الكورد يعيشون على أرضهم وليسوا مهاجرين يا غليون (بيان بشأن تصريحات برهان غليون على قناة دي دبليو الالمانية)
التاريخ: الخميس 27 تشرين الاول 2011
الموضوع: اخبار



يمتد تاريخ الكورد في سوريا الحالية إلى ما قبل التاريخ حيث الكورد هناك كانوا جزئاً من السوباريين والذين    كانوا يعرفون بالهورو Huru. وقد شكل الحوريون مع قبائل كوردية أخرى مملكة ميتاني حتى عام  732 ق.م . وبعدها شكل الميديون امبراطوريتهم التي شملت ضمنا كوردستان سوريا. كما أن الآثار التي أكتشفت حديثا في محافظة الجزيرة " الحسكة " من المملكة الهورية الميتانية القديمة لها دلالاتها البينة على أن هذه المحافظة بأرضها و سكانها هي كوردية وتعود الى ممالكهم القديمة ومن هذه المواقع :تل براك ، تل موزان وتل الفخيرية. وبعد نشر الدين الاسلامي  فى المنطقة و خاصة في العصرالاموي و العباسي كانت المناطق الكوردية على شكل امارات تابعة اداريا لعاصمة الخلافة فى تلك الفترة .


ومن المعروف أن الدعم الكوردي للزعيم صلاح الدين الأيوبي كان يأتيه من جميع أنحاء كوردستان. كما  انشئ الكورد العديد من الامارات المستقلة في التاريخ، وحتى ضمن السلطنة العثمانية كالدولة المروانية والشدادية والروادية والسورانية، الحسنوية، و الدوستكية وامارة اردلان و امارة باهدينان و امارة بابان، وغيرها 
لم تكن منطقة كوردستان سوريا (منطقة الجزيرة الكردية) يوما من الأيام من بين مطالب القوميين العرب لا فى مراسلات حسين- مكماهون ولا خلال العهد الفيصيلي فى سوريا و حتى من قبل القوميين العرب فى عهد الانتداب الفرنسي ففي عام 1939 قطعت فرنسا من الشام سنجق اسكندرونة ذات الغالبية العربية والحقتها بتركيا الكمالية وفي الوقت نفسه اقتطعت من كوردستان الشمالية (كوردستان تركيا الان) قسما كبيرا من اقليم الجزيرة الكوردي واضافته الى سوريا اذ حددت المعاهدة الانكليزية الفرنسية التركية التي أبرمت فى لندن 9/3/1921 و التي عدلت مرتين حيث أعطيت لتركيا مناطق ذات أغلبية سكانية عربية (اسكندرون) واعطي لسوريا ثلاث مناطق ذات أغلبية كوردية وهذه المناطق هي كوباني وعفرين والجزيرة (هذه المناطق داخل سوريا ليست متصلة الواحدة بالأخرى ولكنها تكون  امتدادا متواصلا مع كوردستان تركيا و هذا طبيعي لانها اقتطعت منها.)
و امعانا فى طمس الهوية والوجود الكوردي فى المناطق الكوردية عمدت الحكومات البعثية المتعاقبة عند استيلائها الى القيام بمجموعة من الاجراءات العنصرية التي بدأت من الاحصاء الأستثنائي وتجريد أكثر من مئة و خمسين ألف مواطن كوردي من الجنسية السورية ومرورا بالحزام العربي ومن ثم الاستيلاء على الاراضي وجلب العوائل العربية للمنطقة لاسكانهم فيها و اعطائهم الاراضي التي تم سلبها من الكورد بالقوة و حرمان الكورد من جميع حقوقهم الثقافية وكما عملوا على اتباع سياسة ممنهجة هدفها تهجير الكورد من مدنهم ودفعهم للهجرة الى أشرطة الفقر فى المدن الكبيرة (حلب و دمشق ).
الا أن براقة الأمل فى دخول عهد جديد يتمتع فيه المواطن السوري بجميع حقوقه السياسية و الثقافية والاجتماعية

