كاوا أزيزي: مازالت الحركة تراوح مكانها لأسباب حزبية ضيقة لا ترتقي الى مستوى المسؤولية التاريخية المطلوبة منها
التاريخ: الثلاثاء 04 تشرين الاول 2011
الموضوع: اخبار



حاوره: زارا مستو
zarakobani@hotmail.com

كونك أكاديمي سياسي وقانوي, ومسؤول كوردي كيف تقرأ التغيرات التي تجري في منطقتنا؟

إن ما يجرى في منطقتنا , هو التغيير الجذري للمفاهيم وأسلوب الحياة وأنظمة الحكم, إنه تسونامي لن ينجو منه أحد –سواء بالسلم أم بالعنف أم بالتدخل الدولي .
إن ما يجرى في منطقتنا –هو ما جرى في أوربا الشرقية – حيث كنت شاهداً  ومشاركاً في أحداثها وتطوراتها  خطوة بخطوة .


إن ما يجرى في بلادنا هو انقلاب الشعوب على حكامّها الذين احتلّوا الحكم بالانقلابات العسكرية – إنها إعادة كتابة التاريخ , إننا ندخل التاريخ  من أوسع أبوابه . وسيشهد الشرق الاوسط الكبير جيل جديد من الساسة – ونموذج جديد للحكم –على الاغلب الأنظمة اللامركزية لتامين توزيع عادل للثروة والسلطة بين المركز والأقاليم .
إنه تغيّرات ستؤدي الى إظهار كافة مشاكل المجتمعات في الشرق الأوسط والتي انتظرت الحلول منذ عقود عدة – وكل محاولة لحل المشاكل العالقة كان الجواب –الحل العسكري العنفي – الأمني – ومن المشاكل التي ستظهر في سورية أولها الحل الديمقراطي للقضية الكردية في سوريا – ومطالبة الأقليات الدينية والطائفية بحقوقها والتي طالما خرقت على مدى عمر الجمهورية السورية.

وهل –برأيك -أنّ عمل المعارضة (المعارضات) السورية يرتقي إلى مستوى التضحيات التي يقدمها الشعب السوري؟ لماذا لم تتوحد هذه المعارضة إلى هذه اللحظة, وما قضية هذه المجالس التي لم يتمّ الاتفاق عليها إلى الآن بين الداخل والخارج؟

كلا , إن عمل المعارضات الداخلية والخارجية لا يرتقى الى مستوى التضحيات الجبارة التي يقدمها الشعب السوري العظيم والذى صمم على استرداد كرامته وحريته – أما المعارضات الداخلية والخارجية – معظمها تحاول فرض أجندات ومكاسب وقتية وشخصية أو حزبية ضيقة, وللأسف الشديد أن النظام قمع المعارضة السورية ومنذ استلام حزب البعث للسلطة واحتكاره  للثروة والسلطة معاً – ولهذا نحن الآن أمام معارضة هشة – ضعيفة – وانتهازية – وأن عملها لا يرتقي الى المستوى المطلوب
إن معارضة الخارج هي انعكاس لمعارضة الداخل – وأعتقد أنها لا تستطيع أن تتوّحد في القريب العاجل بسبب اختلاف الأجندات والمذاهب وايديولوجيات المعارضين.

كيف تقرأ موقف المعارضة السورية تجاه قضية الشعب الكوردي في سوريا؟

إن موقف المعارضة السورية تجاه القضية العادلة للشعب الكردي –لا تتعدى أكثر من حقوق المواطنة – والمعارضة السورية لها اتجاه شوفيني عروبي تجاه القضية القومية للشعب الكردي في سوريا .
وهناك فرق كبير وخلاف كبير بين رؤية حل القضية الكرية من وجهة نظر الحركة الوطنية الكردية في سوريا – ورؤية المعارضة العربية السورية لحل هذه المشكلة, ولهذا فإن قضية الشعب الكردي العادلة ستأخذ حيزاً هاماً من عمل المعارضة العربية والكردية على حد السواء –وإن سقوط النظام في النهاية لا يعنى حل كافة المشاكل – مع السقوط ستظهر كل مشاكل سوريا العالقة على السطح فوراً ومنها القضية العادلة للشعب الكردي في سوريا وحلّها حلاً ديمقراطياً عادلاً وبشكل سلمي ,فإن المعارضة بعقليتها الحالية ليست مهيئة لقيادة البلاد والعباد – وعلى الحركة الكردية توحيد صفوفها وإن لن تتوحد – فإن حقوقنا المشروعة ستكون في مهبّ الريح.

كيف تقيّم دور الاحزاب الكوردية في سوريا, هل برأيك أنّ هذه الأحزاب تواكب الأحداث, ولمَ لم ينجز إلى الآن المؤتمر الكوردي؟ وهل سيكون شاملا وممثلا حقيقيا للشعب الكوردي بوجهة نظرك؟

إن الأحزاب الكردية في سوريا بالرغم من التشتت والتشرذم المبتلى بها إلا أنها حاولت أن تحافظ على سلامة المحتجين الكرد –وإبعاد المنطقة الكردية من شرّ الآلة العسكرية للنظام القمعي الديكتاتوري – وبالرغم من الانتقادات الشديدة واللاذعة من قبل الحركة الشبابية إلا أنها حافظت على رباطة جأشها – وقاومت بشدة الاتجاه العنفي في الحركة الشبابية الكردية – وأعتقد أنها نجحت إلى حد بعيد في هذا المجال – على حساب سمعتها في الشارع الكردي... وليس خافياً أن هذا الدور السلمي والحضاري للحركة السياسية الكردية لاقت الإعجاب والترحيب من قبل أصدقاء الشعب الكردي – وذلك عملها على سلامة المنطقة الكردية من أى هجوم عسكري كما يحدث في المناطق الأخرى السورية .
أما بالنسبة لمواكبة الاحداث –أعتقد أن الحركة الكردية ما زالت تعيش عقليتها القديمة الحزبية الضيقة , وأنها تأخرت كثيراً في وحدة صفّها الوطني – بالرغم من المناشدات الشعبية والشبابية والرأي العام الكردي السوري –وأصدقاء الشعب الكردي بإنجاز الوحدة الوطنية إلا أنها ما زالت بعيدة عن المستوى المطلوب – والمهمة التاريخية الملقاة على عاتقها  في إنجاز وانعقاد المؤتمر الوطني الكردي في سوريا – والذى أصبح مطلباً يطالب به الكرد كعنوان سياسي للتعامل مع قضية الشعب الكردي عن طريق ممثل شرعي ووحيد ينبثق عن هذا المؤتمر
لتوحيد الخطاب السياسي الكردي وتحديد مطاليبه القومية العادلة  -- مازالت الحركة تراوح مكانها لأسباب حزبية ضيقة لا ترتقي الى  مستوى المسؤولية التاريخية المطلوبة منها – فإن الحركة أمام امتحان الشعب وأن صبرنا قد نفذ  ......!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إذا أنجز المؤتمر بمشاركة الأحزاب والمستقلين والحراك الشبابي والوجهاء والكتاب وغيرهم من مكونات الشعب الكردي السوري – فإنه سيكون الممثل الشرعي والوحيد –وأعتقد أنّه في النهاية لابد من أن العقل السليم سيغلب النفوس الضعيفة وتحت ضغط الشارع الكردي سينجز هذا المشروع القومي التاريخي لأنه من دون المؤتمر لا حقوق للكرد في سوريا – أنه سيتحقق عاجلا ام اجلا .

كيف تقيّم دور الشباب الكوردي في الانتفاضة ؟ وهل ترى أنّ السلطات السورية ستصعّد من موقفها في المناطق الكوردية, وتلجأ إلى القتل كما تفعل في المناطق الأخرى من سوريا؟

إنني أرى نفسي من خلال شبابنا المناضل المثقف والحضاري , فإن شبابنا يصنعون تاريخاً اليوم سيكون بمثابة فخر واعتزاز للأجيال القادمة – إننى أرى ما يصدر من تنسيقيات شباب الكرد... هي بالنسبة لي لا تقل نضوجأ وأهمية عن ما طالبت به الحركة السياسية منذ أكثر من ستين عاماً. إنهم شباب مكان المسؤولية يودون واجبهم الوطني والقومي على أكمل وجه, وسيكونون في المستقبل مؤهلين تماماً لقيادة المرحلة اللاحقة بكل مسؤولية –على عكس ما نسمع عن شباب مصر وتونس – الآن بأنهم تراجعوا بعد إسقاط النظام
أما الشباب الكردي هو مسيس وله انتماء قومي كبير ووطني كبير الى سوريا وكردستان سوريا– تتصف رؤية شبابنا برؤية سليمة وواضحة –ولهم رؤية مستقبلية – لها وقع كبير في نفوسنا – بأنهم أملنا في المستقبل, لا أعتقد أن النظام سيورط نفسه مع الكورد أيضا, ويستخدم العنف في المنطقة الكردية لأنه يحسب ألف حساب من قمع الاحتجاجات الشبابية الكردية . إنه النظام متورط تماما في حرب طائفية قذرة يصعب عليه الخروج منها بسلام – ولهذا فمن الحماقة أن يفتح النظام جبهة أخرى لا تقل سخونة من جبهات الجنوب والوسط والشمال الغربي للبلاد

الكلمة الأخيرة.

كل الدعم والمساندة لنضال الشعب السوري العظيم –لإنجاح ثورة الكرامة والحرية للشعب السوري العظيم
أحيّ الحراك الشعبي الكردي السلمى الحضاري –وأتمنى أن نحافظ على سلمية ثورتنا وخاصة المنطقة الكردية –لأن الهجوم العسكري على المنطقة الكردية سيكون لها نتائج كارثية من الصعب إصلاحها وإزالة آثارها لاحقا.
عاشت الثورة السورية  .. لاسترداد كرامة وحرية الشعب السوري.







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=10177