القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 594 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: أين ديموقراطياتنا من ديمقراطياتهم ؟ !

 
الثلاثاء 15 ايار 2012


بقلم عبد القادر الخزنوي

تلقيت من خلال محطات التلفزة العالمية والفرنسية نبأ هزيمة الرئيس ساركوزي أمام المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند بفارق بسيط جداً وذلك في الانتخابات الرئاسية الفرنسية وشاهدت من خلالها الاحتفالات التي عمت فرنسا ليلة الإعلان عن النتائج ، وأعجبني اعتراف الرئيس المنتهية ولايته بهزيمته وفوز خصمه ومطالبته أنصاره باحترام الرئيس الجديد فرانسوا هولاند لكونه أصبح رئيساً لكل الفرنسيين .
لقد حسدت الفرنسيين  على ذلك وكان ذلك حسرة في قلبي لم أعشها في من الأيام وغداً سيكون هناك احتفال مهيب بنقل السلطة من الرئيس المنتهية ولايته إلى الرئيس المنتخب وسوف نرى كيف سيغادر ساركوزي قصر الإليزيه بحفاوة كما دخلها ونرى الاحتفال بدخول فرانسوا هولاند قصر الإليزيه في جوّ حضاري راق ومهيب .


 لقد فرحت لفرنسا وشعبها العظيم بهذا الانتصار النابع من النظام الديمقراطي التعددي الذي يجب علينا نحن شعوب العالم الثالث أن نقتدي بها حتى نكون مشاركين في بناء حضارة إنسانية راقية ، لقد فرحت لفرنسا لأنها جددت دمها وذاتها وها هي تستعد لانتخابات نيابية  جديدة لتدخل مرحلة قادمة وتأخذ دورها الفعال في بناء فرنسا الحديثة .
ولقد تألمت كثيراً ليس لأن ساركوزي خسر المعركة الانتخابية ، لا بل لأن هذا لا يهمني وليس محبة به  ولكن ألمي نابع ٌ من الواقع المرير الذي تعيشه شعوب العالم الثالث ، فأوربا الغربية واليابان وغيرهما من الدول الديمقراطية  ينعمون بالاستقرار ويخضع حكامهم لدساتير بلدانهم ويقبلون اختيار الأمة لمرشحيها ويعتبرون هذا انتصاراً لبلدانهم ، ويتم فيها نقل السلطة من رئيس منته ٍ ولايته إلى رئيس منتخب بشكل سلمي وفي جوّ احتفالي ٍ مهيب ، لأن هذه البلدان نتاج مؤسسات مدنية نابع من عقد اجتماعي بني على أساسه دولهم بأنظمة ديمقراطية تعددية مدنية رافضة كل الرفض لمبدأ الدكتاتورية والاستئثار بالسلطة ، لذلك تنعم أممهم بالاستقرار والتقدم في كل مناحي الحياة .
لكن بلدان العالم الثالث لا يمكنهم من أن يجددوا دماءهم وذاتهم ومشاركتهم من بناء حضارة إنسانية راقية رغم امتلاكهم لعصب الاقتصاد كالذهب والحديد والغاز والبترول ....إلخ . لأن المؤسسات في هذه البلدان شكلية مزخرفة كمالية ، أعضاؤها تماثيل ودمى ناطقة لا تخالف رأس النظام . الذي جاء إلى السلطة على ظهر دبابة أو بالوراثة أو بنعم 99,99 % باستفتاء صوري .
والدستور في هذه البلدان على مقاس الحاكم الذي ينفرد بالسلطة وينسب الدولة إلى نفسه ويخلق المصاعب الدستورية والقانونية بوجه من يحاول منافسته ، أو يكون مصير منافسيه الاعتقال أو الاغتيال .
وأما المجالس الشعبية والنيابية والمحلية والبلديات في هذه البلدان فحدّث ولا حرج فمرشح النظام هو الفائز سلفاً .
وإن احتجت شعوبهم فمصيرهم الضرب والإهانة والاعتقال والقتل والاغتصاب وبطانة الحاكم ورأس النظام يملأون الشوارع والأحياء من المدن ويدمرون كل شيء في سبيل تحقيق إرادته وأبديته في الحكم لأنه وفق إدعائهم الرئيس والحاكم الأوحد والمبدع الذي لا يخطئ ،
أما من ناحية الأحزاب والمنظمات المدنية والحقوقية في بلدان العالم الثالث إما أن تكون من صنيعة الأنظمة الحاكمة ومتحالفة معها ورؤساء هذه الأحزاب والمنظمات وسكرتيريها هم أبديون لا يغادرون كراسيهم إلا بموتهم ومن ثم تكون الرئاسة لزوجاتهم أو أبنائهم .
لذا نرى في أكثر دول العالم الثالث الفقر والتخلف والخوف والقهر والدمار وعدم الاستقرار والحروب الداخلية بل يعيش الإنسان فيه تحت خط الفقر وأكبر مثال على ذلك ليبيا واليمن والسودان وافغانستان والعراق وغيرهم .
فشتان بين حكام الغرب وحكام العالم الثالث ومتى يتنازل حكام العالم الثالث لشعوبهم عن غطرستهم ويعودون إليها ويبتعدون عن أولئك الأعوان والعملاء الذين يوجسون صدورهم ومن ثم يعمل على تحقيق مطالب ومصالح شعوبهم قد نلحق بركب الحضارة يوما ما .


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 4


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.