القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 525 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: (المدجنون )

 
الثلاثاء 12 ايلول 2006

بقلم: علي الجزيري
ciziri@gmail.com  
  
آفة الاستبداد ، التي أُُبتليت بها العديد من الشعوب والأمم ، أصل الفساد ومبعث كل أشكال الإنتهازية ؛ ففي ظلها ، يمارس كل فردٍ هيمنته على طريقته الخاصة ، بدءاً من الشرطي ومروراً بكنَّاس الشوارع وإنتهاءاً بصاحب القلم . إلا أن الاستبداد السياسي ، أكثر وطأة وفتكاً بالعوام ـ على حد قول الكواكبي ـ لأنهم : [ قوت المستبدِ وقوته ، بهم عليهم يصول ، وبهم على غيرهم يطول ] . فأسير الإستبداد السياسي ، مسلوب الإرادة ، يعيش حياة ذلٍ ورياء ومداهنة ، إتقاءً لكل شرٍ أو إرضاءً لولي النعمة .

   في هذا السياق يمكن إدراج مقالة ( الثنائيات الوهمية ) ، للمدعو ( هشام الباكير ) ، والتي أتحفتنا بها صحيفة ( قاسيون ) التي يصدرها الشيوعيون السوريون ( منظمات القاعدة ) ، في عددها (280) يوم الخميس 31 /آب /2006 م ، تلك التي تزكم برائحتها النتنة الأنوف ، وذلك حينما زعم صاحبها  بأن:  [ القيادات الكردية في العراق ، قد رأت في الإحتلال الأجنبي فرصتها التاريخية للإنفصال بدويلة كردية ] !... وهو يعلم علم اليقين بأن الولايات المتحدة كانت وما زالت ضد إقامة أي كيان كردي ، لأسباب عدة لسنا بصددها ، من بينها العلاقة الإستراتيجية بينها وبين تركيا . لكن ، أليس من حق الكرد الذين ينوف عددهم / 40 م.ن / أن يكون لهم كيان مستقل ؟ .
   إن إستسهال سوق الإتهامات للقيادات الكردية في العراق ومن ثم الشيعية ، عادة إعتاد عليها نفر من أدعياء الماركسية في سوريا ، ممن يروجون لثقافة وظيفية ذات أبعاد تعبوية بكل تأكيد ؛ تقوم على تغليب الايديولوجي على الواقع المشخصن ، ويتم وفقها قراءة الواقع في ظل المفاهيم السائدة التي تنتجها المؤسسات المهيمنة أو في ظل الموروث الستاليني ؛ ومن المؤسف قوله أن هذه الثقافة التي تسعى جاهدة التأسيس لتصورات ذهنية عن سمو الذات وثوريتها ، ليست كذلك إلا في ظاهرها ، فتبدو فيها الأنا الملغية للآخر متورمة الى حدٍ كبير ، مما يستدعينا الى القول بأن مقاربتها للواقع بمثابة محاكاة ساخرة ليس إلا ، لأنها لا تكشف إلا زيف إدعاءاتها في المآل الأخير .
   ويتجلى لكل ذي بصيرة زيف أحكام الكاتب وذلك من خلال :
1 ـ تجاهله لتاريخ هؤلاء القادة حين ضرب به عرض الحائط  . ولا يخفى للقاصي والداني ، أنهم أمضوا جلَّ عمرهم في مقارعة أعتى الدكتاتوريات ، ونالوا بذلك إحترام شعبهم ومحبته بكل جدارة .  فلا بأس من القول بأن شوك القنفذ لا يضر ببرثن الأسد .
2 ـ كان من عادة ( لينين ) ، فحص الاسنان اللبنية لأنصاره ، وذلك من خلال موقفهم من أبناء الشعوب والأمم المستعبدة ، أما الطيب الذكر( ماركس ) فكان معياره للحكم على مصداقية أممية الإنكليزي هو موقفه من المسألة الإيرلندية . ما من شك أنه لو قدِّر للأخير أن يعيش حتى اليوم وسمع ما نسمعه اليوم ممن يدّعون الأممية ، لنتف شعر لحيته الكثة نتفاً بلا مواربة .
3 ـ أما البضاعة التي يسوقها أمثال هذا الكاتب اليوم ، فلا جديد فيها البتة ، لأنها عين البضاعة التي كان يروجها النظام الشمولي في العراق عبر وسائل إعلامه ليل نهار . ولا يمكن لتلك الماكياجات المستخدمة ـ أعني إشادته بأمثال صلاح الدين الأيوبي وإبراهيم هنانو ـ أن تخفي قبح نيته المبيتة في تشويه الحقائق والنيل من سمعة القيادة الكردية بأي ثمن .
4 ـ الأمميون الحقيقيون يقرون بمبدأ ( حق الامم في تقرير مصيرها ) ، أما المزيفون فيكتسبون مواقفهم من أئمتهم الممسوخين أو يتلقونها من أنظمتهم الشمولية ، ويُقدمون على تسويق هكذا أنساق نمطية عن الكرد بين الفينة والأخرى ، ثم يدعون بانها من إنتاجهم .  فحكايتهم تشبه حكاية ذاك الصياد المعروفة والتي رواها ( رسول حمزاتوف ) في ( داغستان بلدي ) ؛ فحين لم يظفر بصيد ، عرج على السوق وإشترى غزالة ، ثم إدعى بانه اصطادها من البراري ، لكن حيلته لم تنطلِ إلا على السذج ، لأنها ـ أي الغزالة ـ كانت بمنأى عن أي جرح أو أثر لرميةٍ ببسيط العبارة .
13 / 9 / 2006 م.


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات