القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 367 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: آفاق سورية يحجبها الضباب

 
الجمعة 30 تشرين الاول 2015


دراسة: م. عاصم عمر 

نقاط الدراسة:
- الأسد صانع ارهاب داعش والآن يجري مكافأته من قبل روسيا والمجتمع الدولي على براءة اختراعه .
- أوصل الأسد طائفته الى حرب وجود, ولم يترك أرضية التعايش المشترك على تراب سوريا موحدة ,روسيا بتدخلها الآن تهيء له دولة الساحل وتسعى معه أيران الى تحقيق التغيير الديموغرافي اللازمة ولذلك يحدث كل هذا القصف والدمار والتهجير.
- المجتمع الدولي بسياسته في الحرب على الارهاب يتبع أسلوب الحفاظ على حرب الاستنزاف وادارته للوصول الى الانهاك التام من خلال اتباع سياسة الالهاء الاستراتيجي مع المعارضة المعتدلة  بل وافشال دوره حتى بات تفتت سوريا ككيان موحد أمرا واقعا.


ـ المعارضة الوطنية المعتدلة واقعة بين نيران روسيا, داعش, الأسد ,واستراتيجية الالهاء للمجتمع الدولي اضافة الى ضعف امكاناته المادية  و نظرا لعدم الانسجام ,فهي غير قادرة على تجديد خطابها السياسي الوطني وكما انه لايزال يستمد الكثير من منهجية وثقافة النظام الشمولي .لذلك فهي غير قادرة على تصور السيناريوهات المستجدة والتكيف معها ودخلت مرحلة الركود السياسي ليقبل بالأمر الواقع كنتيجة.
الدراسة:
داعش علامة تجارية من صناعات الأسد والاتحاد السوفيتي السابق وروسيا لاحقا, حيث كان حافظ الاسد في ثمانينات القرن الماضي يطالب بتعريف  دولي للإرهاب علنا وعلى مدى سنين حتى شرعها لنفسه - كان يقوم بتدريب انتحاريين في دوائر المخابرات السورية من القاصرين  مثل: ثناء المحيدلي- حميدة الطاهر- سليمان خاطر - ألماظة خليل... والعشرات الذين كان يؤتي لهم بأشرطة أفلام موثقة بعد عملياتهم الانتحارية على التلفزيون السوري ليفتخروا بما قاموا به سواء, ضد اسرائيل, مصر السادات, عراق صدام, لبنان "الحامية الأمريكية" 982 #,ثم ضد مواقف دول أوروبية عديدة مثل بريطانيا 84 ..فرنسا....الخ.. وكان يجري ذلك برعاية استخباراتية سوفياتية. (التعتيم الاعلامي الممنهج).. و كما أنه تم بعد انطلاق الثورة السورية  اطلاق سراح مئات الجنات من السجون وايوائهم الى صفوف داعش, وبقيادة ضباط  معروفين من المخابرات السورية بتنظيم فصائل داعش ( حيث كان بعض قادة المخابرات العسكرية في الكتائب الإسلامية المتطرفة، من أمثال أبو صلاح الذي كان مشرفاً على فرع المخابرات العسكرية في الحسكة في التسعينيات، ولقب فيما بعد بالأمير أبو سليمان، و النقيب أحمد اللجي، والعقيد عبدالكريم عبدالرزاق، وأمير جبهة النصرة في منطقة رأس العين المدعو أبو سياف )في المناطق الريفية حتى قوي ساعدهم واصبحوا متمكنين من قيادة أنفسهم , ولا ننسى أن المالكي(العراق)  نفسه كان قد تقدم وقتها بعشرات المرات بالشكاوى من انتحاري  بشار –في محاربة العراق والامريكيين ,عدا عن قتل العشرات من مناوئي سياساته اغتيالا أو برعايته, بشير الجميل, جنبلاط...مضر بدران.....والحريري ...سلسلة لا تنتهي
*استفاد  الأسد من الوضع الهلامي والطائفي الذي أوجده في الداخل السوري من سياسة "فرق تسد" اضطهد الشعب الكردي الى حد الاذابة والاذلال وسيد عليهم كل الطوائف والقوميات واغتصب أسباب معيشتهم ,تراجيديا تقشعر لها الأبدان مدة سبعين سنة من تسلطه  وفرق المجتمع السوري الى مواطن سيد (الطائفة امتياز) ومواطن درجة ثانية كل من لا ينتمي الى الطائفة, واستقدم الطلائع الإيرانية و حزب الله واستفاد من الدعم المالي والسياسي ومن قوى اقليمية, ومن اليأس الفردي لبعض الجناة أو المفكرين المحكوم عليهم بالمؤبد للدفع بهم الى الانتحار ,فالوزير السوري  حسون أعلنها صراحة "أن  لديهم خلايا انتحارية نائمة في البلدان الأوروبية "وكما استفاد من الصراعات القائمة في فلسطين التي أصبحت شماعة لخلق فلسفات وأيديولوجيات في الحكم وادارة الصراع  أدت الى استعباد الشعب السوري للاستمرار في امبراطوريته الأزلية .فهل المطلوب من مكافحي الارهاب القضاء على داعش والحفاظ على المخترع حفاظا لحقوق الاختراع ...! بل ويتم مكافأته كما تفعل روسيا الآن. 
الفصل العنصري والمذهبي الذي رعته إيران بامتياز من خلال أذرعتها العسكرية في المنطقة (حزب الله...و.) وبسبب من سياساته  الأيديولوجية الامبريالية والوصول الى البحر المتوسط عن طريق تحقيق مشروع الهلال الشيعي والذي بنتيجته تحول الوضع في سوريا الى صراع مذهبي أدى الى تغيير ديموغرافي مروع كما يحصل الآن في  سوريا , والذي قضى على آفاق قبول استمرار التعايش السلمي مستقبلا. وعليه فالأسد يتصرف في سوريا من منطلق فاذا فنيت فسوف أفنيه معي ,لأن سقوطه قي كل الأحوال فناء بالنسبة اليه وزمرته, فيما لو لم يتمكن من اعلان انفصاله في منطقة الساحل وتوسيعه ما أمكن مع ما يرافقه من مبررات شكلية.
أصدقاء سوريا من العرب(السعودية ..الكويت...و.. الدول العربية الأخرى) تخوفهم من انتصار الثورة السورية تعادل تخوفهم من انتصار الأسد  وتمدد الشيعة الذي يهدد كيانهم أصلا بالزوال.. أيضا فهؤلاء الأصدقاء يرون الثوريين السوريين خصوما حقيقين لهم لأن حكوماتهم تعيش نفس المفهوم الاوتوقراطي بحيث تصبح انتصار الثورة السورية تهيدا مباشرا للأسر الحاكمة لهم .وبذلك فهم أيضا يشاطرون حرب الاستنزاف الطويلة.
الا ان اصدقاء الأسد جادون معه تماما ويشاطرونه تطلعاته, لذلك فهم يقدمون له كل المساعدات  التدميرية الممكنة. لكنه عمليا لم يبق أمام الشعب السوري المتمزق والفصائل المقاتلة الغير منسجمة الا الاستمرار في الدفاع عن وجوده مستمدا نضاله من ايمانه بعدالة قضيته التي شوهت تماما من قبل الأصدقاء والأعداء.
ونتيجة لهذا الوضع الشاذ الذي عاشه الشعب السوري لستة عقود حصل انحراف في التوجه الاجتماعي والسياسي .فالأحقاد التي تم زرعها بين الطوائف والقوميات و المذاهب المختلفة في سوريا  من قبل الأب والابن لاحقا وبرعاية إيرانية, وبنتيجة الاحتراب الداخلي الطويل والذي انتهك فيه كل القوانين الانسانية  لم يترك أرضية منطقية للعودة الى بداية التعايش السلمي بأي شكل من الأشكال 
ايران تقود حربا توسعية امبريالية اسلامية شيعية(صراع اسلامي اسلامي تدميري تاريخي قائم عل ايقاظ الأحقاد-يرتزق عليه رجالات الدين, انها فلسفتهم الذي يعيشون عليه وهذه بضاعتهم...) صراعات تعيد بنا الى القرون الوسطى والتسلط الديني حروبا تبريرية استمرارا لمعركة كربلاء ومحاسبة معاوية.
,كما ان  التدخل الروسي المباشر في سوريا ,والذي هو جزء من المشكلة والذي يفرض نفسه بالقوة كدولة عظمى  والذي يحسس الشعب السوري المطالب بالحرية بثقل طغيانه, زاد الطين بلة. وعلى ضوء  المعطيات  الجديدة  فانه يهدف الى قتل المعارضة الوطنية المعتدلة  المطالبة بالحرية للشعب السوري ومعروف أن روسيا تسعى لإنقاذ النظام ولا يستهدف داعش ,وبسكوت من المجتمع الدولي بل وتوافقه, ثم ما الفرق الآن بين القصف بالبراميل العشوائية ضد المدنيين والقصف بالسلاح الكيماوي لمناطق المعارضة المعتدلة والسكان المدنيين دون تحرك ايجابي من قبل المجتمع الدولي وكذلك فقدان خطوط أوباما الحمر لكل آثارها, علما ان ها العمل الوحشي يزيد من وتيرة التهجير ,فأي دور ايجابي بقي للمجتمع الدولي أن يلعبه من أجل احلال السلام في سوريا ,سوى ان جميع مواقفه تنصب في خانة الاستمرار في حرب الاستنزاف و دون محاربة جادة ضد تنظيم داعش .ازاء ذلك لم يبق  بد من اعادة الحسابات ودراسة الاستراتيجيات من قبل المعارضة الوطنية والا فأنه بات النضال من أجل سوريا الموحدة خداع للذات وتضييع للوقت ,وان بقي ممكنا فربما يكون من خلال تحقيق فدراليات أو ربما بالقسر الروسي الممنهج من خلال اعادة فرض النظام القائم كما حدث في الشيشان (عندما طالب الشيشانيون بالحرية والاستقلال) أوفي حال اعلان استعمار روسي  أيراني مشترك رسمي لسوريا وتنصيب الأسد عليه  واجبار المقاومة المعتدلة  وباقي المجتمع السني المتبقي الرافض للأسد وزمرته الوقوع في أحضان داعش .وكما انه لم يعد من مصلحة الأسد وطائفته  والتي تماهت مصالحها مع أهدافه  أية تسوية سياسية عادلة  لأسباب سوشيوجيوبوليتيكية تطورت ضمن معطيات دولية (التمدد الإيراني ومشروع الهلال الشيعي وبدايات الحرب الباردة )و الذى لم يبق لهم مجالا الا بضرورة الانفصال الجغرافي , والتدخل الروسي المباشر الذي يتم الآن انما هو  سعي لتوسيع رقعة المملكة الاسدية بحيث يحقق اكبر مضغة ممكنة بمساعدة الروس. وتجعلها قابلة للحياة مع الامتداد اللبناني. ومشروع حزب الله. 
و بمقابل ذلك فالخطاب  السياسي الوطني للمعارضة  السورية (من الأحقية ان تسمى الآن بالقوى الوطنية المقاومة للاحتلال) والذي شوه تماما من قبل الاعلام الموجه  المعادي والفصائل المرتزقة صنيعة النظام السوري ,اضافة الى التدخل الدولي و ضعف  امكاناته المادية  بحيث لاتزال الصفة الاسلامية المتهمة بالتطرف هي الغالبة عليه و الشائعة اعلاميا ويظهره عاطفيا واتكاليا, يستعطف الأصدقاء. ولا يمل من طلب الشفقة. ولا يميز بين التمني والاستراتيجي  والتكيف مع متطلبات المرحلة وميؤوس من التجديد. ولا يزال ينطلق من الماضي الذي كان. وأما العلماني والذي بمعظمه قوموي فلم يستطع اثبات نفسه ولم يتحرر من الخوف والوهم ويتوق أيضا الى الماضي الممجد في التاريخ (مزاوجا بين الخطاب الديني والفلسفي العلمي). ويتمنى استعادته بشكل مثالي "سوريا كما رسمها سايكس بيكو", وأمام عينيه تجري سيول من الدماء وديموغرافيته تتمزق, وسيناريوهات الاستسلام التي تكاد تطبق عليه من جميع الأطراف تقريبا. فهل يمكننا تجديد رؤيتنا السياسية وايجاد بدائل تستوعب السيناريوهات المفروضة على ساحتنا الوطنية.؟
وكما ان  الغرب  والشرق يعتمدان على برنامجهما في محاربة الارهاب وادارة حرب  الاستنزاف ,محافظا فيه على دعم الفرقاء المتقاتلة للاستمرار في الصراع ,استنزافا للقوى الدكتاتورية الطائفية (الأسد)والتي تدعي علمانيتها تلك العلمانية التي صنعت  منذ ثمانينات القرن الماضي داعش وبالتعاون مع روسيا لأهداف استراتيجية لكليهما حينها وكذلك الآن لتنفيذ اجنداتها ,وضد القوى السلفية أصحاب الفكر الجهادي ,والذي ان استمر فيما بعد فانه سيتوجب على الغرب والشرق استنزاف قواه البشرية في محاربتها بعد ذلك, وبعمله الاداري هذه فانه يدفع عنه بلاء مقاتلتهم مستقبلا على مبدأ :دع الأعداء الطبيعيين يفنون بعضهم بدلا من أن نتكفل بمقاتلتهم .
هذا السلوك الدولي في محاربة داعش في الثورة السورية يدفع بالناس للإلقاء بأنفسهم في أحضان داعش.. اذ ان المجتمع الدولي (التحالف) قد حول سوريا الى فخ  أو مصيدة للجهاديين من جميع انحاء العالم. وبذلك لم يبق للسوريين مكانا للالتجاء  اليه كبديل الا الى داعش أو الى الدول الأوروبية لمن يتمكن من ذلك . وبالتأكيد فانه في حال سقوط الأسد سيتخلى الكثيرين من المنضمين الى داعش لأنهم بالأساس اما ينتقمون من النظام, او مطلوبين منه, أو يهدفون بالأساس الى اسقاطه
وبقي انه في مرحلة ما لابد من الحسم العسكري مناطقياً لأحد الاطراف على الآخر(والذي يبدوا وكأن الروس يسعون اليه)  ضمن منطقة معينة وفي التوازن الغير مستقر_ والذي سيكون أسوأ من استمرار الحرب والحسم العسكري من حيث النتائج المديدة. وكما ان  السيناريوهات  الجارية لا يمكن توقع تداعياته 
المهلة المقدرة افتراضيا للقضاء على داعش أو (الفكر السلفي) بمدة 15-20 سنة مدمرة وظالمة لأن من شأنها ابادة شعب بكامله ويهدد استقرار العالم اذ انه  سيجرجر دولا أخرى الى حلبة  الصراع. وبهذا الشكل العنيف وآثاره البعيدة سوف يتساوى نتائجه البعيدة مع القاء قنابل ذرية ضد المنطقة, اضافة الى نتائجه المادية والنفسية والاجتماعية والثقافية  على الساحة العالمية وعلى المدى البعيد لا يمكن تقديره  وربما يعني حرب المائة عام.
ومن باب ردود الفعل والمخاطر المحتملة في حال ان تمكنت مجموعة أشخاص أو جماعات من المتصارعين الحصول على أسلحة التدمير الشاملة فان امكانية استخدامها ضد أطراف أخرى تبقى واردة جدا .
أسباب الحروب والصراعات الاقليمية هذه كامنة وراء رعاية الدول العظمى (ومسؤولية هيئة الأمم الغير سليمة  وغير العادلة في هيكليتها) في محفاظتهم على الدكتاتوريات القائمة أو رعاية الدكتاتوريات العسكرية والمصالح المشتركة (لا شيء بالمجان فإما ان ندفعه أو يبقى دينا يدفعه أولادنا بالنيابة عنا ,نعم الكبرى الخمس تخلف الأحقاد والمظالم للانسانية وعلي الشعوب تسوية الحسابات)
الساحة السورية بدفع من روسيا وإيران باتت بورصة  للنظام وللأطراف الدولية والاقليمية كل منها ترعى جماعات  مقاتلة جهادية أو غير جهادية, وبتبريرات وهمية. لحساباتها. استعدادا لتقسيم سوريا !
كما انه بات معروفا من نظرية  "استراتيجية الالهاء" أو تشتيت الانتباه في التحكم بالمجتمعات, والتي تمارس من قبل مختلف القوى الكبرى على قوى التحرير السورية وفصائلها ,وعبروابل من الأساليب, استشارات السفراء –خلق المبادرات – أزمة اللاجئين- الرعاية والمساعدات الانسانية والطبية-الاكثار من التصريحات والمبادرات واللقاءات الوهمية ,والبيانات....المتناقضة...المفاوضات الجدلية......ابتكار المشاكل ...انما هي عمليات استهلاك للوقت تدركه قيادات الكفاح الوطني السورية  ,الا ان الاستمرار في هذه اللعبة مفروضة عليهم ولا بديل عنها  ,و الروس الآن يستهلكون الوقت للعمل على تحقيق التجزئة المطلوبة. تحت هذا الستار.
- ومن تداعيات هذا الصراع على المجتمعات الغربية و التي تتمتع  بقدر أكبر من المواقف الانسانية من الروس والأمريكان استيعاب أعداد أكبر من السوريين كلاجئين طبقا لاستراتيجية الحرب على الارهاب والا فان الأعداد الكبيرة من المهجرين الناتجة عن هذا الحرب  وتداعياته ستنسف خطة حرب الاستنزاف المديدة .وبالتالي فهذه أيضا محصلة .
بالنسبة لغالبية السوريين لابد لهذه الحرب العبثية ان تنتهي بسقوط الأسد وزمرته ,ومما يؤسف له فان العداء استفحل بين العلوين وباقي الأطياف من المجتمع السوري ولم يترك الأسد مكانا للتصالح مستقبلا بسبب من اعتماده الكلي في صراعه على العلويين, ومهما قاول الساسة عن التسامح ربما يكون تجاوزا على الواقع وتكاليف الصلح ستكون باهظة جدا ان أمكن التصالح يوما ما ,واذا كان ولا بد من التصالح فان المبادرة تقع على عاتق العلويون (الذين يشكلون الآن كل الجيش السوري ومخابراته)انفسهم محاسبة بشار الأسد والمقربين منه ومن قبله أبيه وبأيدهم بل وحتى بالاعتراف عما حصل , الشعب السوري قد لا يستطيع كثيرا استيعاب معنى الارهاب الذي الصق به وببلاده , لكنه مصر على محاسبة اللأسد وزمرته الذي تسبب في كل ذلك ,وان تقاعس المجتمع الدولي في معالجة المظالم على الشعب السوري ستكون له تداعياته الانسانية المديدة 
بعد التدخل الروسي بات المشهد السوري أكثر تعقيدا .والتورط الروسي ليس بجديد. وظهر" بوتين" كريما جدا في تقديم القوة التدميرية للأسد لقمع الشعب السوري ..ولكن الكرم  الروسي اللامحدود لم تطل سوريا واحدا أو لاجئا واحد بحاجة الى مساعدات انسانية ,بل تسبب في اجبارهم على النزوح من بلادهم .لكني اعتقد ان لكل شيئ ثمنه  فأوحال سوريا ستدق قريبا أوساط روسيا وبشكل خاص بعد ان كسب الصفة الدينية من البطريرك الأورثوذوكسي ,فالدخول كان باختيار "بوتين" ولكن الانسحاب لن يكون كذلك وتداعياته الغير محسوبة سوف تريق المزيد من الدماء البريئة .وانه حتى لو رحل الأسد فان تداعيات الصراع سوف لن تنتهي كما يريد لها "بوتين" .فان روسيا سوف تدفع أثمانها وان آجلا.
, ومن المعروف عن الأنظمة الروسية المتعاقبة أنهم الأكثر وحشية في المعارك. والدخول الروسي في سوريا لم يكن مفاجئا وغاياته تكتنفها الكثير من الغموض لعدم منطقية الصراع الجاري (بكل الحسابات الاقتصادية)من قبل قوة كبرى الا أن تكون ناتجة عن خيال دكتاتور مريض نفسيا, أو خيال مراهق يعبث بأمواله وأرواح البشر ليرهب العالم المتمدن من حوله ويقول لهم  انه لا يزال يستطيع ان يكون أكثر وحشية ليستعيد بذلك أمجاد "أيفان الرهيب." حيث ان السلة السورية لا و لم تكن تشكل ذلك المطمع الحالم لدولة عظمى.
الروس بتدخلهم يسعون لتوسيع حدود الدولة العلوية المقبلة, وبالتالي توسيع رقعة محميتهم ولكن يبقى هناك استفسار أين سيظل مشروع الهلال الشيعي والابقاء على حزب الله وإيران منفصلين, حيث سيفصل بينهما دولة سنية تمتد من العراق جنوبا وحتى تركيا شمالا ,ثم مصير السنة اللبنانيين  الذين سينحصرون بين شيعة لبنان وشيعة سوريا العلوية. وبذلك سيكون هناك صراع لاينتهي, ربما سيشكل  بداية حرب المائة عام الثانية.
م. عاصم عمر 
مكاتب الائتلاف الوطني السوري –اسطنبول .
26/10/2015

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات