القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 550 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: الحاج دهام ميرو : حكيم من هذا الزمن

 
الأحد 08 كانون الثاني 2012


بهزاد عبد الباقي عجمو

كنت أود الكتابة عن هذه الشخصية الفذة وهو حي يرزق ولكن حالة الإحباط التي كنا نعيشها قبل الخامس عشر من آذار جعلني أصرف النظر عن الكتابة ولكن قبل عدة أيام حينما سمعت الأغنية الأخيرة للفنان الكبير شفان برور ويذكر فيها اسم هذه الشخصية  كان بمثابة ناقوس دق في ذاكرتي وأعادت بذاكرتي إلى عقود من السنين إلى الوراء حيث عرفت هذه الشخصية في عام1973  أي قبل اعتقاله بعدة أشهر حيث كان يتردد على والدي بين فينة وأخرى وكانت تربط بينهما صداقة منذ عام 1966 حيث كانا معتقلين مع أكثر من خمسين شخصية وطنية أخرى في سجن غويران بالحسكة وعندما استمعت إلى حديثه لأول مرة حيث كان هو ووالدي يتحدثان عن الوطن والألم والأمل والسياسة أحسست بأنني أمام شخصية غير عادية


 كان يتحدث قليلا وعندما ينطق بجملة كانت تفوح منها رائحة الحكمة لا ينفعل أبدا وكان يحترم الصغير والكبير ولا يجرح بكلامه أحد وكان كل كلمة ينطق بها يزنها بألف ميزان وينظر إلى أبعاد الأمور نظرة ثاقبة كل هذا رغم أنه لا يحمل أي شهادة دراسية ولكن في الحياة هناك علم المدارس وعلم المجالس حيث أن الكثير من أصحاب الشهادات العالية بحاجة إلى التعلم من أمثال هذه الشخصية الحكيمة وكنت أود أن أبقى أطول فترة ممكنة في مجلسه هو ووالدي ليتعلم منهما الحكمة والحلم وحب الوطن ، لان هناك الكثير من العلم لا يوجد على صفحات الكتب ولكن في صدور هؤلاء الشيوخ ولا يمكن الانطلاق الى المستقبل دون الارتكاز الى ارث الماضي ولكن القدر كان له رأي آخر مع هذه الشخصية حيث اعتقل رغم كبر سنه وبقي ما يقارب من عشرة سنوات في المعتقل حيث كان وقتها سكرتير البارتي وعند خروجه من السجن أعتكف في بيته في قرية موزلان واعتزل السياسة لكبر سنه اولا وأجواء السياسة غير الصحية في الحركة الكردية وبقي معزولا عن الساحة السياسية ولم يكلف نفسه أحد من السياسيين الكرد بزيارته ولو عن تطييب خاطر هذا الشيخ الجليل الذي كان يستحق أن يكون مرجعية سياسية نظرا الى خبرته في النضال والتضحيات التي قدمها ولكن في هذا الزمن الصعب ان المخلصين إما ان يغتالون أو يعتقلون أو يدخلون في دائرة النسيان والإهمال وبقي هذا الشيخ الحكيم معتكفا في قريته الى أن لبى نداء الباري الأعلى بصمت وسكون مذهلين وهكذا طويت صفحة شخصية فذة قلما تتكرر
........................



 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4
تصويتات: 4


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.