القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 622 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: صفقة «القدس» لا تكفي إسرائيل

 
الأحد 10 كانون الأول 2017


الأمازيغي: يوسف بويحيى

تحفظا مني في مناقشة القضايا العربية بٱعتبارها لا تهمني مطلقا ،لكن أجدني مضطرا لذلك لأني أعيش في دوامتها سياسيا و ٱقتصاديا ،لكن دائما ما احاول إقران مايهم كينونتي و هويتي من القضية التي أتطرق لها أو احاول الغوض في فهمها حسب وجهة نظري كٱنسان.
أنا امازيغي لذى لا تهمني مسألة "القدس" مادامت قضية عربية حسب ماهو متداول في جامعة الدول العربية و المؤتمر العربي الإسلامي و غيرها من المحافل السياسية و الدينية ،هذا لا ينعكس سلبا ألا اكون متضامنا ٱنسانيا مع أطفال و ايتام فلسطين ،فأنا مع اي قضية مهما كانت إن تعلق الأمر بالطفولة و البراءة ككل.


تضامننا الإنساني يثبت مدى علو كعب قيمنا و أخلاقنا و وعينا بمالنا و ماعلينا و فصلنا بين ماهو سياسي و إنساني ،لسوء الحظ لا نلاحظ هذا النضج في من نكن لهم هذا المعروف الإنساني ،مثالا على إحتفال العرب و الفرس و الترك الإسلاميين و الشيوعيين و الليبراليين و العالم أجمع بألأعمال الإجرامية للحشد الشعبي بأطفال و نساء و شيوخ كوردستان في كركوك و شنكال و مخمور و خورماتو...كأن أطفال و نساء الشعب الكوردي ليسوا أناس.
إن كوردستان تحتاج لتضامن ٱنساني نقي لذى فهي لا تنتظر تضامنا من أنظمة إجرامية حتى لو صدر لأن عنفوان الشعب الكوردي يكمن في الحياة و صفاء النية لذى فتضامنكم لا يهمنا و لا نحتاجه ،لكن في المقابل أؤكد أنه لا سبيل للغاصبين العرب سوى الكورد للنجاة من شر ما تم دسه في منطقة الشرق الأوسط المثمتل بنظام "ملالي" لولاية الفقيه الخمينية الإرهابية.
عدم دعم و تخاذل و محاربة العالم الإسلامي السني قيام دولة كوردستان جعل من بعض الدول تفقد سيادتها كالعراق و سوريا و لبنان و أخرى تفقد إقتصادها كتركيا بعد سقوط "كركوك" و أخريات أمنها و إستقرارها كالسعودية و قطر و الإمارات ،مما يوضح أن لكوردستان دور كبير لو تم دعم تأسيسها لكانت المنطقة آمنة و الأنظمة لن يكلفها الأمر إنهيارها (أتحدث منذ  2003 إلى الآن).
هيا بنا أيها الكورد لنعلم جميعا ما السر من صفقة "القدس" في هذه الآونة بالضبط و الصفقة بين من ومن ؟؟ و هل هي صفقة ناجحة لضمان أمن العرب أم مسكن لابد له من الوقت ليزول و يتجدد الألم؟؟ بل التاريخ.
لا أريد سرد تاريخ تأسيس إسرائيل و الصراع العربي الإسرائيل الذي مللنا من سماعه و النقاش العقيم الذي يغلق شهية المستمع ،لنركز على نقطة تحول الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع جديد لكن ينصب في نفس المشروع الإسرائيلي ،من تتبع أحداث سياسة الشرق الأوسط سيلاحظ أوجه التحول منذ حكم نظام ولاية الفقيه الخمينية إيران بوصاية أمريكية بريطانية فرنسية إسرائيلية ،من خلاله أخد الصراع العربي الإسرائيلي يأخد منعطفا جديدا شيئا فشيئا إلى صراع قومي إيراني عربي  بمنظور طائفي شيعي سني ،في الحقيقة أن المشروع الشيعي يخدم مصالح إسرائيل ،كل مايروجه الإعلام الإيراني ضد إسرائيل فهو ضلال و باطل لا أساس له من الصحة ،هذه الدعاية الإعلامية توارت من خلالها إسرائيل إلى الكواليس و صنعت عدو جديد للعرب نظام "ملالي" التوسعي من أجل أن تكسب تحالفات العرب على محاربة إيران ،واقعيا هذا ما يحدث على حد تعبير الرئيس "نتنياهو":<لقد كسبنا تحالفات معظم الدول العربية> ،هناك من يتساءل لماذا إسرائيل تحتاج للتحالفات العربية رغم أن الدول الصهيوسكونديناڤية من صنعتها قلبا و قالبا؟؟ ،الإجابة نفسها صرح بها " نتنياهو" قبلا قائلا: <مشكلة إسرائيل لا تكمن مع أنظمة الشعوب العربية بل مع فكرة الشعوب العربية في تقبلنا> ،كنوع من الخوف.
