مقابلة مع وزير خارجية ألمانيا غيدو فيسترفيله
التاريخ: الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2011
الموضوع: اخبار



  سيروان حاج حسين - برلين

معالي وزير الخارجية فيسترفيلى، إن الحكومة الألمانية تسعى لزيادة الضغط الدولي على نظام الأسد. ما هو الشكل الذي يمكن لهذا الضغط أن يتخذه؟

لقد وافقنا في الاتحاد الأوروبي حتى الآن على تسع حزم من العقوبات من أجل إنهاء القمع الدموي في سوريا. كما يعد تصعيد الضغط بشكل واضح على نظام الأسد الآن أيضا من قبل جامعة الدول العربية إشارة قوية. كل ذلك يمنح جهودنا المستمرة لدى الأمم المتحدة دفعة جديدة. فنحن نريد إرسال إشارة واضحة هناك أيضا لشجب العنف الذي يمارسه النظام السوري.


لماذا لم يتخذ المجتمع الدولي (الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأمريكية) خطوات ضد النظام السوري في وقت مبكر؟ لماذا لم ينجح حتى الآن في إيقاف سفك الدماء في سوريا؟ هل يمنعه من ذلك عدم المعرفة بمن سيأتي بعد بشار الأسد؟

موقفنا كان ومازال واضحا: يجب أن يفسح نظام الأسد أخيرا الطريق لتنمية ديمقراطية وأن يتوقف فورا عن استخدام العنف ضد المدنيين. لذلك نبذل جهودنا في جميع المحافل الدولية من أجل عزل القيادة السورية. وفي الوقت ذاته نقوم بتقوية المعارضة السورية. لقد قابلت قبل وقت قصير السيد برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري في برلين وأكدت له على الدعم الألماني لمسعى إحداث تحول ديمقراطي في سوريا.

فرض الاتحاد الأوروبي العديد من العقوبات على سوريا. ماذا يجب أن يحدث لكي يسحب الاتحاد الأوروبي سفراءه من سوريا؟ ولماذا لا يزال السفير الألماني في دمشق؟

سفيرنا موجود حاليا في برلين للتشاور.

ما هو مدى واقعية احتمال إقامة منطقة حماية دولية على الحدود السورية التركية؟ وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه كل من تركيا وألمانيا في هذا الصدد؟

إن وضع الناس في سوريا مأساوي. لذا فنحن ندعم منهج جامعة الدول العربية في إرسال مراقبين دوليين إلى سوريا. يجب على سوريا كذلك السماح أخيرا بدخول لجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة. وسوف نواصل تصعيد الضغط السياسي والدبلوماسي على نظام الأسد في جميع المحافل الدولية. وسيكون دور شركائنا الأتراك في هذا الصدد كجيران مباشرين لسوريا جوهريا. وعلى العكس من ذلك يوجد هناك أسباب جيدة لعدم أخذ البدائل العسكرية بعين الاعتبار في أية هيئة دولية.

ألمانيا هي إحدى الدول التي تسعى إلى استصدار قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد سوريا. ولكن فشلت كل المساعي حتى الآن بسبب روسيا والصين. ما هي في رأيكم أسباب هذا الموقف الممانع؟

إنه بالتأكيد ليس مفخرة بالنسبة لمجلس الأمن أنه لم يتم حتى الآن التوصل إلى قرار بشأن سوريا، لكن النظر إلى الخلف قلما يساعد. إنني أنظر إلى المكان والزمان الحاضرين. لقد أحدثت جامعة الدول العربية بموقفها الواضح بشكل ملحوظ تجاه سوريا زخما جديدا، ونحن يجب علينا استغلاله. يجب الآن على أولئك الذين كانوا رافضين لرد فعل قوي للمجتمع الدولي أن يعيدوا التفكير في مواقفهم.

كيف تقيمون المعارضة السورية؟ هل ستعترف ألمانيا بالمجلس الوطني السوري الذي أنشئ في إسطنبول كحكومة انتقالية؟

أرحب بالغ الترحيب بالتشكيل السياسي التدريجي للمعارضة السورية. لقد كان إنشاء المجلس الوطني السوري قبل بضعة أسابيع في إسطنبول إشارة هامة تهدف إلى تقريب التيارات المختلفة بشكل أقوى. لذا نقوم بتوسيع تواصلنا مع المجلس الوطني بشكل منهجي وندعمه في جهوده من أجل دولة سورية ديمقراطية وسلمية وتعددية وعلمانية.

تدعم ألمانيا العراق في عملية إعادة البناء والدمقرطة. ما هو مدى رضا الحكومة الألمانية عن التطورات في العراق، خاصة في إقليم كردستان؟ أين توجد تطورات إيجابية، وأين توجد نواقص؟

في طريقها الصعب نحو الديمقراطية تقدمت العراق بشكل جيد. لا يجب أن يحيد الناس في العراق عن طريق إعادة البناء والمصالحة رغم العمليات الإرهابية المتكررة. يكلف هذا بالطبع الكثير من الطاقة والقدرة على التحمل، كما يتطلب التضامن الدولي. ستبقى ألمانيا شريكا يعتمد عليه على هذا الطريق. لقد قدمنا منذ عام 2003 ما يقارب 400 مليون يورو من أجل المشاريع المختلفة وقمنا بإعفاء العراق من ديون بقيمة 4,7 مليار يورو. كما أننا نقدم مساعدات عملية تمتد من إعادة إدماج اللاجئين الداخليين إلى تعليم الدبلوماسيين والقضاة.
تطورت إربيل بفضل الوضع الأمني الجيد لتصبح أهم مركز للاستثمارات الدولية في العراق. كيف تقيمون هذا التطور؟

لقد ازداد الوضع الأمني في كردستان العراق في السنوات الماضية استقرارا. يستفيد التطور الاقتصادي من ذلك حاملا معه فرصا أيضا للشركات الألمانية. بالنظر إلى هذا التطور الإيجابي قمنا بتقليص التحذير الساري المتعلق بالسفر إلى العراق بالنسبة لإقليم كردستان العراق.

لقد ازداد التأثير الإيراني بشكل مستمر في العراق في الأعوام الأخيرة. ما هو تقييمكم لهذا التطور؟

إن العراق هو ديمقراطية شابة تقع في محيط حساس استراتيجيا. لهذا السبب بالتحديد يجب أن يعنى الجيران أيضا بوجود دولة عراقية مستقرة وديمقراطية ومزدهرة. لذلك أراهن على دعم دول الجوار للعراق على هذا الطريق الصعب والضروري في الوقت ذاته.









أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=10869