتخب ينبثق منه ضم كل الفصائل في كرة فولاذية متينة حيث بات يقينا للجميع انه لا يمكن لأي فصيل ان يناضل بشكل حضاري بمعزل عن بقية الفصائل مهما كانت قدرات هذا الفصيل او ذاك من قدرات بشرية وتنوع الاساليب النضالية ونوعية القوة المتحكمة فيها وآليات توازنها ما لم تستجب لقرارات المرحلة والتكيف بالواقع بمرونة .
وبالتالي مهما بدت الآفاق مسدودة ومهما تجبر الطواغيت ومهما دست الانظمة الفاقدة لشرعيتها من سمومها القاتلة ومهما انزلقت المصالح الخاصة نحو الحضيض فالضرورة الوطنية والقومية ومستلزمات المرحلة تحتم على جميع الفصائل تحطيم الحواجز والمعوقات الجسام والسدود المنيعة التي تحد من التقارب وتعطل تفعيل الرؤى بسياسة حكيمة كي تقف الحركة على قوامها  وتختار لنفسها بنفسها وبالتالي فما على الآخرين سوى ان يختاروا لها مصيرها ويخططون لها بما ينسجم مع أهدافهم ومصالحهم وتطلعاتهم في الوقت الذي يكون فيه مسؤولية لم الأشلاء المبعثرة واحتضانها في كيان الحركة وصون هذه الحركة من أي تمزق قد يعتري جسدها شاملة بمستويات عالية من المسؤولية الوطنية فان أصحاب القرار مسئولون أكثر ليكونوا صورة شاملة واعية من هذه الحركة التي باتت منزلقة الى الهاوية ومبعثرة هنا وهناك فعليهم ان يحددوا ويوضحوا بدقة اهمية الحركة ودورها الذي يمكن لهذه الحركة الوطنية ان تقوم بها في اطار التطورات القائمة والاحداث المحتملة كون هذه الحركة الوطنية في المرحلة الراهنة وما تحمله من عبء التحديات لا يواجه فقط مجرد اختيار بسيط تتعلق بالمصالح الخاصة وضروب الوطنيات والمحسوبيات وشروط استباقية وبروز شخصيات او اختيارات بين الوحدة من اجل الوحدة او الانعزال وبين التواصل المتقطع والانزواء والتقوقع بل ان الحركة الوطنية تواجه اختبارا مصيريا بين البقاء في هذا العالم والقيام بدور حضاري فاعل بمستوى المسؤولية النضالية الراهنة يحقق فيه الامن والسلام والاستقرارا وان تواجه الفناء والموت المخلد وتؤول الى حركة رهينة لأطماع الاخرين ولتضعف امام الاحداث المحتملة التي قد تعصف بها وتتقاذفها مع ادراج الرياح العاتية في عالم يزداد قوة ومنعه غير مسبوقة من المعطيات والمنجزات .
بل ان عملية التحديات التاريخية هي اعادة الحركة الى مركز توازنها وكيفية تحقيق هذه الوحدة هو تحقيق لمشروع وطني قومي ونهضوي وحضاري يعطى للنضال أبعاده السياسية وكيفية تعاملها مع المعطيات الإقليمية والدولية التي تمثل السياق الموضوعي لحركتنا الوطنية ومسيرة تطورها الاجتماعي والحضاري وتوظيفها لمصلحة المشاريع القومية الحضارية وبإرادة سياسية واعية وفاعلة وقيادة سياسية حكيمة عقلانية قادرة على كسب الجماهير وتحقيق المعجزات وبالتالي فنحن جميعا من أي موقع نحتله ومن أي فصيل ننتمي اليه مطالبون اكثر من أي وقت مضى ان نطرح على انفسنا من جديد سؤال المصير والوجود , سؤال الحاضر والمستقبل هل نترك الاخرين ليصنعوا لنا مصيرنا ويقرروا نوعية نضالنا وطبيعة توجهاتنا ومضمون وعينا وتحديد مسارات نضالنا ورسم مستقبلنا ومرتكزات نضالنا او ان نكون شركاء مساهمين وفاعلين في صنع حاضرنا ورسم معالم مستقبلنا وترسيخ المبادىء وترفعها منسجمة مع الحق والعدل والمساواة الوطنية . وكقانون عام فان