القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 545 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

و:(يسألونك عن الأنفال)

 
الأربعاء 23 اب 2006

بقلم :علي الجزيري
ciziri@gmail.com 

    اعتاد النظام البائد في العراق قبل سقوطه بسنوات ، الإغتراف من تراث الإسلام والتمسح بردائه قدر المستطاع ، كما واظبت ماكنته الإعلامية ، على إنتاج ثقافة وظيفية ذات أهداف تعبوية ، ظناً بأنها بمثابة طوق النجاة . إلا أن تماهي النظام بالاسلام ، لم يحقق أهدافه المتوخاة في ممانعة التغيير ، لأن حركة التاريخ تجاوزته أولاً ، ولأن الاسلام لم يكن من طبع النظام الذي خرج أصلاً من تحت عباءة أمثال ميشيل عفلق وأعوانه ثانياً ؛ بل كانت محاولته تلفيقية ، ومن قبيل ذر الرماد في العيون أو تعلق الغريق بالقشة ، بدليل أنه لم يستطع من خلال تلك الماكياجات ، التي استخدمها من حين لآخر ، أن يخفي قبح ممارساته على أرض الواقع ، والمقابر الجماعية تشهد على ما نقول .

    ومضى صدام ينهل من قيم الدين الحنيف تارة ومن قيمه القبلية تارة أخرى ، كالهر ينفخ في صورة الأسد ، وبدأ يهتدي بالأنساق الثقافية المهيمنة منذ ( عمرو بن كلثوم ) ، وينشد بإعتباره حامي البوابة الشرقية :
                        لنا الدنيا ومن أمسى عليها           ونبطش حين نبطش قادرينـا
                        بغاة ظالمين وما ُظلمنـــــا           ولكنــــّـا سنبدأ  ظالميــــــــنا 
    ومن المفارقات الساخرة ، إطلاقه لتسميات في غير موضعها بعد تجريدها من سياقها التاريخي ، فسمى حربه المجنونة ضد إيران ـ والتي دامت ثمانية أعوام ـ بالقادسية ، متناسياً كيف وقع بمحض إرادته إتفاقية التخاذل والإذعان عام 1976 في الجزائر، والتي تنازل فيها عن الحقوق العربية في عربستان ( الأحواز ) وشط العرب وجزر الطنب الكبرى والصغرى وأبي موسى ، كل ذلك بهدف القضاء على الثورة الكردية .
    أما أم المهالك ( أعني إحتلاله للكويت ) فدعاها بأم المعارك . وحملات الإبادة الجماعية ( الجينوسايد ) ضد الكرد ، والتي بلغ عدد المؤنفلين فيها /182 / ألفاً وعدد القرى التي دمرت عن بكرة أبيها 4500 قرية ، فأطلق عليها حملات ( الأنفال ) ، تيمناً بسورة الأنفال في القرآن ، تلك السورة التي تناولت أحكاماً تخص الأسرى والغنائم في أعقاب غزوة بدر .
    ما أود قوله ، هو أن هذه الحقائق إنطلت على الكثيرين من اخوتنا العرب والمسلمين يومها ، رغم أن ذلك لايعفيهم من كامل المسؤولية عن صمتهم المزري إزاء ما ذكر ، أما الذين صفقوا له وانساقوا وراءه ، فقد ساهموا في صنع عرش الطاغية ، وبالتالي هم شركاء في الجرائم التي يندى لها الجبين .
    واليوم (21 / 8 / 2006 ) يقف رأس النظام وستة من أعوانه في قفص الاتهام مذعورين ، كل منهم يدعي بأنه بريء ! .. الإ أن الله يمهل ولا يهمل ، وما على الطغاة إلا أن يتأملوا بقولة ( عمر بن عبدالعزيز ) لأحد عماله ويتعظوا بها : ( أما بعد ، فقد أمكنتك القدرة من ظلم العباد ، فإذا هَمَمْت بظلم أحد ، فاذكر قدرة الله عليك ) .


   21 / 8 / 2006


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات