القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 528 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: ايها الاكراد........ تحركوا

 
الجمعة 19 اب 2011


حسن صافو

يعيش الشارع الكردي في هذه الآونة حالة من القلق والتوتر الشديدين لما آلت اليه الأمور في بلدهم سوريا بسبب المواقف المتّخذة من قبل الأحزاب الكردية حول الثورة السورية القائمة في وجه طغيان بشار الاسد (الولد المدلل عالميا) بين مؤيّد لمواقف هذه الاحزاب وبين معارض لها التي يطالب بها الكثير من الشخصيات الكردية بموقف واضح وصريح من قبل المعارضة كشرط أساسي للشروع في المشاركة الحقيقية للاكراد في هذه الثورة حيث ان الجميع يدرك ان مانراه في المدن الكردية من احتجاجات وتظاهرات هي مجرد اثبات وجود لا اكثر ولا اقل وان القوّة الكردية الحقيقية مازالت نائمة ولم تشارك بعد في الثورة .


هذه الثورة التي يقودها الشباب السوري بكل عنفوان وقناعة تامة والذي احرج العالم المتحضّر ليقف باعجاب كبير ودهشة من هذا الاصرار على التحدّي للرصاص بتحركاتهم السلمية لاسقاط عصابة الاسد واتباعه ومن يدور في فلكهم وكأن غاندي قد رجع الى الحياة شابا ولكن في سوريا هذه المرة
ولم يكن الشباب الكرد بعيدين عن هذا الحراك فمنذ الوهلة الاولى من انطلاق الثورة في درعا نزلوا الى شوارع القامشلي لتأكيد وجودهم وارسال رسالة قوية الى الجميع بانهم باتوا لا يطيقون هذا النظام ولن يفوّتوا اية فرصة سانحة تطيح به وهذا ينم عن تفكير عميق ورؤية ثاقبة للامور متجاوزين عقول بعض المتسيّسين الاكراد محاولين اضعاف وازاحة هذا النظام المجرم الجاثم على صدور السوريين منذ اكثر من اربعين عاما وبالتوارث على الطريقة الملكية في القرون الوسطى
ومن جهة اخرى تفاعلت الكثير من الاراء والتوجهات داخل المجتمع الكردي مع هذا الحراك وافرزت مجموعة من التصورات والتكهنات التي عبّرت عن مدى رؤية اصحابها حول كيفية واسباب المشاركة او عدم المشاركة في هذه الثورة
وتمثّلت هذه الاراء في طريقة تعامل الاحزاب الكردية على مختلف مشاربها مع حركة الشباب الكردي اللذين تمكّنوا من تنظيم انفسهم بشكل مقبول اكثر مما هو الحال عليه بالنسبة الى الاحزاب الكردية فبعض من هذه الاحزاب تصرّف على طريقة (الضحك على الذقون ) حيث كانت في السر تطالب جميع اعضائها بالمشاركة الفعّالة في هذه التظاهرات وفي العلن وخاصة في الاجتماعات مع بقية الاحزاب الكردية تدّعي بانها لاتشارك ولكنها تدعم هذا الحراك . وكان من اصحاب هذه النظرية ماكان يسمى سابقا (لجنة التنسيق الكردية) مع انها كانت تحاول الضغط وبقوة من اجل المشاركة العلنية للحركة الكردية بمجملها ولكنها لم تفلح في استمالة الاخرين وبالتالي بقيت رهينة لمواقف تلك الاحزاب التي تتهرّب من المشاركة حفاظا على توحيد مايسمى الخطاب الكردي
ان تلك الاحزاب المتحجّجة بان عدم المشاركة هي بسبب مواقف المعارضة السورية الغامض والغير شفاف تجاه القضية الكردية في سوريا وكأن مايسمى المعارضة هي معارضة قوية ومتماسكة وانها قادرة على الاصطفاف والتعامل التكاملي فيما بينها ولذلك الاكراد مضطرون ان يلتجؤ اليها من اجل الاعتراف بالقضية الكردية واحترامها ومايترتّب من تبعات على التواجد الكردي في سوريا متناسين التجارب السابقة مع هذه المعارضة الهشّة التي لم تقدّم ولم تؤخر حتى الان شيئا لا في الضغط على النظام بالاعتراف بها او التحرّك الدولي للاعتراف بها ماعدا جماعة ( الاخوان المسلمين) اخوان اردوغان الخبيث
ان الحجج التي تعتمد عليها الاحزاب الغير راغبة في المشاركة هي حجج واهية لاقيمة لها وناجمة عن وضاعة لبعض الشخصيات التي لاتحترم ولاتبالي بحقيقة القضية الكردية ومستهترة حتى بنفسها لانها شخصيات وضيعة ولاتجد في نفسها الكفاءة الكافية للقيادة حتى على ادنى المستويات بل تعوّدت على ان تقود مجموعة صغيرة منطوية على نفسها ولاتريد ان تكون صاحب قرار وتسمو بالقرار الكردي عاليا له كل الاستقلالية ولكي يبقى القرار الكردي مرتبطا بالآخر وعلى سجية الآخر ومزاجيته حيث تحاول القيام بما كانت تقوم به سابقا للوقوف على شرفات بعض اللصوص في حزب البعث وبعض الجهات الامنية والتوسّل اليهم بطريقة مهينة
منذ انطلاق الثورة والجميع بانتظار ان يشاهدوا الاكراد كما شاهدوهم في انتفاضة قامشلو 2004 حيث مئات الالاف في الشوارع يهتفون وبكل جرأة وبسالة وثقة ضد هذا النظام . ولايخفى على احد وخاصة الناشطين على الفيسبوك من العتب العربي وبطريقة مباشرة وغير مباشرة للايحاء بذلك .
ان المواقف المخزية لبعض الاحزاب قد احال فعلا دون تلك المشاركة الكردية مما أثّر واعاق تقدّم الشارع الكردي المعارض لهذا النظام ولكي يتحوّل الاكراد الى معادلة صعبة في حسابات المعارضة والمجتمع الدولي الذي بدأ بالفعل بالتحرك الحقيقي من اجل ازالة هذا النظام
ان الحراك الكردي مازال قزما بالمقارنة مع حجم الاكراد الحقيقيين ومافعلوه في آذار 2004 وعلى الحركة الكردية ان تحزم امرها وتعتمد على نفسها في اثبات وجودها لا ان تلهث وراء الاخرين للاعتراف بها ودون ان تستجدي راكبي موجة الثورة وتعيد الثقة بنفسها وبقوة شعبها وتمسك بزمام المبادرة من اجل الاطاحة بهذا النظام القمعي بالمطالبة الصريحة والعلنية بدعوة الشعب الكردي بكافة مكوناته في جميع المناطق السورية بالخروج على هذا النظام وتقود بنفسها هذه الاحتجاجات لا ان تعيش في حالة اللاموقف
وبالتالي تظهر بمظهر لائق يليق بها ان تمثّل الشعب الكردي في سوريا وترغم هي المعارضة بالتقرّب والتودّد اليها وتتحوّل الى مركز ونواة للمعارضة السورية ككل في الايام المقبلة وتكون نقطة الانطلاق للاجهاز على النظام وبذلك تكون قد سجّلت للتاريخ صفحة ناصعة ومكانة مرموقة لدى السوريين جميعا
ان كل من يريد ان يتفقّه علينا وبالادّعاء ان (السياسة مصالح) نقول بدورنا ليكن كذلك  ولتكن السياسة مصالح ولكن اين هي المصلحة الكردية في بقاء هذا النظام واين هي المصلحة الكردية في قتل اخواننا السوريين وحصار المدن وتعرّضها للجوع والبطش
فاذا كان من مصلحة بعض الاحزاب هي في بقاء هذا النظام فيجب عليهم ان يدركوا بان مصلحتهم بات في خطر وعليهم ان يعيدوا ترتيب اوراقهم ان ارادوا البقاء على قيد الحياة
اما بقية الاحزاب التي ترى وتدّعي بانها ضد النظام فعليها اثبات ذلك عمليا بالمشاركة الفعلية والعلنية ووضع كل ثقلها في هذه الثورة لتحافظ على ماء وجهها على الاقل وتبقى محترمة كما كانت في السابق لدى الشعب الكردي الذي يتطلّع الى النصر ويتمنّى لهذه الثورة السورية كل النجاح وليشعروا بانهم من ابناء هذا البلد ولهم كل الحق وعليهم كل الواجبات كبقية ابناء هذا الشعب السوري العظيم والوقت لم يعد في صالح المتخاذلين والمترددين  


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.