القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 528 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: واشنطن وطهران: ماذا لو أخفقت المفاوضات الدولية؟

 
السبت 26 ايلول 2009


سامي شورش

هل يصح وصف الأيام القليلة المقبلة التي تفصلنا عن بدء الحوار الدولي مع إيران (الأول من أكتوبر) المقبل، بأنها فترة هدوء تسبق عاصفة عاتية في أفق الخلافات الأميركية الإيرانية التي تتعقد بشكل مخيف؟ المتفائلون يردون على سؤال كهذا بالقول إن إيران التي بدأت تتخذ مواقف أكثر واقعية ومدعاة للتفاهم، قد تنجح في جولة المفاوضات المقبلة في تطمين الدول الغربية إلى أن برامجها النووية لا تحمل طابعا عسكريا. لكن المتشائمين يركزون على ضرورة شروع أميركا في رسم منظومة متكاملة من السياسات إزاء إيران تحسبا لإخفاق المفاوضات الدولية في إقناعها بوقف برامجها النووية.


في الواقع، لم يصدر عن الإدارة الأميركية أي ملمح رسمي إلى الصورة التي يمكن أن تكون عليها مواقف واشنطن في حال أخفقت مفاوضات أكتوبر في لجم التطلعات الإيرانية لامتلاك أسلحة نووية. لكن تقارير غير رسمية نشرت في الآونة الأخيرة في الولايات المتحدة، بدأت تحض إدارة الرئيس باراك أوباما على درس احتمالات السياسة المستقبلية لأميركا. في هذا الخصوص، رأت تلك التقارير أن مصالح الولايات المتحدة تقتضي الإسراع في فرض عقوبات مشددة على إيران، إضافة إلى التلويح بإمكان اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية لمنعها من امتلاك القدرة على صنع قنبلة نووية.
يشار إلى أن تقريرا أعده معهد أميركي للدراسات السياسية رأى أن العقوبات إذا لم تقنع طهران بوقف برامجها النووية، فإن الإدارة الأميركية مدعوة للبدء في اتخاذ سلسلة إجراءات تتعلق بضربة عسكرية دولية بقيادة الولايات المتحدة ضد المنشآت النووية الإيرانية. فإيران، بحسب التقرير الذي كتبه باحثون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وقادة عسكريون أميركيون متقاعدون، قد لا تحتاج سوى إلى عام آخر للحصول على قدرة تؤهلها لإنتاج أول قنبلة نووية. في هذا السياق يؤكد المعهد في تقريره أن التطور المرتقب في حال تراخت واشنطن عن اتخاذ موقف متشدد إزاء إيران، هو أن تلجأ إسرائيل إلى توجيه ضربتها العسكرية إلى المنشآت الإيرانية.
في المقابل، يبدو أن طهران تنتهج سياسة خاصة بها لمنع أميركا من اللجوء إلى الخيار العسكري ضد منشآتها. جوهر الموقف الإيراني يتلخص في جهود حثيثة تبذلها طهران لتصعيد الحرب في أفغانستان، إضافة إلى تصعيد الهجمات الإرهابية في العراق ووضع مزيد من العراقيل أمام عمليته السياسية. في قناعة طهران أن انشغال واشنطن بالملفين العراقي والأفغاني كفيل بمنعها من التفكير في تنفيذ أي هجوم عسكري. بل وكفيل بدفع الأميركيين إلى ممارسة كل الضغوط على إسرائيل بغية منعها من شن هجمة منفردة على المنشآت النووية الإيرانية. فأوباما الذي وصل إلى البيت الأبيض محمولا على انتقادات مريرة وجهها إلى سياسة سلفه الرئيس السابق جورج بوش القائمة على مبدأ الحروب والخيارات العسكرية، لا يمكن، في قناعة طهران غير المعلنة، أن يزج نفسه وبلاده في متاهة حرب جديدة مع إيران.
استنادا إلى التقرير الأميركي الذي استمد المعلومة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نجحت إيران في رفع إنتاجيتها لليورانيوم قليل التخصيب من 75 كيلوغراما عام 2007 إلى 1430 كيلوغراما في العام الحالي، ما يعطي الإشارة إلى أن طهران ستتمكن من إنتاج أول قنبلة نووية خلال العام القادم. لهذا، يقترح التقرير وضع مهلة زمنية أمدها 60 يوما لاختبار جدية إيران في الالتزام بأي تعهد تقطعه للتعاون مع المجتمع الدولي في المفاوضات المرتقبة. في نهاية المهلة، لن تكون أمام واشنطن من خيارات سوى تشديد العقوبات والتهيؤ للخيار العسكري، إذا ما أخفقت طهران في التعاون الجاد مع المجتمع الدولي للتخلي عن برامجها النووية.
في الإطار ذاته، يقترح التقرير أن ترسل واشنطن حاملة طائرات إضافية إلى مياه الخليج، إضافة إلى البدء في مناورات عسكرية مع حلفائها في المنطقة. فتراخي واشنطن عن المبادرة إلى منع امتلاك إيران أسلحة نووية، قد يدفع بإسرائيل إلى أخذ زمام الضربة العسكرية ضد إيران. وهذا في حال حصوله، سيعكس مزيدا من التأثيرات السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة. وما يزيد من آثار هذه التأثيرات أن الأوضاع الأميركية في كل من العراق وأفغانستان ليست على ما يرام.
*وزير الثقافة السابق
في حكومة إقليم كردستان العراق
جريدة الشرق الاوسط

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات