القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 614 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

صحافة حزبية: واقع المعاناة و إصرار المواجهة في الحركة الكوردية في سوريا

 
الأربعاء 01 ايلول 2010


  صوت الكورد *

قد يبدو للوهلة الأولى لكل متابع للشأن الكردي أن ما نشهده من مرارة الواقع الكردي وحركته وتراجعاتها, وحالة الجماهير , وهي تتلمس واقعها المتردي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا, تحت وطأة البطالة والفقر والهجرة والمعاناة اليومية , أن هذا الواقع أصبح من لوازم الحركة وأعبائها, وضرورات التصدي لها , والتماس المخارج , ومن المقدمات النضالية المفروضة والملزمة للحركة ,  على الرغم مما نجد من ثمرة صراع مرير لم تعد معالجته من مستلزمات جهد مكافئ لما ينبغي بذله بعد جهود مضنية ومحاولات مريرة باتجاه مواجهة هذا الواقع وتبعاته , وسعي دائب وحثيث للم الشمل , وجمع الكلمة , وأن تلمس الحلول بات يدخل في كثير من المتاهات والأنفاق لتزداد مرارة الواقع وقتامته


ولكن هذه التوجسات – وعلى الرغم من نكد العنت والمعاناة فيها – تظل دون طموح الساعين المخلصين بدأب لتلمس أي انفراج وطرق أي باب مهما كان موصدا بإحكام , لكون إرادة التغيير, ومنحى التوجه بصرامة وإصرار إلى معالجة الواقع المرير, ومحاولة السيطرة عليه, ودراسة مختلف جوانبه, والبحث عن مداخله ومخارجه , وفتح مغاليقه  مهما كانت المشقة دون ولوجه, بل مجرد التوجه نحوه بحس رفيع , وسلوك الخطوات الأولى في دربه الشاق والمعسر , لكون المعالجة باتت ملحة ومصيرية , تمس أشد الضرورات وأكثرها أهمية وإلحاحا في الوقت الذي تزداد تعقيدات التشرذم وأدواؤها, وعقابيل الانقسام, وبقاء الأطر التقليدية السابقة ضمن أطر أوسع " المجلس السياسي " لتحتاج إلى تفعيل حقيقي يقود إلى مرجعية جامعة تؤازرها وتعضد قدرتها على الانفتاح والتغيير قوة وطنية مساندة ومشاركة في القرار الجماعي المنظم , من المثقفين والكتاب والناشطين في المجتمع والحقوقيين , من خلال ممارسة فعلية مدنية تحرك الراكد , وتبعث الحياة في الهمود المتراكم , وقد عبرت هذه القوة الكامنة الحقبقبة عن نفسها في أكثر من مناسبة , وفي الآونة الأخيرة , في حديث متواصل عن الوحدات المتجانسة , مدركة حجم الترهل القائم بتعقيداته ومقدماته وعوامله الدافعة إلى تلمس مواقع الأقدام , والبحث عن مخرج مرض , يرتقي بالعملية إلى مستوى الحدث المتحرك , والباعث لمن يحلحل راكده, ويثير مستنيمه , ويحمله من هجعته ليدفع به إلى رفض واقع الترنح والترهل , وقد ألمحنا إلى ذلك قبلا,ولا نزال نلح على ضرورة الضرورات,وهي معالجة واقع التقارب حول الأهداف والطموحات المشتركة وأبعادها,وما تفرزه من عوامل التقارب بين الوحدات والتجمعات المتشابهة والمنبثقة من رحم واحدة , فهي الأولى- لو صدقت النوايا وتمخضت إرادة التغيير – أن تتلمس بخطوات عملية موثقة وصادقة ومدروسة بعناية , لترتقي فوق التصفية والتهميش والمهاترة والتشويش وتضليل الحقائق , وممارسة الوصولية التي قادت إلى الكثير من الأخطاء والوقائع المريرة والمردية واندفع الجميع إلى دفع فاتورة الأخطاء القاتلة  , مما أبرزت الجانب الذاتي , وأفرغت المضمون من محتواه , وقادت إلى الكثير من اللأواء والتعنت وركوب الرأس والوقوع في مطب الأنانية الحزبية والفئوية وآثارها المدمرة , والتي قادت إلى كثير من التشتت , والبعد عن المصداقية , وفرز عقلية المناورة والالتواء , وأساليب في التحوط والنظر بعين الخصومة واعتبار المكسب الحزبي فوق أي تصور, يمكن – بمزيد من الوعي والمسؤولية والانضباط – أن يخفف من أسباب انعدام الثقة التي فشت وشاعت نتائجها,والتي ينبغي أن تكون الحرص على إعادتها في مقدمة أي عمل مبرور وناجع باتجاه لم الشمل وجمع الكلمة , كقوة ملهمة ودافعة لأية قدرة فاعلة تثمر عملا نحو رأب الصدع وصنع التغيير , وهو ما ينبغي الإصرار عليه لتجاوز محنة الواقع ومرارته , ولا يمكن تصور ذلك دون البحث عمن يمكنهم أن يتولوا هذه المهمة النبيلة ,ليبذلوا إلى ذلك السبيل في عمل متكامل جماعي ومنظم ومن خلال قوة وطنية محايدة ومؤثرة , وقادرة على تحريك الساحة بصبر وأناة وروية , ودراسة متقنة وواعية لأبعاد وحجم الواقع المترهل ومرارته ومقدمات تشرذم أطراف الحركة , وما عانته هذه الأطراف القائمة من تجارب وحدوية حملت الكثير من التأزم والمرارة والتشتت والكثير من آثار الانتهازية والأخطاء الفردية والجماعية , مما يدعو إلى اليقظة والحذر والأناة في الطرح والصبر على الفجوة المحدثة والاتهامات والأخطاء المتبادلة , ما يجعل المهمة عسيرة , ولكنها ليست مستحيلة مع نقاء الإرادات وصدق التوجه والاستعداد الميداني لتجاوز تلك الأخطاء والعثرات والعقبات المترافقة , وهو ما ألح عليه الكتاب والمثقفون والوطنيون الذين يجهدون في سبيل توحيد الحركة وأطرافها المتجانسة في كتاباتهم وتحركاتهم ومناقشات معقودة لهذا الغرض , لجمع الأطراف التي تحمل برامج ومناهج متشابهة , والتي خرجتها مدرسة واحدة على اختلاف في الاجتهادات والآراء والتوجهات .
ومن أجل أن تكون خطواتنا جادة وموثقة وعملية ومثمرة , كان لا بد من توجه محكم وإرادة خيرة وتصميم على المتابعة , وحيادية من أي جماعة وطنية تجد في نفسها القدرة على التصدي لهذه المهمة النبيلة , بما تحمل من مرارة وأسى وتعقيد لا يمكن أن يجد سبيلا إلى اليأس من مخرج وسط هذه الحالة المرفوعة بقوة للمعالجة والمداواة , لرفع سوية عمل نضالي يحمل تاريخا طويلا من المعاناة والتجربة, وخوض سبل التصدي لمسألة وطنية ومعاناة شعب ينبغي احترام وجوده وامتداده وحقه في حياة حرة ومواطنة حقة وسعيدة , وتعايش متكافئ ورغيد ومزدهر بين مكونات الشعب السوري العريق , مما يستلزم حركة موحدة الأطراف والأهداف والتوجهات والبرامج لتتمكن من النهوض ومعالجة الواقع المأساوي والمرير.

* الجريدة المركزية للبارتي الديمقراطي الكوردي – سوريا / العدد (352) آب 2010

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات