القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 485 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: يختلفون في كل شئ , فما معناه ؟

 
الأربعاء 24 حزيران 2009


زيور العمر

في كل إستحقاق نضالي , يظهر إثبات جديد على صحة موقفنا من الأحزاب الكردية في سوريا , و هو ما يزيدنا إصرارا ً و عزما ً على الإستمرار في فضح ألاعيبها , و تعرية ممارساتها . فهذه الأحزاب لا تبخل على الجمهور الكردي , بكل ما لديها من وسائل الخداع و المكيدة , من أجل حرف أنظاره عن القضايا الأساسية و المهمة , و إلهاءه بمشاهد الفرقة و الإختلاف. إنها أحزاب تختلق ذرائع الخلاف و الإختلاف , و تجعلها مادة للتسويق .
في البيان الذي نشره تيار المستقبل الكردي في سوريا بمناسبة الذكرى السنوية للحزام العربي , بدا واضحا ً أن لجنة التنسيق الكردية لم تكن سوى بدعة سياسية محضة , و مظهر من مظاهر الإصطفاف الحزبوي الكردي في سوريا , على خلفية الصراعات و التنازعات الضيقة بين أطراف الحركة الكردية , و لأهداف معينة باتت معروفة للقاصي و الداني.


فالعلاقة بين أحزاب هذا  الإطار لم تنطوي على رؤية سياسية موحدة , و لم تحكمها حاجة نضالية , و لا مصلحة قومية من نوع ما , و إنما جاءت بسبب مصالح حزبية , إقتضت في مرحلة معينة , التقارب بين أحزاب مختلفة في أمزجة قادتها و أهدافهم و مراميهم . فحزب يكيتي الكردي كان في ذلك الوقت يرزح تحت وطأة عزلة سياسية خانقة , فرضتها عليه الأحزاب الكردية الأخرى , بسبب بعض الأنشطة الجماهيرية التي أقدم على تنظيمها , و إدعاءات قيادته بأنهم سيقرنون أقوالهم بالأفعال , وسيقومون بترجمة مواقفهم و تصوراتهم السياسية في سلسلة من الممارسات السياسية , و التحركات العملية , و بعد ان نجحت الأحزاب الكردية المنضوية في التحالف و الجبهة من إبعاد يكيتي عن إعلان دمشق , رغم أن الحزب كان طرفا ً فيه في المرحلة الأولى , بدأ الخوف يتسلل الى نفوس قيادته , و يخشى من الإستفراد الأمني .
 إنسحاب آزادي من الجبهة الديمقراطية , و تشكل تيار المستقبل , كانت بالنسبة إلى يكيتي فرصة لا تعوض للخروج من العزلة , بعد أن أدرك قادته حاجة شريكيه أيضا ً. فآزادي أراد بدوره أن يوحي بأهميته , و إستطاع بنفس وسائل يكيتي , أن يشغل حيزا في الفضاء الحزبوي , الذي لم يتوان عن إستغلال إستشهاد الشيخ الخزنوي , عندما دعى الى تجمع جماهيري حاشد بالمناسبة , مستغلاً مشاعر الغضب و الإحتقان لدى الاجمهور من جريمة النظام بحق الشيخ الشهيد. أما تيار المستقبل الكردي نفسه , فقد إعتبر نفسه منذ بداية تأسيسه جزءا ً من الحركة السياسية القائمة , و إنخرط جراء ذلك الموقف في  مشاحنات حزبوية , و نقاشات بيزنطية , حول الشعارات و اليافطات القومية , التي كان يكيتي قد إنتهى للتو من إدخالها في الخطاب الكردي .
الهدف من هذه  المقدمة كان للإشارة الى خلفيات و أسباب تشكل المحاور الحزبوية الكردية في سوريا , قبل الحديث عن أوضاعها الراهنة . فالأزمات التي تصيب هذه المحاور لا تأت من فراغ , و إنما تحدث جراء مقدمات خاطئة , و أهداف تحكمها مصالح ضيقة , حزبية أو شخصية . فأحزاب الإطار الواحد عندما لا يتفقون على إصدار بيان مشترك , إزاء جريمة عنصرية حاقدة , لا يختلف حول أسبابها و مبرراتها إثنان , كيف يمكن أن يتفقوا حول مسائل , أكثر خطورة و حيوية , من قبيل ماهية الخطوات الواجب القيام بها , و المواقف التي يجب إتخاذها , في مواجهة التصعيد السلطوي بحق شعبنا . إليس مشروعاً طرح السؤال التالي : إذا كانت ثلاث أحزاب كردية منضوية في إطار , كما في لجنة التنسيق الكردية , تجد صعوبة في نشر بيان مشترك حول الحزام العربي , فكيف سيتفقون مع خمس أحزاب أخرى , على تأسيس و إنشاء إطار سياسي كردي أوسع ؟ و كيف سيشيدون الطريق في إتجاه الإتفاق السياسي , و التفاصيل التنظيمية , و توزيع المهام و المسؤوليات بينهم ؟
إلا يدعو هذا الأمر الى الإستغراب من قبل الشرفاء من أبناء شعبنا ؟ و هل من المتوقع أن نترقب إنفراجا ً سياسيا ً بين الأحزاب الكردية في القريب , قبل أن نتحدث عن كيفية تحقيق المطالب و الأهداف المشروعة لشعبنا ؟
لا شك أن تيار المستقبل كشف في بيانه بمناسبة الحزام العربي, عن بعض النقاط المهمة , عندما تحدث عن خطورة غياب الخطوات العملية و الإكتفاء بالبيانات , فضلا ً عن عبث الخوض في تحالفات جديدة لا طائل منها , سوى مضيعة الوقت , و تمييع الساحة السياسية. وعلى أهمية هذا الموقف , نقول أنه غير كاف , و إنما يستوجب الأمر , إفضاح مشاريع و ممارسات , إغراق المشهد السياسي الكردي في المزيد من البدع السياسية. لا شك أن الأمر يستدعي وقفة جرئية , و موقف واضح , من هذه الممارسات , و إلا كان الموقف نفسه بدعة , و ذريعة لخلق أجواء الإختلاف والفرقة.
إدعوا خلافهم مع الأخرين حول حقيقة القضية الكردية في سوريا , و سبل حلها , و ها هم نفسهم يختلفون حول إصدار بيان مشترك , بشأن جريمة إرتكبها النظام بحق شعبهم . كيف يمكن قراءة هذه المشهد الجديد , و تفسيره ؟ سؤال يبقى برسم الخيرين والشرفاء !

24/6/2009

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 6


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات