القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 543 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: في ذكرى 51 لتأسيس البارتي في سوريا. لا تلوي عنق التاريخ...

 
الأربعاء 18 حزيران 2008


  محمد ملا أحمد

    كثرت الكتابات عن البارتي وأحداثه، القديمة والحديثة، خاصة ونحن نقترب من ذكرى تأسيسه الحادي والخمسين. وللبعد الزمني، نصف قرن من الزمن، بدأت الأقلام تسرب ما يحلو لها، عن قصد، لتشويه سمعة الحركة، أو جهلاً بالأحداث، تتصورها حقيقة كانت في يوم من الأيام . فالمعاصرون ( المؤسسون، والقياديون، والمسؤولون، والأعضاء) لتلك الفترة، إما قد رحلوا ( فلهم الرحمة )، أو أحياء مطلعين، يتحاشون الضوضاء، ويطلبون الدعة والهدوء، في هذا الصخب الكبير المنتشر بلا رحمة. لذا فهؤلاء الكتاب، مع الاحترام، يبدؤون في التحليل والربط ما يشتهون، ويتركون ما لا يرغبون فيه، ويطلقون الأحكام، على أحداث هم بعيدون عن أجوائها زمنياً نصف قرن، منها جائرة، بعيدة عن العدل والإنصاف، وأخرى تحاول أن تكون منصفة.


    وأتصور أن الكل يريد أن يسمع الحقيقة، ويرغب فيها، ولكن كيف له أن يقتنع بان هذا القول هو حقيقي أو بعيد عنه، لذا أطلب من القارئ الكريم، أن يصبر على قراءة مقتطفات عن حقيقة بعض أحداث تلك الفترة، ( المرحلة الأولى من تاريخ البارتي )، أسردها عليه ؟ وله ان يحللها أو يقارنها أو يسأل القدامى عنها. وآمل ان يطمئن إلى حقيقتها حسبما عشتها في البارتي، وسوف لن ألوي عنق الحقيقة من أجل أحد. 

المؤسسون: معروف للجميع، وإن كان بعضهم يتجاهل الحقيقة، أن الثمانية: عثمان صبري، حميد حاج درويش، حمزه نويران، شيخ محمد عيسى ملا محمود، رشيد حمو، محمد علي خوجه، خليل محمد، شوكت حنان ( نعسان )، هم فقط المؤسسون الحقيقيون للبارتي. ولكن مع الأسف، الموالاة، أو قلة الاطلاع، تلعب دورها في ذكر أسماء المؤسسين للبارتي في سوريا عام 1957، أو إعطاء هذا الدور للبعض، وتغييب آخرين. مثلا: كثيرون لا يذكرون اسم الشيخ محمد عيسى ملا محمود بين أسماء المؤسسين. وأحس أحياناً، لو استطاع بعضهم لحذف اسم عثمان صبري ( مع ما له من دور في التأسيس ) من لائحة المؤسسين !!! بينما آخرون يضيفون اسم الدكتور نورالدين ظاظا، أو اسم جكرخوين، إليهم. وحتى جلال الطالباني له حصة كبيرة في التأسيس. فالدكتور نورالدين ظاظا وجكرخوين انضما إلى صفوف البارتي في صيف عام 1958 ( أي بعد تأسيس البارتي بعام كامل ) . بينما جلال الطالباني اللاجئ السياسي إلى سوريا، وعضو قيادة البارتي الديموقراطي الكردستاني في العراق، ( بعد اتفاق المؤسسين على تأسيس البارتي في سوريا ) أراد أن يساهم في جمع الأكراد العاملين في المجال السياسي في سوريا، حول البارتي، لذا ذهب في خريف 1957 إلى القامشلي، وهناك اتصل بقيادة ( جمعية وحدة الشباب الديموقراطيين الأكراد التي تأسست عام 1952 ) وحاول دفعهم نحو التوحد مع البارتي الناشئ حديثاً. ثم ذهب إلى ( تربسبي- قبور البيض – القحطانيه ) ليقوم بنفس الدور مع عائلة حاجو آغا، كممثلين عن رفاقهم من زعماء الأكراد المهتمين بقضية شعبهم و لقادة خويبون. وكان دوره مشكوراً من الجميع.
   وأولى التنظيمات التي اندمجت في البارتي عام 1958، كانت جمعية وحدة الشباب الديموقراطيين الأكراد في القامشلي، التي كانت موجودة على الساحة منذ عام 1952. ثم حزب آزادي الذي أسسه جكرخوين مع آخرين في أوائل عام 1958. هاتين المنظمتين فقط كانتا موجودتين حينها على الساحة السياسية الكردية، وتنشطان بين الجماهير.
   وقد يأتي بعضهم بأسماء أخرى (كما سمعت) لها دورها بين الجماهير ونشاطاتها السياسية. فللحقيقة لا وجود لها بين الجمهورالسياسي أو نشاطات تذكر لها، ربما أناس منزوين في بيوتهم (ما عدا لجنة إحياء الثقافة الكردية، التي وجدت عام 1955 في دمشق، ولم تكن هذه منظمة جماهيرية، وفي العام التالي انفض عقدها، وتأسس البارتي على أنقاضها، ومن بعض أعضائها).  
التسميه: اتفق جميع المؤسسين المجتمعين بتاريخ 14 حزيران 1957 ( الذي أعتبر التاريخ الرسمي لتأسيس البارتي )، على تسمية تنظيمهم الجديد باسم ( بارتي ديموقراطي كردستان سوريا )، وعلى برنامجه السياسي. ولكن كيف ؟
كان عثمان صبري في فترة البحث ( عام 1956 ) عن شركاء له، يدعمونه في تأسيس البارتي، قد كتب برنامجاً سماه ( ريزنامه ) يعالج النواحي (السياسيه، الثقافيه، والإجتماعيه ) كمطاليب للشعب الكردي في سوريا، ضمن برنامج حزبه الجديد الذي دعا إلى تأسيسه ب ( بارتيا كوردين ديموقراطين         سوري ،  ).    Partiya Kurdên Dêmoqratên Sûrî.          
وحين قراءتهم لبنود برنامجه، السياسيه والثقافيه والاجتماعيه، للاتفاق عليها، حذفوا بعضها وأضافوا أخرى مثلا: كان عثمان  قد كتب في قسمه السياسي أن ( حزب الأكراد الديموقراطيين السوريين ) هو حزب تحرري تقدمي، يتعاون مع كافة الشخصيات والأحزاب التقدمية، ويحارب الاستعمار وأذنابه. وكتب في البند الرابع لبرنامجه. 4 ـ ( حينما يبتعد ظل الاستعمار عن وطننا سوريا، وتبتر طرق التدخلات الخارجية، سيطالب ب، ك، د، س، من أجل 400000 كردي يعيشون في الجزيرة وعين العرب و جبل الأكراد  ب (نظام خاص ـ ريزانه كه خاص) لهم. من أجل أن يحافظوا عن طريقه على حقوقهم السياسية والاجتماعيه والثقافيه في الوطن سوريا ). أي أنه كان يطالب قبل / 50 / عاماً بإدارة ذاتية للمناطق الكردية في سوريا. ولكن رفاقه المؤسسون ، الآخرون، لم يوافقوا على بقاء هذا البند في برنامج حزبهم، الذي يعملون على تأسيسه معاً، واستعاضوا عنه بالبند الذي يقول ب (تحرير وتوحيد كردستان ). وذكر لي حميد حاجي درويش عن موقف عثمان حينما رفضوا ما جاء في بنده واستعاضوا عنه ب (تحرير وتوحيد كردستان )، أنه اعترض على وضع البند الجديد عن تحرير وتوحيد كردستان، كأحد المهام الرئيسية لحزبهم، بانه غير مناسب للظروف التي يعيشها شعبنا المجزء مع وطنه بين دول أربعة مغتصبة، وغير ملائمة لأوضاع المنطقة، وأهداف الحزب المرحلية، لكنهم أصروا على إبقاء  بندهم، الذي أصبح احد أسباب الخلاف في السجن عام 1960 (كان الخلاف حول: الاعتراف به أمام القاضي، كبند موجود في البرنامج، أم غير موجود فيه ). فقط عثمان لوحده من بين السجناء، في هذا الوقت الحرج،  تمسك أمام المحكمة ببرنامجه وببنده (الذي اعترض عليه حين كتابته)، بينما تهرب الآخرون من القول بوجود البند في برنامجهم. وكذلك كان الوحيد الذي قال في التحقيق بدخول كردستان في سوريا بثلاثة رؤوس، في الجزيرة وعين العرب وجبل الأكراد.
    فلو تحلى المؤسسون الآخرون بوعي سياسي أعلى حينها، وإدراك أعمق للأوضاع، كحال عثمان، لوافقواعلى بقاء البند الرابع من برنامجه، المطالب (بإدارة خاصة، ذاتية) للمناطق الكردية في سوريا ولم يستعيضوا عنه ببند مثير للعواطف (تحرير وتوحيد كردستان) حيث تهربوا منه بعد قليل وتسبب البند في إثارة تلك الخلافات في السجن وخارجه. ولوبقي، لربما كان الآن سيلعب دوراً في تقريب وجهات نظر الاحزاب حول أهداف الحركة، وخففت من هذا التمزق والابتعاد عن البعض. ولما جاءت بعد 50 عام، تطالب بنفس ما جاء في بند برنامج عثمان الرابع، حين التأسيس. فلو بقي:
1ـ لأعطى معنى وجود كردستان في سوريا. ولما تهرب بعضهم من القول بهذا الوجود، وتسبب في خلافات ، كما نراها الآن.
2 ـ لأوضح منذ بداية تكوين البارتي، مطلباً سياسياً إدارياً، بدل أن تأتي المطاليب فيما بعد فضفاضة، يمكن أن تؤول، مثل القول بالحقوق السياسية، ثم تتطور، لينادي بعضهم ـ الآن ـ بالإدارة المحلية (كما هو عند السلطة)، يمكن ان تنسجم مع القول بوجود أقلية قومية كردية مهاجرة في سوريا، وآخرون يطالبون بالحكم الذاتي أو الفدرالية .
   لذا أصبح بند (تحرير وتوحيد كردستان) الموجود في البرنامج، إضافة لما قاله الدكتورظاظا في السجن ، بأن البارتي جمعيه ثقافيه وليس بحزب سياسي. وقول حميد حاج درويش فيما بعد، بأن الأكراد في سوريا أقليه قوميه، وليسو بشعب يعيش على أرضه التاريخية، أسباباً لخلافات عميقة دفعت البارتي نحو الانقسام، الذي أصبح واقعاً من بداية عام 1966 .
  أما تغيير الأسم من (بارتي ديموقراطي كردستان سوريا، إلى البارتي الديموقراطي الكردي  في سوريا) فقد جاء حسب القرار المتخذ في اجتماع اللجنة المركزية للبارتي والمنعقد في شهر آذار من عام 1964، وبحضور كامل أعضائها: عثمان صبري، رشيد حمو، كمال عبدى، خالد مشايخ، عبد الله ملا علي، عزيز داود، ومحمد ملا أحمد وعضوي الاحتياط محمد مصطفى وملا محمد نيو. ولم يكن لبقية الأسماء المعروفة حينها دور. فالدكتور ظاظا والشيخ محمد عيسى وحمزه نويران كانوا مبعدين عن البارتي منذ ما يقرب من سنتين، وحميد حاج درويش مجمد منذ عام. وقد جاء هذا التغيير في الأسم والبرنامج الذي رفع عنه بند (تحرير وتوحيد كردستان) واستعاض عنه بالمطالبة بالحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية، تلبية للرغبة التي أحس بها الجميع بعد اعتقالات 1960 ، من أنهم يجب أن يراعوا وضع شعبنا الكردي المقسم بين أربعة دول غاصبة جائرة، وكذلك ظروف المنطقة، والدولية والأهداف المرحلية للبارتي. 
    هذه نقاط بارزة مهمة في المرحلة الأولى من عمر البارتي، آمل أن تفيد في تنوير رأي أبناء شعبنا بالحقائق. 
   وهكذا يرينا التاريخ (إن تقصيناه بحياد) حقيقة مواقف وقرارات قيادتنا، الخاطئة منها والصحيحة ، وخطواتها المرتبكة أو الثابتة، وأساليبها الرصينة أوغيرها، ثم يأتي بعضهم ليحور ويحرف ما يريد منها (ربما عن غير قصد)، لتصبح في أعين الناس (أو البسطاء منهم)، عبئاً ثقيلاً تتحمله حركتنا السياسية المشرذمة ـ الآن ـ التي قاد ت 50 عاماً من النضال المستمر، دون أن تحقق أي هدف، لا قومي ولا وطني (ما عدا بعض الاعتراف الخجول من عدد ضئيل من المثقفين العرب، بوجود كردي  " مهاجر " إلى سوريا )، ولتقع في شرك الانقسام، وتنيل من حقوق شعبها، وتحبط آماله فيها، وتحقق به رغبة السلطات الحاكمة. ولكن الأمل سيبقى دائماُ بإيجاد نوع من الوحدة أو التقارب بين المتماثلة في الأهداف، لتقلل من هذا العدد الفائض عن الحاجة، وتحقق أهداف شعبنا.
   ثم كلي أمل في أن يتقصى الكتاب الحقيقة فيما يكتبون، وأن يعدوا على أصابعهم، قبل أن يخطوا أي شيئ بحق البارتي الذي أكد وجودنا، شعبا ًوأرضاً في سوريا.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات