وعاد المُخَزَعْبلون * إلى دينهم ثانية ...!!!
التاريخ: الخميس 06 تشرين الاول 2011
الموضوع: اخبار



خليل كالو

  قال (ج ): "قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين" والكفر لغة هو التستر على حقيقة والكافر هو المتستر عليها ومن دواعي أسبابه هي أزمة الأخلاق الفردي والجمعي والإرث الثقافي. إن صراع الكرد تاريخياً مع الظلمة والاستبداد ومع ذاتهم هو أخلاقي بالدرجة الأولى قبل أن يكون سياسيا حينما أقصوا من الحياة العامة والسياسية وحتى هذه اللحظة لسنا بأفضل من ظلامنا من حيث المنهج والسلوك ولم تتوفر لدى الكثيرين ممن يتقدم الصفوف أخلاق الجماعة كشرط أولي ولازم للتعبير عن مدى الإخلاص قبل أن الإقدام على أي أمر حتى لو لاح في شكله الظاهري أنه مناضل بالكلام وسنوات الانتساب.


 سيبقى الأخلاق سيد الحكمة ومصداقية المرء قبل أي شيء آخر. فما نفع مناضل بلا أخلاق جمعي وما فائدة عمل لا  يبنى أساسه على قواعد أخلاقية ولا يقترن عمله بها وإلا سيبقى الحديث عن إخلاصه وتضحيته من أجل الآخرين محض كذب وافتراء وهراء. فنحن الكرد من خلال نخبنا أمام إشكالية وتناقض بنيوي ذاتي صارخ في هذه الأيام على الصعيد الفكري والتنظيمي والسياسي والثقافي والوعي الجمعي وتجسيد أخلاق الجماعة. كثيرون ممن يوهم بأنهم سدنة كعبات الكرد وإذا بهم أوثانا كالغرانيق* الأولى. لم يشفعوا يوماً كما كانت اللات والعزى والمناة الأخرى فصلواتهم وتكبيراتهم اليوم لا تسمن ولا تغني عن جوع وفوق كل ذلك يتمادى البعض من تلك الغرانيق في لامبالاتها وعبثها علناً إلى أن طالت كل قيم وثوابت المتحد كما فعل الوليد بن عبد الملك يوماً وهو خليفة بحرمة الكعبة وبحرائر مكة العرب حينما افترش سطح الكعبة مستمتعاً مع رهط من الفاسقين يرتشف الكأس حتى الثمالة وهن عراة يلفن حولها غصبا. 
 
غرانيقنا كغرانيقهم أوثان وخوابية خاوية لا نفع منها. فكم من غرنوق تغرنق ويتغرنق الآن وإن اختلف الزمان والمكان ولكن الطبع والسلوك والأخلاق والثقافة والتفكير أقرب إلى الشيطان (آهريمان) منه إلى الطبع الخلوق .فهذا النموذج الطفيلي حتى هذه اللحظة مدين لغياب حركة التنوير والحداثة من قبل المثقفين ولسذاجتنا ومشاعرنا وإلى ابتعادنا عن التقاليد الكردوارية إلى أن أصبح البعض أكثر كفرا من أبي جهل وأبي لهب في مواضع كثيرة في الوقت الذي كنا نحن الكرد بحاجة ماسة إلى نبي غير مسيلمة وأصحاب يجاهدون ضد فكرة التحزب والكفار المتحزبين والمنافقين ممن جعلوا من القضية مصدر رزق وارتزاق ووجاهة. كثيرة هي موضوعات الحقيقة وقد تتغير تبعاً للعادات والتقاليد والمفاهيم ودرجة التطور الاجتماعي والعلمي والمعرفي ولكن للكرد حقيقة وجدانية وتاريخية واحدة تعلو فوق كل حقيقة أخرى أو كاد وقد استعصت عليهم منذ زمن بعيد ولا يدركون كيف يصلون إليها لأسباب كثيرة وتأتي في مقدمة هذه الأسباب ثقافة الكفر والوجدان الكافر الذي يعشش في صدور النخب المؤتمنة لحقيقة الكرد كمتحد له كل الحقوق وعوامل الوجود عملا وما يستوجب فعله ....ولكن الذي يجري غير ما يشتهى وأن هناك من يعرف الحقيقة ولا يلفظها كالشيطان الأخرس ويقابله الكثيرون من هم شياطين ناطقة يملئون الشوارع الآن ويتاجرون وهم عباد الأنا والمصلحة وثبت خلال الشهور الماضية أن لا نفع فيهم فكرا وثقافة وإيديولوجية وتنظيما وشخوصا فأسسواً من جديد للوثنية السياسية والشخصانية وثقافة الإقصاء.
لا تنجز الأعمال الكبيرة وتنال الحقوق بالكلام والمؤتمرات الاستعراضية والسجل الذاتي المزيف. فبعد أكثر من ستة أشهر من الحراك السوري الدامي والعنيف لم نتبدل ولا بدلنا تبديلا أيHeval hevalê berê   ولا نعرف في أي منحنى نسير. الآن هي ذات الحركة السابقة ذو الإيقاع الرتيب ونفس الخطاب النشاز والخطاب نفسه بلا رصيد من شخوص بلا أرصدة أيضاً.إنها جاهلية العصر والاستهتار بالمصائر والانتحار على باب معبد آهريمان ..؟. لقد قالوا قديماً أن التاريخ لا تصنعه الشخصية النمطية والمهرجون وليس لهم هوى في المجد و نحن نقول لن يكتب أيضاً بيد من هو على الساحة الآن لأن من هو موجود لا يمتلك سمات ومميزات الصانع الحقيقي ولا يختلف عن الناس العاديين بل كل ما في الأمر أنه يعيش مع الأحداث وليس بمحرك وصانع لها. لذا يجب ألا يضع الكرد مستقبلهم في أيدي أناس غير موهوبين لا يؤمنون بمبادئ الأخلاق العامة للمتحد والأصول الحقيقية لعوامل وجوده وغير صادقين وعدم الاعتماد على طاقات وقدرات أشخاص أو مجموعات فاشلة قد جربوا طوال عقود من الزمن واكتشف مؤخراً بأن هؤلاء يدورون في حلقة مفرغة... كما علينا تجاوز قدسية وثقافة الغرانيق والأوثان والاعتماد على حركة طلائع الشباب شرط أن ينتظموا في أطر عصرية وتنقية الصفوف من راكبي الموجة وسدنة الكعبات الحجرية المتغرنقة  .
 
 * الخزعبلات :الأباطيل
 *الغرانيق ..الأصنام الرئيسية لقريش من اللات والعزى والمناة الكبرى.
   xkalo58@gmail.com






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=10203