القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 538 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: الثورة السورية وانبثاق شرق أوسطي جديد.....

 
الأحد 14 اب 2011


فرحان مرعي

مهمة الشعب السوري ليست سهلة وبسيطة كما كان يتوقع البعض بل مهمة كبيرة وشاقة لأنه يخوض ثورة ضد اعتى الديكتاتوريات في العالم بما يملك من قوة أمنية وعسكرية فاشية وعلاقات مع قوى إرهابية إقليمية تأتي ايران في المقدمة وميليشيات ارهابية في المنطقة تمتد من افغانستان الى الصومال مروراً بلبنان الى جانب الدعم من قوى عالمية ترعى الاستبداد والديكتاتوريات في المنطقة منذ خمسين سنة مثل امريكا واوربا ومن يدور في فلكهما لما بينهم من علاقات استراتيجية وعلى اساس الهيمنة على المنطقة واستغلال خيراتها وافقار شعوبها وابقائها ضعيفة ومتخلفة،


لذلك استطيع ان اشبه الثورة السورية بالثورة الفرنسية لانها ستنقل ليس بسوريا فقط وانما بكل شرق الاوسط الى مرحلة تاريخية جديدة اي شرقاً اوسطياً جديداً ولكن ليس على الطريقة الامريكية وشركائها كما لن اكون مغالياً ان قلت ان سقوط النظام البعثي في سوريا سوف لن يكون بأقل من سقوط الهتلرية في اوربا أي انها ستنقل بالمنطقة من مرحلة الفاشية والعنصرية والإرهاب الى مرحلة الليبرالية والديمقراطية وانتهاء النظم الشمولية والى الابد .
على الشعب السوري اليقظة والحذر والتحمل والصبر، فالنظام يحاول جاهداً استخدام كل الوسائل القذرة لاجهاض الثورة وحرفها عن اتجاهها الحقيقي ، فلذلك تجده يستخدم كل الفزاعات الدينية والطائفية والتدخل الدولي والقومية لمنع الناس من التعبير عن رأيهم السلمي والديمقراطي ، كما انه يصدر يومياً قوانين ومراسيم باسم الاصلاح للالتفاف على الثورة ولكن هذه المراسيم والقوانين ليست الا مفرقعات اعلامية لتشويش العالم ، والحقيقة انه مع كل هذه المفرقعات لم يقترب حتى الآن من مقدساته ، السلطة ، الرئاسة ، ومستحقاتها الانتخابية، لم يعلن الرئيس حتى هذه اللحظة انه لا رئاسة مدى الحياة ، بمعنى ان موضوع الرئاسة لم يطرح إلى هذه اللحظة كونها مقدسة في اعتقادهم ولا تمس ، او هي جزء من ملكيتهم الخاصة لا تقسم ، ولم يعلن عن فك جهاز الامن ومحاكمة رموزه الاجرامية او إعادة هيكلية الجيش بحيث يصبح جيشاً وطنياً لا طائفياً او حل حزب البعث باعتباره حزباً فاشياً وشوفينياً ومحاكمة قياداته التاريخية لمسؤوليتهم ايضاً فيما جرى في سوريا منذ عام 1963 ، ولا يأتي دعوته (النظام) الى الحوار الا في اطار اللف والدوران والخديعة واللعب بعامل الوقت ، فهو يدعو الى الحوار تحت سقفه وبوجوده كاملاً او جزئياً على طريقة ابعاد هذا او ذاك ثم اعادة الانتاج على الطريقة القديمة ، وتجربة الثمانينات ماثلة امام اعيننا وليست ببعيدة عندما ابعد رفعت الاسد وحل محله فيما بعد اكثر من رفعت ورفعت ، كما لا يأتي الصمت الدولي او تردده في في اتخاذ موقف حازم الا في اطار الحفاظ على هذا النظام لأنه الاكثر اطاعة ووفاءاً لهم والمجرب الذي لا يخذل.
المكان هو نفسه ولكن الربيع مختلف كما يقال،  فالشعب السوري صار أكثر وعياً وحنكة من ان يضحك عليه  ثم يحكموه ويقتلوه ثم يأتي الكهنة يخدعوه، ان تجربة اربعون سنة من الانهيار والفساد والتخريب والقتل علمته ان  لا ينخدع لان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، فالشعب السوري حسم امره اما ان يعيش بحرية وكرامة او يموت بشرف وكرامة .  

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.