القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 383 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: الحوار أضحت آلة تعزف على أوتارها الجميع

 
السبت 23 تموز 2011


  عمر إسماعيل

الحوار لغة العصر وأداة للتواصل السياسي والاجتماعي والثقافي  وهي قديمة مارسها الإنسان كأساس لحل المشاكل  بينهم منذ زمن العبودية والانحطاط وحتى عصرنا هذا0 وللحوار أسس ومبادئ وقيم أخلاقية عالية يجب احترامها والالتزام بها فكل المعاهدات والوعود والاتفاقات التي وقعت بين دول العالم والمجتمعات الإنسانية كان أساسها الحوار ولكن مع استمرار الأنظمة المستبدة على سدة الحكم في منطقة الشرق الأوسط  وانعدام الديمقراطية أصبح الحوار يفقد مبادئها وقيمها الأخلاقية وفق مصلحة- الملك- الرئيس - الأمير


وبعد هبوب رياح التغيير التي عصفت ببعض الدكتاتوريات ومازلت تعصف بالآخرين وبعد تأزم الأوضاع العامة في سوريا والتي كانت شرارتها في 15/3/2011 واستمرارها أدى إلى انعدام الثقة المطلقة بين النظام والشعب السوري والمعارضة الوطنية أصبحت الحوار آلة موسيقية تعزف على أوتارها كل الفر قاء وكل حسب طريقته ومصلحته فالنظام الذي لم يعترف يوما  بالحوار شكلا ومضمونا وكم الأفواه خلال أكثر من أربعين عاما ومارس الظلم والاضطهاد من خلال مفهوم الحزب الواحد القائد للدولة والمجتمع ومحاسبة الإنسان الكردي على التكلم باللغة الكردية وعدم الاعتراف بأبسط مفاهيم حقوق الإنسان والحريات العامة و ملاحقة الأغاني والشعر وألوان قوس قزح الطبيعية وزجهم في السجون والقبضة الأمنية على مفاصل الحياة في البلاد واعتقال قيادات وكوادر الحركة الوطنية الكردية وزجهم عرفيا لسنوات طوال في السجون المتميزة ببطشها والتي لا تشبهها أي سجون العالم ومصادرة أية فكرة تشبه الحوار الآن أصبحت تطلق الحوار والإصلاح وفق طريقته وشريعته في الهواء الطلق ولكن متى بعد أكثر من أربعة أشهر  من القتل والتشريد واقتحام المحافظات السورية  من قبل الجيش السوري والآلة العسكرية المتغطرسة وبعد كل هذا الصراخ أصبح حزب البعث يمجد الحوار من خلال تشكيل لجان في المحافظات السورية وحسب مزاج السلطة . ومع كل هذا شيء جميل هذه الصحوة ولو بعد فوات الأوان فهل فعلا تستطيع السلطة من اجل الحوار وإصلاح حال البلاد إن توقف القبضة الأمنية من خلال انسحاب الجيش إلى ثكناته ووقف مسلسل القتل والتشريد ضد المتظاهرين  العزل وإطلاق الحريات العامة وخاصة حرية  المعتقلين السياسيين وحرية الرأي وإلغاء المادة الثامنة من الدستور السوري وهل النظام السوري فعلا جاد في حوار مع الحركة الوطنية  الكردية بعد أن راوغ في بداية الأحداث وراهن كثيرا على  بعض الوجهاء واعتبارهم ممثلا عن الحالة الاجتماعية وكأن قضية الشعب الكردي مجرد مطالب اجتماعية واقتصادية وليست قضية سياسية وقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية قبل تأسيس الدولة السورية وله حركة سياسية منظمة ووطنية مارست السياسة بجدارة وهي تحمل من الحكمة والحنكة السياسية أكثر من النظام نفسه فهل هي مستعدة الآن الاعتراف الدستوري بقضية الشعب الكردي الذي عانى من الغبن والتمييز العنصري وإلغاء مشروع الحزام العربي السيئ الصيت وأيضا المعارضة الوطنية في سوريا رغم شقاقها وتنوع أحزابها ورغم كل الاضطهاد والظلم الذي عانى منه على يد النظام هي أيضا تمارس الحوار حسب مصلحته ,الشعب يموت كل يوم في الشوارع والشباب صدروهم عارية أمام الرصاص الحي من قبل الشبيحة وقوى الأمن والقوى السياسية تتعارك على الأرصفة تقول بأننا نتحاور دون فعل ايجابي وكأنها عجلة تراوح نفسها وإنكار المعارضة لبعضها البعض وإطلاق شعارات الانتماء الى الوطن العربي والأمة العربية  وغيرها وحالات الشقاق الواضح على مشهد لقاءات المعارضة دليل واضح على العجز وعدم تقدير لحجم التضحيات الذي يقدمها شباب سوريا وأطفالها ونسائها وشيوخها ويجب أن نؤمن جميعا بان سورية لن ترى الحرية بدون تكاتف جميع أطراف المعارضة من الداخل والخارج وان نتعالى قليلا عن الأحقاد القومية والاعتراف الدستوري بقضية الشعب الكردي كشعب يعيش على أرضه التاريخية  وان شعار سوريا جزء من الوطن العربي الكبير وصهر القوميات في بوتقة الأمة العربية  قد انكشف غطائها ولا مستقبل لسوريا إلا بالشراكة الوطنية بين الشعبين العربي والكردي وثائر الأقليات الأخرى فمستقبل الجميع مع الجميع والمصلحة العامة تقتضي التوافق وليس إنكار فئة لفئة أخرى . على كل حال مبدأ الحوار مطلوب والوقت يمر وعدد القتلى والمشردين تزداد يوما بعد يوم ونحن مازلنا نتحاور علينا جميعا أن نعترف ببعضنا البعض وان نمارس عمليا  واجباتنا الذي ناضلنا من اجلها وان نترفع قليلا عن الأنا الشخصية والحزبية  وان نراعي مصلحة المواطنين الذين عانوا من الظلم والاضطهاد وأنهكهم ظروف الصعبة الذي يمر بها البلاد وان لا نطلق مشروع الحوار من اجل الحوار بل الحوار من اجل البناء والعيش معا بحرية وكرامة دون إقصاء احد .
 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.