الكل نتاج ضم الجزئيات  وهو قانون علمي وواقعي يشمل جميع التحولات السياسية والاجتماعية والبيولوجية والجيولوجية والحيوية .... وتتجلى عظمة الخالق في خلق الكون والمخلوقات بالتدرج والتسلسل وان انجاز كافة الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا هو حق مشروع وقد ناضل من اجله بكل فخر واعتزاز آباءنا واجدادنا ولنا الحق في تقرير مصيرنا وفق أي قانون دولي والدساتير والانظمة المتبعة في العالم الحديث فهو هدف سامي يحلم به جميع ابناء الشعب الكردي في الشرق الاوسط وهو هدف الجميع كمرحلة حتمية ولكن يتطلب مراحل , فالسابق هو خطوة بداية للتالي وكما ان التالي هو توسيع للسابق ومكملا له وهو نهاية لعدة تحولات سابقة مهيأة فلا يعقل ان نطرح الشعارات الكبيرة ونرفض أو نحارب المؤتمر الوطني الذي مثل أكثرية الأحزاب وأغلبية الوطنية فانا أرى إن اليوم ليس موعدا للصراع والانشقاق بل بناء البيت الكردي الموحد يضم جميع طاقات الشعب الكردي من اجل تامين كامل حقوقه الوطنية والقومية , بالتالي فالإخوة الذين يحاربون المؤتمر الوطني ويضعون الصراع وانشقاقات جديدة في الجسد الكردي الواحد في صدارة أولوياتهم ويتجاهلون بمراحلها الجزئية والحتمية انما يكرسون التبعية العمياء لرفاقهم وتفعيل سياسة التغريب وخلق اختناقات سياسية محاطة بقوس من الأزمات كزرع اليأس والإحباط والفشل في النفوس وتحويل الممكنات إلى مستحيلات وخلق جمود فكري والى غيرها من الاشتقاقات كالهروب من المسؤولية النضالية ومعالجة التشدد بالتشدد وليس بالحوار وعدم الإيمان بمراحل التطور ورفض الإتيان بحالة من الاستقرار وتداول السلطة السياسية بين مختلف الفصائل  بشكل تشاركي اخوي تعد المرحلة البدائية والحتمية لنضال هذا المؤتمر الوطني ولكي تذهب الى الحوار مع الآخرين قويا بوحدتك النضالية وحقوقك العادلة من جهة أخرى وبهذا ستكسب ثقة الآخرين وتؤمن الحقوق كاملة .
ومن المؤكد ما أشير إليه ليست اتهامات باطلة تطلق جزافا بل هي ممارسات بعض الاشخاص  في كل محاولة يطرح فيها سبل الوفاق والتقارب تحقق لهم الحصانة القيادية على حساب قضية شعب بكامله فهم اذا وبلا شك رواد التاويل للتعددية والضالعون في الاتيان بحالات التجزئة والتشتت بغية تحقيق ماربهم وبروز شخصياتهم التي هي في الحقيقة الواهية , ان هؤلاء رواد تاويل التعددية المفرطة والضالعون في تمزق الحركة وتشتتها انما يوسعون من دائرة الانقسام بالقدر الذي لا يمكن لاي نظام مستبد ان تحققه .
وأخيرا في الوقت الذي قد تنفسنا فيه الصعداء كمرحلة بدائية اذ نبارك مساعي وجهود جميع الخيرين من قادة الفصائل والوطنيين على هذا الانجاز التاريخي كخطوة لعقد هذا المؤتمر الوطني لا شك ان هذا المؤتمر تعبير صادق عن صدق نوايا هذه الفصائل وقدرتهم لتحويل المستحيلات الى ممكنات وتحويل اليأس والاحباط والفشل الى الامل والحقيقة واقولها
:ايها الكردي الحر اليوم ليس موعدا للصراع والانشقاق وتنفيذ مشاريع انشقاقية من خارج الحدود انما هو موعد النضال الحقيقي في الساحة والشوارع والازقة وبصمود امام الاستبداد من اجل نيل الحقوق الوطنية والقومية للشعب الكردي   .









أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=10941