والاقتصادية ، كانت عند اندلاع الثورة السورية فى 15/03/2011 حيث قرر جميع السوريين بمختلف انتماءاتهم المشاركة فى الحراك الشعبي لانهاء حكم البعث وعائلة الاسد القائم على الاستبداد والعنصرية واقصاء الاخر ونهب ثروات البلاد. وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على استباحة الدم السوري من قبل أزلام عائلة الاسد وشبيحته لاتزال المعارضة السورية أبعد ما تكون عن الحكمة والعقلانية السياسية اذ تبدو وكانها ترث ارث البعث فى  العنصرية واقصاء الاخر و العمل على تزوير الحقيقة والتاريخ. وفى مقابلة مع السيد برهان غليون على قناة  دي دبليو الالمانية بتاريخ 26/09/2011 وفي اجابة على سؤال عن خشية الكورد من الطرح العروبي من طرف المعارضة العربية فأجاب غليون عن الأسئلة بعبارات مثل :

" حصل مبالغة في قضية بعض الإخوة الأكراد الذين رفعوا فكرة أن تكون الجمهورية السورية بدل الجمهورية العربية السورية لكن.. طبعاً سورية دولة عربية .. يعني هدا ما فيه نقاش .. ليس هناك نقاش حول أن سورية دولة عربية لأنو أغلبية السكان عرب.. الأكراد والاقليات الأخرى، حالهم حال المهاجرين الآسيوين والمسلمين إلى فرنسا... هناك اليوم الكثير من المسلمين والآسيوين في فرنسا ولكن تبقى فرنسا فرنسية.... فليس النقاش حول هوية سوريا..لا يكمن أن تقول للعربي السوري إنو إنتو لازم تنفوا كونكم عرب.. هذا بيصير !؟.. دخلنا في الجدار". 
تتوجه المعارضة السورية نحو الجماهير بخطاب منمق وشعارات رنانة من قبيل: الديمقراطية والتعددية وهل جملة غليون" طبعا سوريا دولة عربية، يعني هذا ما فيه نقاش " تتفق مع أدنى معايير الديمقراطية والتعددية ؟ القضية الكردية فى سوريا هي" قضية أرض وشعب " بالنسبة لاكثر من أربعة ملايين كوردي سوري  و أن أي أية خارطة طريق بالنسبة لسوريا قد لا تستند الى هذا المبدأ، لن تجد الطريق. وبماذا يختلف كلام غليون حول الكورد عن كلام الاسد حينما يشبههم بمهاجري وينفي انتمائهم لأرضهم التاريخية كوردستان، فهل نحن ندعم معارضة للسلطة أم معارضة على السلطة. وهل الانتماء الى الجمهورية السورية ينفي العروبة عن أحد ؟! أو ينفي الكوردية أو الاشورية عن أحد ؟! أليست هذه التسمية تفتح باب المواطنة على مصراعيه أمام الشعب السوري التعددي.

 لذا فاننا فى اتحاد تنسيقيات شباب الكورد فى سوريا ندين استمرار غليون على خطا  البيانوني هذه اللهجة العنصرية والاقصائية ، شخص يترأس المجلس يجب أن يكون أكثر لملمة بالتاريخ و تعددية بلاده وضع الشعب الكوردي خصوصا والسوري عموما ثقته فيه وعمل على دعمه. وانطلاقا من ذلك فان شخص برهان غليون لا يمثلنا ونطالب بتنحيه عن رئاسة المجلس وتولي شخصية أخرى تؤمن حقا بمبادئ الديمقراطية و التعددية هذا المنصب. كما أننا ندعوأعضاء الكتلة الكوردية فى المجلس الى ادانة تصريحات غليون والمطالبة بتنحيه و عدم استثناء أي اجراء أن لم  يتمثل المجلس لهذا المطلب من الكتلة الكوردية .

 اتحاد تنسيقيات شباب الكورد فى سوريا






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=10501