القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: ماالذي على المثقف أن يفعله إزاء حرب شاملة تستهدفه بين عدو مجرم وشقيق مختلف في داره؟

 
الخميس 24 تشرين الاول 2019


إبراهيم اليوسف

عندما بدأت الحرب على مناطقنا، و كنت أحد من أشادوا ببطلاتنا، وأبطالنا" أؤكد: بعد بدء الحرب" خطر في بالي، أنه سيتكرر، بعد أن تحط الحرب أوزارها، وبالنتيجة المعروفة لعدم تكافىء القوى، ماسيقوله بعضنا، من أن كل من راهن على هؤلاء البطلات والأبطال لم يوفق، لأن نتائج الحرب، لم تكن كذلك، وذلك على ضوء ماتم بعيد الحرب على الريفراندوم، أو بعيد الحرب على عفرين، وهو ما دعاني لأن أشير إلى ذلك في أكثرمن "منشور" فيسبوكي، مع بداية  الحرب على سري كانيي، وما يتبعها من مدن تعرضت للقصف، لاسيما في بدايات أيام هذه الحرب!


هذه الأفكار خططت لكتابتها في مقال خاص، منذ اليوم الأول للحرب، باعتبار أن ما يدون في وسائل التواصل الاجتماعي آني التأثير، لذلك فها أنا أنشره، مع كبح جماح الحرب، وإن  كان ذلك كنتيجة اتفاق بين صناع هذه الحرب على إنساننا ومكاننا، لدواع عديدة لا تخفى على أحد، ومنها تلبية مطلب ملح من لدن الرئيس التركي اردوغان، بالإضافة إلى إعادة الاعتبار إلى بشار الأسد، من قبل روسيا، ووضع حد للاتحاد الديمقراطي الذي انتهت مدة صلاحيته بحسب رؤى من كانوا وراء ظهوره السريع على المسرح السياسي العسكري!
ولأنني أحد هؤلاء الذين لاينتمون إلى الجهة التي انخرطت في الحرب، بل ممن نقدوها، في عشرات المقالات، وفي   فصول ونصوص  ضمن حوالي ثلاثة كتب مطبوعة، ومثلها من مخطوطات غير مطبوعة، بل إنني ممن رصدت كل ما وقع بين يدي من انتهاكات ارتكبوها واحداً واحداً،  منذ تسلمهم السلطة في مكاننا، وبحق إنساننا، وإلى اللحظة، ولأن أمثالي ليسوا ممن أخذ رأيهم في ثنائيتي: الحرب والسلم من قبل الجهة التي خاضت الحرب باسم: الكرد، ولقد قلتها علنا قبل سنوات: إن أعظم خدمة يؤديها "ب ي د" لشعبنا أن ينسحبوا من حياتنا، ويدعونا وشأننا، وغير ذلك كثير كثير، لهذا فإنني لطالما رأيت أن نستقرىء روح مقاتلنا الذي يقف على خط النار الأول ويقدم روحه فداء لقضيته، إذ إن جميعهم:  الأنموذج  المخدوع في لعبة  صنم الأدلجة وقبله عبادة الفرد- وهو القليل، والأنموذج الذي انخرط للدفاع في صفوف هذه الجهة مغرراً به لاعتباره أنه يسعى لتحرير كردستانه، أو الدفاع عن كرامته، ناهيك عن نماذج كثيرة من المكرهين لهذا السبب أو ذاك، ومن بينهم ضحايا الجندية الإجبارية التي رفعت صوتي و وضع اسمي في مقدمة حملة تواقيع رافضة لها ماجعل- سلوقيي هذه الجهة- يشتمونني وقلة من الموقعين، وتطلق حملة تواقيع أخرى مضادة في موازاة مع الحملة  المسيئة ضدنا!.
من أجل ذلك كله، فقد كانت، ولاتزال لي قناعة كبرى في أنني لابد من أن أوقف- جانباً- أي خلاف ولو جذري، مع هذه الجهة أنى وقف أبطالها وبطلاتها في جبهات المعارك يدافعون عنا، وهي قناعة راسخة لدي وأمثالي، ممن ننصف أبطالنا وبطلاتنا، ونقف في وجه أعداء شعبنا، في تلك اللحظة التي يدافع هؤلاء عنا، بغض النظر عما يرتكبه قادتهم من تأجيج نار الحرب- في بعض الحالات- في مواجهة عدو هو ضد أي منا، لأنه كردي.
أمام حالات:  احتلال كركوك- من جهة- والحرب على عفرين، واحتلالها، ومن ثم الحرب على مناطقنا المستهدفة في حرب أردوغان الجديدة، لابدَّ من أن تكون قلوبنا مع أهلنا، من دون منع أحد من إعلان موقفه، أثناء تضامنه، من المنظومة التي  تسيطر علينا، كجماعة أمر واقع، لطالما سميتهم جماعة الأمر العابر، هذا ما أقوله بالنسبة إلى أمثالي ممن يقفون بكل كيانهم مع أهلهم، متمنين لهم الانتصار، أمام العدو، الذي يستهدف الوجود، وما كارثتا عفرين وسري كانيي إلا إلا ماثلتان أمام أعيننا، لأن الحيادية في النظر إلى الطرفين، تجعلنا من دون موقف أمام من يعتدي على مكاننا وكائننا وكرامتنا
مؤكد، أن هناك نمطاً آخر من المثقفين الذين طالما كانوا أبواقاً لهذه الجهة، وآذوا أقرانهم، بوسائل شتى، من بينها التحريض عليهم من قبل أوساطهم، بل إن هؤلاء من زينوا خيار الحرب، ولم يواجهوا السياسي، وكان لذلك ثمنان: احدهما عيني انتفاعي والآخر معنوي، وكانوا جميعاً وبائيين في تكريس حالة الفتنة، ليكونوا أئمتها، وصانعيها، وهو ما سيظل أثره إلى وقت طويل، ومسؤولية هؤلاء لايمكن ان تنسى أثناء أية محاكمة لمن تسببوا بهذا الوضع الكارثي لمنطقتنا وشعبنا!؟
أجل، لايمكن لأحدنا أن يكون حيادياً أمام قصف مدينة، أو مدن كردية، والتخطيط لتهجير أهلها، وما سري كانيي/ رأس العين إلا الشاهد  الجريحة، بل الذبيحة، على هذه الجريمة، بل ولا يمكن نسيان الجرائم الوحشية التي ارتكبها الاحتلال ومرتزقته بحق أهلنا الذين وقعوا ضحية الاحتلال: فيديوهات التعذيب، والذبح، والتمثيل بأجساد حتى الكريمات، ومن بينهن فتاة مدنية، هذا من جهة، ولايمكن من جهة أخرى، أن نكون حياديين أمام بطلاتنا وابطالنا الذين حققوا ملاحم بطولية لعرقلة تقدم قوات الاحتلال الذي ماكان له أن يتم لولا حصوله على رخص دولية، نتيجة تواطؤات وصفقات معروفة!
ولعلي هكذا أمثل لحال أحدنا إزاء الحرب المفروضة علينا، باشتعال النار في منزل أحدنا، إذ لا وقت لأن نترك النار تمر، ونحن غارقون في فلسفة: بسبب من اشتعلت النار؟  ومن قدم أدواتها؟، فما عليه إلا أن يتنطع لإبعادها عن أهله، لأن بيته، ووجوده مستهدفان، من دون أن ننسى تسمية من منح الحجج لوقوعها- إن كان الأمر كذلك- متى تنتهي الحرب، لاسيما إذا كانت هذه الحرب من النوع الذي مهما استسلم أحدنا أمام  شراسة العدو فإنه لاينجو من قصفه ودماره ومخطط إبادته!
 
يتبع....

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.4
تصويتات: 5


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات