منحت الحلقة الدراسية الأخيرة بندواتها الأربع التي نظمتها رابطة كاوا للثقافة الكردية في أربيل لمجموعة من الباحثين والأكاديميين حول مسألة التغيير القسري لديموغرافية مختلف مناطق كردستان قديما وحديثا فرصة للمتابع ليصبح على دراية بشأن ما اتبع تجاه الكرد في مختلف أماكن تواجدهم وأمام أنظار العالم ومنذ قرون وحتى الآن من محاولات طمس وجودهم القومي عبر التهجير تارة والابادة تارة أخرى والتجهيل والافقار ومنع ثقافتهم وتجاهل تاريخهم واسكان عناصر أخرى معبأة ومدربة على الثقافة العنصرية في مناطقهم لتحويلهم الى "أقلية" لاحول لهم ولاأمل في وطن الآباء والأجداد حيث لم يعد سرا أن نتائج القضم المتدرج للمساحة الجغرافية الكردية وانكفاء الحراك السكاني أمام الموجات البشرية غير الكردية المبرمجة رسميا قد دفعت – الواقعيين – في الحركة القومية الكردية الى التمييز بين نوعي  كردستان: – التاريخي –  السابق و – الراهني - القائم.

        تفاجأ الكثيرون من رواد هذه الحلقة عندما بان أن بدايات محاولات تبديل معالم تركيب المجتمع الكردستاني بشريا وجغرافيا وحضارة قد تمت على أيدي فئات وأفراد انطلقوا من عالم البداوة باتجاه الحضر حسب العلامة – ابن خلدون - ركبوا موجة الفتوحات الاسلامية في عهد الخلفاء الراشدين دون الالتزام بمبادىء الدين الحنيف مالبثوا أن شكلوا تيارا قوميا مغاليا كان بنو أمية على رأسه  يدعو الى تدشين نهج – اسلامي عروبي مسيس – أميل الى بعث  اسلام – نقي – مقتصر على العرب دون غيرهم بل وفي خدمة الثقافة العربية يناوىء المؤسلمين من غير العرب ويفرض عليهم شروطا وأعباء تتسم بااللامساواة والتفرقة العنصرية بما فيها التقليل من شأن ثقافاتهم وهوياتهم أو وصمهم " بالشعوبية  " والأغراب " والاستخفاف بتاريخهم ما قبل الاسلام  وطمس ماضيهم واطلاق وفرض أسماء ومسميات جديدة على كل ماله صلة بالحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعاملات الانسانية بعكس ما قوبل به  معالم الجزيرة العربية – مهد الاسلام ومنبع الرسالة – العائدة الى العهد  الجاهلي من ابراز وتعظيم جانب كبير من تاريخها الماضي بما فيها أشعار " المعلقات " وتراث مكوناتها القبلية وتقاليدها وبطولات رموزها من عبدة الأصنام .