قراءة سريعة في مقررات المؤتمر الكوردي...
التاريخ: الجمعة 28 تشرين الاول 2011
الموضوع: اخبار



دهام حسن

إن قراءتي هذه معتمدة على الخبر المنشور في موقع ولاتي مه والموسوم بـ(ملخص لمقررات المؤتمر الوطني الكوردي....)

مع هذا الاستهلال أقول، أنني لا أستطيع دون قناعة أن أغالط نفسي بتهنئة الذين حضروا المؤتمر، ومباركتهم بهذا (الإنجاز الكبير) كما جرت العادة، حتى أن أحد الأتباع الأمعة وصفه بـ(المؤتمر البشرى) كيف خالجه مثل هذا الشعور، هذا الفرح الطفولي لا أدري، ومردّ ذلك باعتقادي ليس سوى غبش الرؤية لديه، والأمية والجهل بالسياسية، والقراءة الخاطئة للأحداث..


في مستهل تعقيبي على بنود مقررات المؤتمر، أقول أن المؤتمر كمشروع جاء وعلى رأس مهامه أمران أولهما: الظهور بأنه في حل من أي التزام تجاه قوى المعارضة الوطنية -إعلان دمشق، المجلس الوطني، هيئة التنسيق- ثانيهما أنه دعا إلى الحوار مع السلطة.. إلى جانب أمور أخرى أقل أهمية، وإن بدت لها (طنة ورنة) كحق تقرير المصير، أو التحايل على ذكاء القارئ المتابع بعبارات تطلق دون اكتراث أو فهم واستيعاب ماذا تعني أو تتطلب تلك العبارة كقولهم (تبنـّي الحراك الشبابي) أو العمل لصياغة دستور جديد..
في الفقرة السابعة من المنشور الصادر عن المؤتمر والمنوه عنه أعلاه، وتأكيدا على تفسيرنا لما قلناه ورد ما يلي:
7- (تعليق عضوية أحزاب الحركة الكوردية في هيئات وأطر المعارضة السورية لمدة شهرين ريثما تتشكل كتلة كوردية موحدة)..
هذا يعني بداية أن المؤتمر هو الهيئة المخولة لتمثيل الكورد، وهذا تجاوز على الحقيقة، كان الأجدر بهم أن يسموا (مؤتمر لأحزاب كوردية) بدلا من تسمية (المؤتمر الوطني الكوردي) لأنه من الخطأ التظاهر وكأنه يمثل الجميع، هذا من جانب، ومن جانب آخر فكأنهم يخاطبون (عبد الباسط سيدا، كاميران حاجو، عبد الباقي يوسف ..) وسواهم في المجلس الوطني وسواها من الهيئات المعارضة، بأننا في حل من هذه الهيئات لمدة شهرين إلى أن نفرز عناصر أخرى من المؤتمر الكوردي الراهن ليمثلونا من جديد.. فتصوروا أية لعبة خبيثة يلعبها هؤلاء المخططون الأذكياء منهم، لتنطلي اللعبة على من دونهم مرتبة وذكاء، وينحصر دورهم بالموافقة برفع أياديهم..
جاءت الفقرة الخامسة من المنشور نفسه بالنص كما يلي: (مع ملاحظة بعض التداخل أو الأخطاء المطبعية ربما، كرقم التسلسل من المصدر..) جاء كالتالي:
5-(تبنـّي الحراك الشبابي الكوردي السلمي واعتباره جزءا من الثورة السورية السلمية)..
ترى أيدرك المؤتمرون ما ترمي إليه هذه الصياغة (تبنـّي الحراك الشبابي) سوى المشاركة الفعالة بالحراك، وتبني شعار الحراك بإسقاط النظام، واعتبار هذا الحراك ثورة، علما أنهم يخططون للحوار مع النظام، فكيف يمكن الجمع بين المتناقضات، فالمنشور في مستهل فقراته، يطلق على الحراك اسم ثورة، وأعتقد أن ذلك لم يكن عن قناعة وإنما أخذ من الكلمة (ثورة) معناها اللغوي لا كمصطلح سياسي فقد جاء في الفقرة الأولى:( 1- ما تشهده سوريا هي ثورة سلمية).. ونقول لهؤلاء ها أنكم أجمعتم على أن الحراك الشبابي هو ثورة..
الفقرة أو البند الرابع من المنشور ورد بالنص ما يلي:
(4- العمل من أجل التغيير البنيوي للنظام ومرتكزاته السياسية والقانونية والفكرية)
ما المقصود بالتغيير البنيوي.. ثم ما هذه المرتكزات السياسية التي ستقوم الحركة الكوردية بتغييرها، ثم ما هي المرتكزات الفكرية التي ستقوم حركة الأحد عشر تنظيما بتغييرها، ليس هنا من شيء يمكن الوقوف عنده سوى اللعب بالألفاظ.. ماذا تريدون أن تقولوا لحزب البعث  نحن ضد مرتكزاتكم الفكرية.. فأين الحرية والديمقراطية التي ينادي بها الشباب، وأنتم قد تبنيتم حراكهم السلمي..
جاء مكررة مملة عبارة (العمل من أجل صياغة دستور جديد..) لأن هذا الطرح جاء من سائر الأحزاب الوطنية حتى تمت مداولته داخل مجلس الشعب فما الجديد..
في أحد البنود جاء ما معناه .. العمل من أجل الاعتراف الدستوري بحق الشعب الكوردي في تقرير مصيره، ثم التخير لاحقا بين الفدرالية والحكم الذاتي.. هذا الطرح ولد أمرين اثنين.. أولا أن المؤتمرين غير جادين في تناول المسائل المصيرية، ففي سهرة المؤتمر تخلى معظم الأحزاب عن برامج مؤتمراتها، وتمسكوا بحق تقرير المصير، أي حق الانفصال، كيف تم ذلك بالله عليكم، هكذا بسهولة تخليتم عن برامج عملتم عليها سنوات هكذا بقعدة في القبو تخليتم عن كل تلك البرامج.. قد يتفلسف بعضهم أن حق تقرير المصير ليس بالضرورة الانفصال، لكن أقول أيضا أنه لا ينفي هذا الحق، هذا من جانب ومن جانب آخر نقول أن هذا بند خطير كنا نتمنى أن تتمهل الأحزاب في تقريره، ما نخشاه هو دق إسفين بين الحركة السياسية الكوردية وحلفائهم الطبيعيين وهم من العرب في المعارضة وخارج المعارضة، قبل أي اعتبار آخر.. كنا نتمنى من بعض العقلاء أن يمارسوا تأثيرهم الأدبي، حتى لا يشتط بعضهم في رفع عقيرتهم بالشعارات الزاعقة’ لكن هؤلاء أنفسهم عادوا ربما إلى المربع الأول، أقصد الصديقين طاهر سفوك وعزيز داوي، هذا ما ذكرني ببيت للمعري وكأنهما يتمثلانه..
ولما أن تجهمني مرادي  ***   جريت مع الزمان كما أرادا
ثمة نقاط أخرى يمكن التعليق عليها إيجابا أو سلبا، كان من الطبيعي أن لا يتجاهلها المؤتمرون لكن لن نقف عندها، ما يهمنا هنا هو القول أن لا أحد يزعم بأنه مستقل، أن هؤلاء (المستقلين) هم مخارج أحزاب بهذه الطريقة أو تلك..
جاء عقد هذا المؤتمر إمعانا في إقصاء عناصر جديرة في الحركة الكوردية على رأس تنظيمات نشطة، أمثال عبد الرحمن آلوجي، فيصل يوسف، المرحوم مشعل تمو..
الظروف غير الصحية لبعض هذه التنظيمات دفعتها لهذا المؤتمر، من ذلك الضعف العام لبعضها، فمنها في طريقها إلى الانشطار.. ومنها من تنام على خلافاتها، ومنها، بسبب ضعفها العام ترى لها موطئ قدم في هذا المؤتمر..
الترهل والمرض في بعض القيادات والضعف العام دفعهم لينداروا إلى بعضهم لعقد مثل هذا الحلف في المؤتمر وكأنهم في حلقة الدبكة ولسان حالهم يقول: (نعيش معا ونموت معا)..







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=10514