دعمت أمريكا و إسرائيل و بريطانيا و فرنسا....ولاية الفقيه الإيرانية و حرضتها على المكون العربي بشكل واضح منذ سقوط نظام "صدام" ،بعدها يسقط  شعب تلوى الآخر بما يسمى الربيع العربي الذي تحول إلى خريف بارد على العرب و مازال الزحف جار و يطول ،تنبيها أن جميع الأنظمة التي سقطت تحت يد ولاية الفقيه حاليا كانت في تحالف مسبق مع أمريكا و سقطت وهي مازالت في تحالف أمريكي و أروبي كلبنان و العراق و اليمن و سوريا...مما يطرح ألف تساؤل هل فعلا أمريكا و إسرائيل و بريطانيا و فرنسا وقفت في وجه ولاية الفقية ضد حلفائها المذكورين؟؟ بكل صراحة "لا" لأن ولاية الفقيه صنع أمريكي فرنسي بريطاني صهيوني (هل يعقل أن يسقط نظام وراءه أمريكا).
الصراع المصنوع خذعة إعلامية بين إيران و إسرائيل زيادة إلى الصراع الحقيقي التاريخي القومي الفارسي العربي جعل من جميع الأنظمة العربية الإرتماء في حضن إسرائيل ضد إيران بما نراه ملموسا حاليا و صفقة التنازل على "القدس" دون مقاومة خير مثال ،مما يبين أن شروط حماية إسرائيل لماء وجه ما تبقى من العرب باهضة الثمن ،لكن سرا إيران و إسرائيل إخوتين ،لن تقف ابدا إسرائيل أمام اي سوء سيصيب العرب ،علما أن العرب تذكروا فقط الصراع العربي الفارسي  متناسين العداء التاريخي اليهودي العربي ،فإن فقد العرب الذاكرة فاليهود شعب لا ينسى أبدا.
غباء العرب و سياساتهم الفاشلة التي لا تنبني على أي قاعدة علمية أكاديمية أدت بهم للهاوية دون رجعة ،من بين الغباء صفقة "القدس" التي يظنون أنها بمثابة الخلاص و الإستقرار من جهة ،و من جهة أخرى في نظرهم ذكاءا في إعادة رمي كرة الصراع بين إسرائيل و إيران الشيعية على "القدس" ،لكن متى سيفهم العرب بأن المختبرات العلمية للسلاح النووي إسرائيلية في إيران و أن الإسرائيليين هم أنفسهم من يحكمون إيران إقتصاديا و سياسيا و صناعيا و إنهيار الإتحاد السوڤياتي يحمل كل هذه الحقائق التي أسردها داخل البيت الإيراني.
إن دول الخليج و بالأخص السعودية نسيت أن ماينطبق على "القدس" تاريخيا ينطبق على "مكة" كذلك ،علما أن نفسه النبي "إبراهيم" من بنى "الكعبة" على يده عمرت "مكة" و من سلالة ٱبنه النبي "ٱسماعيل" خرج العرب ،بٱعتبارهما (مكة،القدس) أرض مباركة تجمع كل الديانات الثلاث الإبراهيمية اليهودية،المسيحية،الإسلام ،لكن هذا ما خرقه العرب المسلمين في مكة أثناء تمكنهم من القوة ألغوا حقوق اليهود دينا و عرقا الشيء الذي لم يقترفه حتى "أبو جهل" و "أبو لهب" (اليهود عمروا مكة بينما العرب عاشوا في الصحاري و النواحي).
إن إسرائيل التي ربحت رهان "القدس" من العرب لم ينتهي مشوار زحفها بعد ،فهي ترى في أن لها حقا دينيا و وطنيا في "مكة" إستنادا للتاريخ وما تعرض له اليهود من إباذة جماعية على يد عصابات الأعراب في "مكة" و سلبت أموالهم و تجارتهم و بيوتهم ،كما يرى اليهود أن لهم حق في "المدينة" التي قتلوا و أخرجوا منها قبلا و كذلك في خلافة "عمر" و "علي" التي مازالت تلك الأمجاد يتداولها القوميون العرب في شعاراتهم "خيبر خيبر يايهود جيش محمد سيعود"...،علما أن صفقة القدس هي فقط بداية لإحياء صفقات تاريخية مستقبلا "مكة" و "المدينة" ،كما أن إستقرار السعودية حاليا نتيجة لمصالح إقتصادية فقط نتيجة ثروتها النفطية و المعدنية ليس إلا ،أما غزوها فسيأتي لا محالة.
للتوضيح فقط أن إسرائيل سنويا تأخد نصيبها من عائدات الحج من السعودية بٱعتبار أن مكة أرض دينية للديانات الثلاث و ليس فقط عربية إسلامية ،على الرغم من أن اليهود بالديانة لا يحجون مما يثبت باليقين أن "مكة" نفسها قضية وطنية عالقة بين العرب و اليهود عرقيا.
إن ما يجهله العرب في تاريخهم و في تاريخ غيرهم تعرفه إسرائيل جيدا و تبني عليه و تعمل على إحيائه بشكل دقيق و ذكي و بنفس عميق و طويل.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات