القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 588 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: المؤسسات السياسية الكوردية تنتهك قيمنا المجتمعية

 
السبت 13 تشرين الاول 2018


الان حمو

يتكوّن المجتمع من مجموعة من الانساق الفرعية التي تؤثر اختلال أي منها في النسق العام للمجتمع، كالانساق الاقتصادية والتربوية والسياسية، وتؤدي بذلك إلى تعدد المفاهيم وتنوعها بين السلبي والايجابي، والمباح والمحظور، والعام والخاص. وفي منظوره العام، الانسان يؤكد انسانيته (القيم، المفاهيم، الأخلاق ...) ويتماها معها من خلال انتمائه لجماعة ما. عندها تكون الانظمة المجتمعية الحاكمة هي التي تحدد (عقد اجتماعي) المفهوم وقيمته، وتقيمها بين السلبي والايجابي لتشكل منظومة الاخلاق الاجتماعية المتفق عليها (العرف، التقاليد، ....) وبذلك تحافظ المنظومة المجتمعية على الحد الأدنى للأخلاق وترسم الخطوط الحمراء لمنع انتهاك القيم وافراغها من مضامينها.


 لتكون المنظومة المجتمعية الضامنة للاخلاق بعد أن توفرالامن والاستقرار. وبتوظيف الفكرة واسقاطها على المجتمع الكوردي الذي بات تحت سيطرة المؤسسة السياسية، نتيجة وضعه العاثر، وعدم حصوله على الحقوق المشروعة بالنسبة لشعب أو مجموعة بشرية تملك مقومات الشعب والدولة (اللغة، التاريخ الثقافي، الجغرافيا) ولا تملك سيادتها واستقلالها. يحصد الكوردي اليوم نتائج تخل بالقيم الاخلاقية المجتمعية، وبمصادر سياسية.
الاحزاب الكوردية باتت تصنف وتقييم المفاهيم المجتمعية حسب المعايير المتوفرة لديها أو التي تستطيع أن تنتجها، ليتكوّن العقل الكوردي بحيث لا يعترف بشيء مالم ينتمي إليه أو يتوافق مع مفاهيمه الحزبية (التي لا تتعدى النظام الداخلي للحزب وبعض الاقاويل للقائد الرمز) فليس ثمة هناك متسع لافكار جديدة خارجة عن سياق الادبيات الحزبية (الكلاسيكية). بات الكوردي الحزبي أشبه بآلة قديمة تختزل عملها بالتقادم، تلك الآلة التي توظف لعمل أخر لعدم نجاحها في العمل المنوط بها.
مرت في الآونة الاخيرة احداث ومواضيع في الوسط الكوردي كشفت عن هول ما نحن فيه جراء التشكيلة السياسية التي يملكها الكورد. والمواضيع هي: موضوع العقيد رياض صلاح الدين. الانتخابات الرئاسية في العراق. وأخيرا وليس آخراً نيل ناديا مراد جائزة نوبل للسلام.
نشر موقع ولاتى مه مقال بعنوان "العقيد رياض صلاح الدين منشق أم مطرود؟" شبيه لحد بعيد بالبيان، فالاسلوب البياني كان واضحاً في اسطره وكاشفاً بأنه دُقق من قبل لجبة سياسية لأحد الجهات المعلومة (البارتي)، وورد في متن المقال وهو يعرف المدعو رياض صلاح الدين بأنه من العشيرة المحلمية، العربية. ثم تم حذف كلمة (العربية) بعد ساعات من نشره، ولا علم لي، هل الموقع حذف الكلمة (وهو شيء ليس من صلاحياتها) أم أن اصحاب البيان تراجعوا عن الوصف. ولكن، المقال بمجمله مؤشر على أن لا محظور للاحزاب الكوردية أمام مجتمعاتها، فبامكانها ضرب حتى أبسط القيم المجتمعية وهي أن تجرد شخص ما قوميته (القومية في أبسط تعاريفها هي: إرادة انتماء حرة) أي بمقدورهم حرمان الشخص حتى من تلك الارادة. أما بنسبة لموضوع رياض صلاح الدين ككل، فهو كلمة حق يراد بها باطل، والباطل هو صنيعة الاطراف السياسية المتصارعة. فمن أعظم امنيات الشعب الكوردي وبالاخص في روجافا هي أن تتوحد القوى العسكرية الكوردية حتى لو بقيت الاطراف السياسية على خصام، ولكن بهذا الاسلوب السافر في التعامل مع المجتمع لحماية النهج والمؤسسة يتلاشى مفهوم الوحدة أكثر وأكثر في ذهنية الكوردي. فالمقال المذكور كان ردة فعل على ما قامت به وكالة (هوار) لأصحابها حزب العمال الكوردستاني، الذين استغلوا الحدث (ترك صلاح الدين لصفوف البيشمركه وانضمامه لقوات القسد) بأسلوب لا يخلو من الاستفزاز والتشفي، ضاربين عرض الحائط المفاهيم (المغلوطة) التي تتكون في ذهنية الشعب ضمن حقل الكوردايتي وايديولوجيتها جراء البروبوغاندا التي يمارسونها، كما هو معلوم، من اقصى طموحات الشعب الكوردي هي وحدة الصف، والذي يملك في ذاكرته الجمعية الكثير من العبر والاقوال المأثورة التي تعظم الوحدة، والتراث الشعبي (شعر، غناء،قصص) مدججة بمفاهيم وشخصيات تمجد الوحدة، رغم ذلك، تصر الحركة السياسية على تفريغ مفهوم الوحدة من مضامينها، ليستعيض عنها بمفردة الخائن، ولتصبح جزءا اصيلا من ذهنية الكوردي، وفي نهاية البيان المذكور ينوه كاتبي البيان حين يقولون: فهناك المئات من كوادر وقيادات ال ي ب ك ، ب ك ك انشقوا من صفوف قواتهم والتجئوا إلى اقليم كوردستان، لم يظهروا في الإعلام للنيل من ي ب ك ، ب ك ك أو سرد قصص وهمية وشخصية ....إلخ، وكأن بهم يقولون مثلما نحن لدينا خونة أنتم أيضاً لديكم.
قبل ايام قليلة كانت انتخابات رئاسة جمهورية العراق (التي تكون حسب المتفق الشفاهي من حصة الكورد) ورئاسة الجمهورية في العراق منصب تشريفي لا يملك الرئيس صلاحيات تذكر، فقط مظهر بروتوكولي، شكلي. وهو ينتخب من قبل مجلس النواب العراقي. لم يوفر الكورد هناك المناسبة للتقارب فيما بينهم، بل زادو في الخيبات خيبة، ولم ينتهي الامر عند هذا الحد، بل عمل الطرفين المتصارعين على إعادة التاريخ المشؤوم إلى الاذهان (قتال بين الحزبين الرئيسيين في تسعينات القرن الماضي) ولم يدعوا أن تنتهي المناسبة (على الرغم من عدم أهميتها) إلا عندما استعملوا الكلمة " الخائن" لتعزز وجودها في ذهنية الكوردي، مع شيء من إعادة للتاريخ الاسود للجيل الذي لم يعاصر تلك المرحلة.
بنسبة للحدث الأخير " نيل ناديا مراد جائزة نوبل للسلام" لم يكترث الكورد للحدث بقدر اكتراثهم لمعيار منح الجائزة. لم تثر الجائزة العالمية العنفوان الكوردي في شارعه، ولم يصل الهيجان الكوردي إلى المستوى الذي وصل إليه عندما بلغ المغني عمار الكوفي في عرب ايدول المراحل النهائية. والسبب، ناديا مراد يزيدية لا تعترف بكورديتها!!! لم تتنكر ناديا والايزيديين لكورديتهم بل بل فعلت السياسة الكوردية فعلتها في سلخهم عنا. حدث ذلك بعد الهجوم الداعشي في 2014 على منطقة شنكال، والانسحاب التكتيكي (بغض النظر إن اتفقنا مع ذاك التكتيك أو لا) للبيشمركة من شنكال. عندها لم يتوانى حزب العمال الكوردستاني في استغلال الفرصة لضرب الايديولوجية القائمة هناك (حزب الديموقراطي الكوردستاني). فالعمال الكوردستاني يتبنى في هذه المرحلة مفهوم أخوة الشعوب، وبذلك فضل مصطلح الشعب الايزيدي على جملة الكورد الايزيديين، ووفقاً لسياسة الاقطاب وجه العمال الكوردستاني الايزيديين للاتفاق مع المركز (بغداد) واخراجهم من الحاضنة الكوردية، فقط لينقص الاوراق السياسية بيد الديموقراطي الكوردستاني، بذلك لم يحمي الديموقراطي الكوردستاني الايزيديين، ولم يحمي العمال الكوردستاني كوردية الايزيديين. على رغم من اصالة الايزيدي في نسبه الكوردي إلا أن أكثر من نصف الايزيدين لم يعد يعترفون بكورديتهم. وحدة المصير والمعاناة هي جزئية رئيسية في تعريف القومية، وبحسب ذلك خسر الايزيديون أو بالأحرى خسرنا وحدتنا معهم في المصير والمعاناة.
مايعزز ويعظم هواننا مع مؤسساتنا السياسية أكثر، هي عدم امتلاكنا لمؤسسات ثقافية مستقلة، ومنابر إعلامية حرة تعاضد المؤسسة الثقافية. لم توفر الاحزاب الكوردية ضرب المؤسسات الثقافية فالنقابات والاتحادات (صيغة الجمع تفي الشرح، اتحاد ـ اتحادات) باتت دكاكين حزبية. حتى في اوروبا فالجمعيات الثقافية لم تستطع التحرر من الهيمنة الحزبية. يسري الامر ذاته على المنابر الإعلامية لتخلق علاقة متعدية، مثقف غير مستقل متواجد على منبر غير مستقل، والعكسية غير موجودة. باستقلال الاثنان (الثقافي، الاعلامي) يمكن نشر وخلق فكر يغذي ويعمق بصيرة الكوردي ويجعله على دراية بالقيم والمفاهيم التي تحافظ على المجتمع الكوردي ويجعل المجتمع حاكما يمنع مصادرة الاحزاب للقيم والمفاهيم الكوردوارية وجعلها موروثاً له.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات