القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 543 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: الأستاذ زيور العمر يدشن مرحلة جديدة

 
السبت 13 حزيران 2009


سعيد الرقاوي

الأستاذ زيور العمر مثقف كردي سوري يكتب عن القضية الكردية في مجال تشخيص الأحزاب والمنظمات الكردية على الساحة السياسية في سوريا.
تأتي كتابات الأستاذ زيور العمر في وضع الأصبع على الكثير من الجروح النازفة في جسد الحركة الكردية هناك. ولا يدخر جهدا في تبيان ما يؤل إليه نشاط هذه الحركة بعموميتها في إفادة القضية أو عدمها. كما لا يترك أستاذنا القدير مناسبة جديرة دون أن يفسر مضمونها السياسي ومغزاها، محيطا القارئ بما يقصد به ما بين السطور، ناهيكم عن إيصال القارئ والمتتبع إلى المغزى الحقيقي للقائمين بإبراز هذا النشاط. بهذا يطلع الأستاذ العمر المثقف الكردي والقارئ معا على ماهية ومقاصد المنشغلين بهذه أو تلك. هذا الجهد، المشكور، سيكون منطلقا لجيل من المثقفين الكرد الذين تخفى عليهم النوايا والغايات للكثير من النشاطات والفعاليات لحركتنا التليدة.


يمكن الاعتقاد في حالة الأستاذ العمر أنه أول من يدشن هذه المرحلة للملمين بالسياسة من جيل الشباب أو، تجاوزا، جيل الحداثة المنتظر. فالمرحلة المرتقبة هي تلك التي يأخذ المثقف السياسي - المتحرر من مفاهيم الجيل المستهلك - زمام الأمور بيده، ويقطع الصلة بالمستهلكين إلا فيما هو ثابت. بهذا نكون قد تحررنا من التلاسن والتخوين والتبعية للمأسورين ومساجين النظام الشمولي. في هذه الحالة سيتقلص أيضا تطاول حبال إخطبوط النظام في توجيهنا كيفما يشاء كما هو الآن. وتنتهي مرحلة التنازع الداخلي وترك المحتل متفرجا فرحا بانشغالنا عنه.

بالمثابرة الحثيثة من قبل الأستاذ العمر على هذه النهج سيلفت نظر الكثيرين من مثقفينا إلى ترك هذا القديم والمباشرة بالجديد الملّح. طبيعي تسبيق الإشارة إلى القائم المهترئ والخوض في أدق تفاصيله وتنوير جوانبه المظلمة إلى حد الإشباع؛ لكي يصبح واضحا تماما من جميع الجوانب، هو مرحلة لا بد منها. وتليه مرحلة الجديد المتأخر.

كان من الأولى بزوغ هذا الخط قبله بعقود من الزمن. بيد أن الكردي يتأخر في الكثير من هذه الحالات. هناك مثل كردي يقول: "الرجوع من منتصف الطريق الخاطئ خير من السير فيه". من المؤمل أن لا يكون الأستاذ العمر الشخص الوحيد المكافح في هذا الخضم لفترة طويلة. يفترض أن يكون لعصر المعلوماتية تأثير كبير في سرعة انتشار هذا الاتجاه بين المعنيين والمقرفين من المستنقع الحالي على حد سواء.

ماذا يقدم الأستاذ القدير العمر في هذا المجال راهنا، حتى أصبح أمثالي يتابع ما يكتبه؟
في الواقع، يكشف الغطاء عن مقاصد السياسيين الحاليين، تلك المقاصد التي تخفى على أمثالي من بسطاء القراء، فيضعنا الأستاذ الفاضل في الصورة المخفية من "فعالياتهم الوطنية". كما يرشدنا إلى اتباع منهج سليم في الاستقراء والاستنباط للخطاب السياسي لحركتنا التليدة. مع مرور الزمن يكون أمثالي قد قطع شوطا كبيرا في إدراك مقاصد النشاطات والفعاليات وإقامة أمثال تلك المناسبات الوطنية ومدى جدواها للقضية.

عندما تتحفنا صفحات الإنترنت عن المرجعية الكردية وعن تأسيس هيئة مشتركة بين الأحزاب والمستقلين، وكذلك إحياء المناسبة الوطنية الفلانية وأيضا الدعوة إلى الاعتصام والمسيرة التظاهرية من أجل كذا وكذا وغيرها كثير، فيأتي الأستاذ العمر، مشكورا، بشرح النوايا والغايات منها ودواعيها المستورة يتراكم؛ حينها، لدي ولدي أمثالي كم هائل من المعرفة بتلك الأساليب المضللة، فلم نعد المغررين بهم. عندها تتوقف آلية انشغالنا بتوافهنا وينصب جل اهتمامنا في رصد المحتل وتحركاته وتصرفاته حيالنا، آنئذ لا يبق لدينا سوى البحث عن حل حقيقي يحمل في طياته الفائدة الجوهرية لقضيتنا. ليس خافيا على رواد البالتوكات أن معظم الجلسات هناك تمضى في البحث عن التصالح بين الأطراف المتنازعة في حركتنا التليدة. أو أن الحديث يكون عن صواب هذا الطرف وعدمه. كل هذا وغيره يثير غرائز الحقد والكراهية فيما بيننا ويفكر أحدنا في الانتقام من الآخر. بوجود كتابات أمثال الأستاذ العمر نكون على بيّنة فيما تريده منا حركتنا التليدة ونعلم خفايا المقصود.

إذا أخذنا هذا بعين الاعتبار أي تلك الكتابات، لوجدنا أن الأستاذ العمر يدعونا إلى محاربة العدو المباشر والكف عن مصارعة بعضنا البعض. ربما، يستفسر القارئ الكريم - أن كتابات الأستاذ العمر في الوقت الحالي هي مهاجمة الحركة، أكثر من أي شيء آخر. من النظرة السطحية هذا الاستفسار صحيح؛ ولكن معرفة حقيقة الأحزاب بالشكل العلمي، والذي يتبعه أستاذنا في سرده علينا، يؤدي إلى كشف القناع عن الفاعل الحقيقي. في هذه الحالة تتعطل كل آلية حالية عن تأثير فعلها. حينئذ يصفو جو التفكير السليم لنا جميعا، ونرى في بعضنا البعض أخوة في خندق واحد يحيق بنا عدو شرس. فيتوقف التنازع الداخلي لدينا ويغلب التفاهم والتعاضد بيننا.

 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 6


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات