أحزاب كردية برسم الإيجار
التاريخ: الأثنين 17 تشرين الاول 2011
الموضوع: اخبار



احمـد قاسـم

  كل شيء في سوريا وفي ظل حكومة البعث قابل للمناقشة عدا عن إسقاط النظام ، حيث شرع الرئيس في خطابه، أن هناك أخطاء ترتكب ، وأن التراكمات الماضية تلقي بظلالها على حاضرنا علينا أن نأخذه في الإعتبار وأن نفتح أبواب الحوار بين المجتمع للتشاور والمشاركة في تحقيق الإصلاحات التي قررتها في أوقات سابقة لكن الظروف وقفت عائقاً في تنفيذها ويبدوا أن، آن الأوان أن نبدأ بتشكيل لجان للدراسة والتمحيص لوضعها برسم التنفيذ. وها نحن خطونا الشهر السابع ودخلنا في الثامن منذ بدء الإنتفاضة الشعبية ، حيث ترتكب مجازر بحق الشعب والمنتفضين تجاوزت ثلاثة آلاف قتيل وعشرات آلاف من الجرحى والمصابين، وتجاوز المعتقلين من مئة الف معتقل، ومساحة سوريا اصبحت ساحة مفتوحة لإرتكاب الجرائم بحق شعب عزل يطلب الحرية والكرامة، وبشار الأسد إلى جانب إرتكابه لهذه الجرائم بحق الشعب، منشغل في دراسة وتمحيص مراسيمه الإصلاحية التي لم تنتج إلا مزيداً من القتل والتنكيل بالمتظاهرين السلميين.


       نتيجة لما تجري من مآسي في سوريا تحركت الأحزاب والقوى الديمقراطية من الشخصيات المعارضة لهذا النظام المستبد استجابة لنداءات المحتجين لتشكيل إطار سياسي يمثل الحراك الشعبي في الخارج، ولوصول حقائق مايجري على أرض سوريا إلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان. وأن كل المؤتمرات واللقاءات بين ما سميت بالمعارضات السورية كانت في دائرة البحث عن كيفية الوصول إلى إطار سياسي يلبي نداءات الشارع السوري ودعماً لإنتفاضته الثورية من أجل التغيير الديمقراطي باقل التكاليف، وكانت حصيلة تلك المؤتمرات ، تشكيل مجلس وطني سوري يكون بديلاً في حال سقوط النظام. 

      ونتيجة للتطورات على الساحتين الداخلية والخارجية، تتجه الأوضاع نحو منحى خطير قد ينسف البلاد بأكمله إلى نحو مجهول. أما الغريب في الأمر أن بعض من الأحزاب الكردية تعرض نفسه لأخذ دور مشبوه في الساحة السياسية السورية والكردية منها بشكل خاص، حيث أن بعض الأحزاب لايتجاوز مناصروه عدد أفراد عائلة سكرتيره الموقر. يتجولون ليلاً نهاراً في زوايا المقاهي وصالونات الفنادق على حساب مدفوع لتأدية خدمة جليلة لهذا النظام الذي دخل في مخاض السقوط. وإلا ما هو سبب غيابهم الكامل عن كل ذلك الحراك خارج سوريا، والنشاط الكثيف من قبل المعارضة السورية وبمشاركة ضعيفة من الكرد الذين يحاربون أصلاً من قبل هؤلاء الأحزاب الذين لا يختلفون عن أحزاب (الجبهة الوطنية التقدمية) في آدائهم للواجب الوطني، أو في أحسن الأحوال يشبهون جماعة قدري جميل و جبهته التحريرية المزعومة. والأنكح من ذلك يرددون ليلاً نهاراً أن المعارضة تهمشهم في كل لقاء أو مؤتمر حيناً، أو لاتعترف بحقوق الكرد اصلاً ...حجج لاتقل في تشوهاتها للحقائق عن حجج ومبررات النظام لإبادة شعب من أجل البقاء. إن من يناضل من أجل الحقوق عليه أن يستعد لدفع ثمن الحصول عليه، وإلا تمثله على أنه يناضل من أجل الوصول إلى تحقيق آمال الشعب الكردي في الوسط الكردي دون أن يتجاوز خطوط الحمر للنظام، فإنه إما واهي أو ساذج أو كل بطولاته اللفظية لاتتجاوز حدود العرض والطلب لأداء دور ليس للكرد فيه مصلحة .         ومنذ سبعة أشهر يرفعون شعار المؤتمر الوطني الكردي ليختفوا تحت هذا الشعار الذي آمن شعبنا بأهميته لتوحيد الصف الكردي من خلال تشكيل مرجعية كردية تدير وتشارك الأزمة في البلاد، وتقود من  الصفوف الأمامية هذا الحراك الشعبي، كما قام بمثل هذا الدور إخوتنا في كردستان العراق من أجل التغيير والديمقراطية. وإلا كيف ستكون شريك المستقبل بعد سقوط النظام، إن لم تشارك في آليات سقوطه؟
       وعلى كل حال، أن التنسيقيات الكردية والعديد من الفصائل السياسية ، بالإضافة إلى العديد من النخبة المثقفة الكردية لم يتأخروا عن واجبهم لأداء دورهم القومي والوطني في أول يوم من أيام الإنتفاضة، وأن المناضل مشعل تمو كان ضحية لذلك الموقف المشرف، وأن ملايين من الكرد يسيرون في نفس الإتجاه الثوري إلى أن يسقط النظام ويتحقق أحلام الكرد في دولة ديمقراطية تعددية، تثبت حقوق الكرد دستورياً في مشاركته الفعلية في إدارة الدولة بكافة مؤسساتها ، على أنه المكون الثاني والأصيل من مكونات الشعب السوري. أما الأحزاب الذين عولوا على السلطة والمراهنة عليها يبدو أن ذاكرتهم أكثر من الضعيف جداً وكأن الذي ارتكب المجازر في قامشلو واضطهد الشعب الكردي طوال خمسون سنة كان نظاماً آخر، فلا بأس أن يكون عدد من أحزابنا الكردية في صف السلطة كما نرى في الطرف الآخر من الشعب السوري ، أحزاب الجبهة وأحزاب ما يسمى بالإشتراكية واليسارية ، ففي حقيقتهم ينافسون البعث على العروبة وعدم الإعتراف بالآخر. لكن الحقيقة، ستقسط كل الرهانات على صخرة الثورة المظفرة التي تسقي أرض سوريا بدماء أبنائها وسيبقى هذه الأحزاب برسم الإيجار
كاتب وسياسي كردي سوري
 17102011.








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=10388